} شهدت منطقة البلقان، اعتقالات وطرداً للعرب والمسلمين المقيمين فيها، اضافة الى عمليات ملاحقة ومتابعة واجراءات أمنية مشددة بالتعاون مع الاجهزة الاميركية والاوروبية ضد حاملي جوازات الدول العربية والاسلامية، الموجودين في المنطقة او الذين يسعون الى دخولها. أشارت وسائل الاعلام في مقدونيا، بناء على ملعومات من حلف شمال الاطلسي، الى وجود نحو عشرة آلاف من المقاتلين العرب والمسلمين، المحليين والأجانب، الذين يحملون صفة "المجاهدين" ومنتشرين في كل دول منطقة البلقان، وان غالبيتهم تتعاطف مع اسامة بن لادن، سواء من خلال الارتباط المباشر بتنظيم "القاعدة" والمجموعات المتحالفة معه، او من خلال اللقاءات الفكرية والدعم المالي الذي تتلقاه منه. وذكرت ان كثيراً من هؤلاء "المجاهدين يتخفون في منظمات اغاثة اسلامية محلية، او اجنبية محسوبة على جهات سودانية وخليجية وتركية ومغربية ومصرية وتونسية ودول اسلامية اخرى". ونقلت صحيفة "فيتشر" الصادرة في سكوبيا، عن المصادر الاطلسية، ان "في امكان قسم كبير من هؤلاء المجاهدين تنفيذ اعمال ارهابية، إثر الضربات الغربية على افغانستان، ما يتطلب اجراءات صارمة ضدهم". مقدونيا ففي مقدونيا، تقدر السلطات عدد "المجاهدين" الذين لا يزالون فيها بنحو 60 شخصاً، ينتمون الى مجموعة الالباني "عصمت يشاري" ومقرها في بلدة ليبكوفو القريبة من مدينة كومانوفو الشمالية، والمرتبطة بتنظيم "داود خير الدين" وهو من كوسوفو، والتي كان عدد افرادها اثناء القتال يزيد عن 120 شخصاً، محلياً وأجنبياً، وان غالبيتهم موجودة حالياً في مناطق التجمعات السكانية الالبانية والعاصمة سكوبيا. ومن المقدونيين الالبان المنتمين الى هذه المجموعة: القائد خوجة اسمه الحقيقي ياكوب اسيبي الذي كان سيطر نحو اسبوعين على بلدة اراتشينوفو القريبة من سكوبيا، وصبح الدين سليماني الذي حارب مع المجاهدين في البوسنة وسليمي فيريت والمدعو شيبوني وسعدالله موراثي الذي ألقت السلطات المقدونية القبض عليه. ومن أفراد المجموعة الاجانب: اسكندر بيك من مدينة جاكوفيتسا جنوب كوسوفو وآدم رمزي من تركيا. وتتهم السلطات المقدونية منظمات الاغاثة العربية والاسلامية الاجنبية، اضافة الى منظمة "الهلال" الاسلامية المحلية التي يديرها الالبان المقدونيون، بتوفير المجالات "الخفية لعمل المجاهدين بذرائع الاغاثة". كما اتخذت الولاياتالمتحدة والحلف الاطلسي اجراءات امنية واسعة في منطقة مطار سكوبيا المدني حيث توجد المراكز القيادية للقوات الاطلسية في مقدونيا، اضافة الى السفارات والمنشآت الغربية في سكوبيا، ودعت الدول الغربية رعاياها الى توخي الحذر في تنقلاتهم في مقدونيا. البانيا وفي البانيا، افاد رئيس الحكومة ايلير ميتا، ان البرلمان الالباني اتخذ قراراً بمنح الاجهزة الاميركية حرية التحرك في كل الاراضي الالبانية "لملاحقة الارهابيين ورصد نشاطاتهم". وكانت السلطات في تيرانا اعتقلت في 6 تشرين الاول اكتوبر الجاري خمسة من الرعايا العرب وهم مصريان وعراقيان وأردني في اطار الملاحقات المتعلقة بالهجمات على نيويورك وواشنطن في 11 ايلول الماضي، وطردتهم الاثنين الماضي من البانيا مع عائلاتهم، اي ما مجموعه 18 شخصاً، وغادروا على متن طائرات تابعة لشركة الخطوط الجوية التركية الى القاهرة وعمان والجزائر. وأوضح المصدر، ان اجهزة الشرطة "باشرت منذ اعتداءات 11 ايلول سبتمبر الماضي في الولاياتالمتحدة بالتحقق من وثائق جميع الرعايا العرب الذين يعيشون في البانيا منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي". وأوضحت