سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التحقيقات الألمانية تقترب من الربط بين منفذي الهجمات وابن لادن . لندن وباريس تمددان اعتقال عشرة أشخاص ... وواشنطن تحدد هوية مجموعات على علاقة ب"القاعدة"
واصلت عواصم غربية عدة تحقيقاتها أمس مع مشتبه فيهم أوقفوا أخيراً، في اطار التحقيق في الهجمات على نيويورك وواشنطن في 11 الشهر الجاري. فمددت الشرطة الفرنسية توقيف 7 أشخاص، في حين أطلقت الشرطة البريطانية موقوفاً ومددت اعتقال ثلاثة آخرين. وأعلن في برلين ان التحقيقات الجارية في المانيا اقتربت من الربط بين منفذي الهجمات على الولاياتالمتحدة وبين اسامة بن لادن. وفي واشنطن نقلت تقارير اعلامية عن المحققين الأميركيين انهم حددوا هوية 4 أو 5 مجموعات على علاقة بتنظيم "القاعدة" الذي يقوده ابن لادن. واشنطن، نيويورك، لندن، باريس، جاكارتا، طوكيو، المانيا، الرباط - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أمس ان المحققين الأميركيين في الاعتداءات على واشنطن ونيويورك في 11 الشهر الجاري حددوا هوية أربع أو خمس مجموعات تقيم في الولاياتالمتحدة على علاقة بأسامة بن لادن. وأضافت ان المحققين لم يتمكنوا بعد من ايجاد رابط بين هذه الخلايا التابعة لتنظيم "القاعدة" الذي يقوده ابن لادن وبين الخاطفين ال19 الذين صدموا بطائرات مدنية مركز التجارة العالمي ومبنى وزارة الدفاع. وباتت هذه المجموعات الآن تحت المراقبة الشديدة لمكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي، كما ذكرت "واشنطن بوست" التي نقلت عن مسؤولين ان الشرطة الفيديرالية "لم تعتقل أحداً لأن عناصر هذه المجموعات دخلت الى البلاد بصورة شرعية ولم تتورط في أي نشاط غير شرعي منذ ذلك الحين". وأعلن هؤلاء المسؤولون الذين رفضوا توضيح مكان وجود هذه العناصر، انهم لا يعرفون ماذا تفعل في البلاد ولا ما إذا كانت تعد لتنفيذ اعتداءات. وفي مقال آخر نقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول حكومي رفيع المستوى قوله ان المسؤولين الأميركيين كانوا يعرفون "منذ سنوات" ان "عشرة" ارهابيين يحتمل أنهم على علاقة بابن لادن، يتدربون على الطيران في الولاياتالمتحدة، لكن "لم يكن لديهم ما يشير الى وجود خطط لهجمات انتحارية". الى ذلك، ذكرت "نيويورك تايمز" ان ما لا يقل عن 11 الفاً تدربوا في افغانستان في معسكرات ابن لادن، خلال السنوات الخمس الاخيرة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ان عدداً من هؤلاء ارسلوا الى خارج من دون ان يعرف مكانهم بالتحديد. واعتبر هؤلاء المسؤولون ان ابن لادن ومعسكراته تمثل جزءاً من المشكلة لان شبكة الخلايا المتفرقة قد تكون اصبحت من الاتساع بحيث لا يجدي القضاء على المعسكرات او على ابن لادن نفسه في "اجتثاث الخطر الارهابي". وخلصت حكومات غربية الى ان عمليات ارهابية مرتبطة بابن لادن تمت باشراف احد ضباطه الرفيعين في اوروبا. واعتبر سفير اوروبي ان من الاسهل تنظيم عمليات في اوروبا بسبب سهولة الوصول الى الهواتف والبنوك ووسائل النقل. وعلاوة على ذلك فإن هناك ادلة جوهرية على انه بعد تفرق الارهابيين عبر العالم فإن لديهم حرية كبيرة في اختيار اهدافهم وتنفيذ مخططاتهم بشكل يجعلهم يقللون الى ادنى مستوى الاتصالات في ما بينهم، مما يمكنهم بالتالي من ابعاد خطر اعتقالهم. وعلى صعيد التحقيقات في اطار الاعتداءات في الولاياتالمتحدة، كشفت مصادر النيابة العامة الألمانية أمس ان الاشتباه بوجود علاقة مباشرة بين الخاطفين الانتحاريين واشخاص ملاحقين في المانيا أخذ يتعزز في ضوء التحقيقات الجارية في هامبورغ ومدن المانية أخرى مع عناصر اسلامية. ونقلت مجلة "دير شبيغل" عن مصادر النيابة العامة ان العلاقة المباشرة كان يُشرف عليها شخصان سوريان في هامبورغ يجري البحث عنهما حالياً. ومعروف أن التحقيقات توصلت قبل اسبوع تقريباً الى كشف خلية في هامبورغ، شمال المانيا، تضم ثلاثة أعضاء يعتقد بأنهم شاركوا في الاعتداءات