أكد وزير الخارجية الأميركي كولن باول استمرار دور بلاده في حل مشكلات منطقة البلقان، رافضاً كل محاولة لتغيير الحدود الراهنة فيها، وقوّم اعادة ترتيب المساهمة العسكرية الأميركية في القوات الدولية الموجودة في البوسنة وكوسوفو. وجاء ذلك في مستهل جولة في منطقة البلقان، هي الأولى له منذ توليه مهام منصبه قبل حوالى ثلاثة أشهر. وتستمر يومين وتشمل مقدونيا وكوسوفو والبوسنة. والتقى باول في سكوبيا أمس، الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي ورئيس وزرائه ليوبتشو غيورغيفسكي ومسؤولين حكوميين آخرين، اضافة الى قادة الأحزاب الرئيسية وزعماء الجماعات العرقية، في مساهمة أميركية لحل التوتر القائم مع الألبان. وحضر في سكوبيا اجتماعاً لوزراء خارجية دول البلقان: مقدونيا، ألبانيا، اليونان، بلغاريا، البوسنة، يوغوسلافيا، رومانيا، سلوفينيا، تركيا، هنغاريا، كرواتيا. ونقل تلفزيون سكوبيا عن مصادر الاجتماع، انه "تم الاتفاق على المحافظة على سلامة الحدود القائمة في المنطقة والعمل المشترك من اجل حل المشكلات وتوفير الاستقرار ودعم التحولات الديموقراطية فيها". وأكد باول لنظرائه البلقانيين، أن الولاياتالمتحدة تولي أهمية خاصة لأمن منطقة جنوب شرقي أوروبا، وأنه على رغم خطط أميركا لسحب جزء من قواتها الموجودة في البوسنة وكوسوفو فإنها "ستبقى محافظة على دورها في دعم دول المنطقة وصيانة امنها الاقليمي". والى ذلك، أفاد وزير الخارجية المقدوني سرجان كريم ان زيارة الوزير الأميركي، تأتي في ظروف حساسة، بسبب الأحداث الخطيرة التي شهدتها مقدونيا أخيراً، والتوتر المستمر في البوسنة وكوسوفو وجنوب صربيا، اضافة الى المشكلات بين صربيا والجبل الأسود، "ما يتطلب حضوراً أميركياً أكبر لمنع تدهور الأوضاع". واجتمع باول مع الزعيم الالباني ارين جعفيري رئيس "الحزب الديموقراطي الألباني" المشارك في الحكومة الائتلافية المقدونية، وأبلغه دعم واشنطن لسلطات سكوبيا في مواجهة المجموعات المسلحة، مشيراً الى ضرورة الحوار السياسي والمصالحة الوطنية بين المواطنين المقدونيين، السلافيين والألبان. ووصف جعفيري في تصريح للصحافيين اللقاء بأنه كان جيداً، أكد خلاله استعداد القيادات السياسية الألبانية لحل القضايا التي تخص الحقوق الوطنية للألبان من طريق التفاوض والتفاهم. وأضاف انه طلب من باول "وجوداً أميركياً أكبر في انهاء الأزمة العرقية المقدونية، والمساهمة في تحقيق مطالب الألبان الشرعية في شأن مساواتهم مع الشعب السلافي المقدوني". وكان باول شارك أول من أمس في اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال الخاصة بالبلقان في باريس والتي تضم: الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا، والذي أكد على "تماسك موقف هذه الدول بخصوص الأوضاع في منطقة البلقان". ويذكر انه كان وصول الرئيس جورج بوش الابن الى البيت الأبيض أثار المخاوف من تخلي واشنطن عن التزاماتها في البلقان، حيث تنشر حوالى عشرة آلاف جندي في البوسنة وكوسوفو. ويصل الوزير باول اليوم الى كوسوفو حيث يتفقد القاعدة العسكرية الأميركية "بوندستيل" جنوب شرقي الاقليم، ويلتقي في بريشتينا المسؤولين الدوليين المدنيين والعسكريين، اضافة الى زعماء السكان الألبان والصرب، ثم ينتقل الى البوسنة في ختام جولته البلقانية. واتخذت اجراءات أمنية مشددة في كوسوفو لمناسبة زيارة وزير الخارجية الأميركي. وكان قتل جندي روسي مساء أول من أمس، من العاملين في قوات حفظ السلام كفور اثناء مشاركته في دورية شمال شرقي الاقليم.