مصادر في الشرطة الالبانية، ان عناصر من مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي تساعدها منذ شهر في عملياتها ضد الارهاب والجريمة المنظمة، في حين ان خبراء من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية يتعاونون منذ سنوات مع اجهزة الاستخبارات الالبانية. كوسوفو وفي اقليم كوسوفو اليوغوسلافي، الخاضع لاشراف الاممالمتحدة مدنياً ولحلف شمال الاطلسي امنياً، اعلنت قيادة قوات حفظ السلام كفور اتخاذ الاجراءات الامنية اللازمة لرصد اي تحركات "ارهابية" قد يقوم بها المتعاونون مع بن لادن. وأكدت انه تم تحصين قاعدة "بوندستيل" العسكرية الاميركية جنوب شرقي كوسوفو بأجهزة انذار متطورة وحراسة مشددة، اضافة الى تحديد تحركات الجنود والرعايا الاميركيين في كل انحاء كوسوفو. بلغراد وفي بلغراد، اعلنت السلطات الصربية انها سلمت اجهزة الاستخبارات الاميركية معلومات مهمة تتعلق "بأنشطة المجاهدين التابعين لبن لادن في عموم منطقة البلقان". وأكد وزير الداخلية في الحكومة الصربية دوشان ميخائيلوفيتش ان بين هذه المعلومات "ما يتعلق بقواعد بن لادن في المنطقة، اضافة الى اسماء اشخاص مرتبطين به وتحركاتهم". وأضاف ان تنظيم بن لادن "يدير معسكرات تدريبية في كل من كوسوفو والبوسنة والبانيا". وأشار الوزير الصربي الى ان الاجهزة الحكومية في انحاء البلاد تتعاون مع السلطات الاميركية والاوروبية "لوضع حد لنشاطات الجماعات الارهابية في البلقان". وفي جمهورية الجبل الاسود الطرف الثاني من الاتحاد اليوغوسلافي اعلنت الحكومة، انها سمحت للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي "متابعة اي وجود للارهابيين في اراضي الجمهورية". البوسنة وفي البوسنة، اعلن وزير الداخلية في حكومة الاتحاد الفيديرالي البوسني المسلم - الكرواتي محمد بيشيتش اعتقال شخص عربي يحمل جوازين احدهما جزائري والآخر يمني اضافة الى جواز بوسني يقيم في منطقة زينيتسا وسط البوسنة يدعى صياح بلقاسم "له اتصالات برقم هاتف يعود الى احد معاوني اسامة بن لادن، وهو المسؤول عن شراء عدد من جوازات السفر لبلدان مختلفة". وأشار الوزير الى ان وثائق هذا الشخص "تفيد بأن له اعماراً وأماكن ميلاد مختلفة، وتقوم الشرطة البوسنية بالتعاون الكامل مع مسؤولين من الولاياتالمتحدة وقوات حفظ السلام سفور بالتحقيق معه وملاحقة الآخرين المشتبه بعلاقتهم مع تنظيمات ارهابية". ويذكر ان الحكومة البوسنية كانت سلمت مصر الاسبوع الماضي اربعة مصريين، بينهم اثنان يشتبه بوجود علاقة لهما مع "تنظيم ارهابي"، كما سلمتها بعد ذلك ايضاً ثلاثة مصريين آخرين احدهم كانت صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية بتهمة الارهاب. وأثارت هذه الاعتقالات الشكوك بأن يكون لشبكة "القاعدة" وحلفائها، خلايا في البوسنة - الهرسك، حيث شارك اكثر من خمسة آلاف من المقاتلين الصرب والمسلمين المجاهدين في حرب المسلمين البوشناق ضد العرب والكروات بين عامي 1992-1995، ولا يزال حوالى 420 منهم يقيمون في البوسنة، وحصلت غالبيتهم على الجنسية البوسنية إثر زواجهم من بوسنيات. ومن جانبها افادت قوة حفظ السلام سفور التي يقودها الحلف الاطلسي، انها اعتقلت اربعة اشخاص في ساراييفو، للاشتباه بعلاقاتهم في نشاطات ارهابية، واعتقل اثنان منهم في فندق في ضاحية "ايليجا" والآخران قرب هيئة سعودية للاغاثة. وأوضح ان اثنين من المعتقلين عرب احدهما مصري والآخر اردني، اما الآخران فهما بوسنيان، وتبين ان نشاطاتهم "تشكل تهديداً للأمن في البوسنة".