الانتحارية في الولاياتالمتحدة، ورابع يعتبر "الرأس المدبر" هو الألماني المغربي الأصل سعيد بحاجي الذي يعتقد بأنه فر الى باكستان، وخامس هو اليمني رمزي محمد عبدالله. ونقلت مجلة "فوكوس" الالمانية عن أوساط أمنية في برلين ان النيابات العامة في ولايات عدة بدأت حملة تحقيقات منهجية مع جميع الاسلاميين المتطرفين استناداً الى لوائح خاصة تحمل اسماءهم وعناوينهم ونبذة عنهم. القوانين الأمنية البريطانية وفي لندن، قالت ناطقة باسم وزارة الداخلية البريطانية أمس ان بريطانيا تستعد لمراجعة شاملة لقوانينها الأمنية. وأوضحت ان "لجنة الاتحاد الأوروبي لشؤون الداخلية والعدل لوزراء العدل الأوروبيين اجتمعت للبحث في مجموعة من الاقتراحات المتعلقة بعمليات التسليم السريع وأوامر الاعتقال... سنبحث في بعض الاقتراحات التي خرجت من هذه المناقشات، ونتطلع للاعتماد على بنود قانون الارهاب الصادر في العام الماضي. وربما يصدر قانون جديد يعرض على البرلمان ولكن لم يتقرر شيء بعد". الى ذلك، قال وزير الدفاع البريطاني جيوف هون في حديث الى صحيفة "صنداي اكسبريس" البريطانية في عددها أمس ان التحذيرات من الخطر الذي تشكله جماعات الثوار لم تؤخذ على محمل الجد بما يكفي في الماضي، وانه يتعين على بريطانيا أن تتعلم بعض "الدروس المهمة جداً" من الهجمات في اميركا. اطلاق موقوف وعلى صعيد الموقوفين في لندن قال ناطق باسم سكوتلانديارد ل"الحياة" في اتصال هاتفي امس ان الشرطة البريطانية اطلقت ليل السبت - الاحد احد الاشخاص الاربعة الذين اوقفهتم الجمعة الماضي، من دون توجيه اي تهمة له. وأضاف ان وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلنكيت وافق امس على طلب الشرطة تمديد توقيف الاشخاص الثلاثة الآخرين حتى الاربعاء المقبل لمتابعة التحقيقات معهم. وكانت الشرطة اوقفت ثلاثة رجال وامرأة الجمعة، واوضحت شرطة سكوتلانديارد انهم "اعتقلوا فيما يتعلق بالهجوم الارهابي على مركز التجارة العالمي، وان ضباط فرع مكافحة الارهاب يحققون معهم". واضافت ان رجلين، عمر الاول 27 عاماً والثاني 29 عاماً اطلق السبت وامرأة عمرها 25 عاماً اعتقلوا في منازل في غرب لندن، في حين اعتقل رجل اخر في وقت لاحق في برمنغهام ونقل الى لندن لاستجوابه. ناشطون اسلاميون في باريس وفي باريس، أفادت الشرطة الفرنسية ان مكاتب دائرة مراقبة الأراضي الفرنسية المكلفة مراقبة أعمال التجسس مددت أمس فترة التوقيف الاحتياطي لسبعة ناشطين اسلاميين محتملين أو متعاطفين معهم. وكانت شرطة مكافحة التجسس اعتقلت الرجال السبعة الجمعة الماضي في باريس، بموجب مذكرة قضائية صادرة عن قضاة مختصين في شؤون الارهاب ضمن تحقيق في تهديدات ارهابية ضد مصالح اميركية في فرنسا. القاهرة الى ذلك، أعلن مدير المرصد الاسلامي في لندن ياسر السري ان القضاء المصري حقق مع عدد من المعتقلين الاسلاميين الذين يشتبه بأنهم على علاقة باسامة بن لادن. وأن هؤلاء المعتقلين نقلوا من سجن طره جنوبالقاهرة الى محكمة أمن الدولة في القاهرة "مباشرة بعد" الاعتداءات في اميركا. وفي الرباط، ذكرت مصادر ديبلوماسية غربية أن اتصالات جرت بين ثلاث عواصم عربية وأوروبية للتدقيق في معلومات وردت عن زيارة شخص قريب إلى ابن لادن لاسبانيا على متن طائرة كانت سقطت في رحلتها بين مليلية المحتلة شمال المغرب ومدينة ملقة الاسبانية في 29 من الشهر الماضي. تحذيرات أميركية الى ذلك، نقلت وكالة "جيجي" اليابانية للأنباء عن مصادر حكومية يابانية ان الولاياتالمتحدة حذرت حلفاءها من جولة ثانية محتملة من الهجمات في نهاية الاسبوع الماضي، وستكون في حال حصولها، أكبر من الهجمات السابقة على أميركا. ونقلت الوكالة عن مصادر قولها ان "الوسائل الارهابية" ستكون "أكثر وحشية وستسبب صدمة". وأضافت "جيجي" ان الأهداف المحتملة للهجمات غير معروفة لكن يمكن ان تشمل الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي وباكستان. ولم تستبعد مصادر حكومية الهجمات على اليابان، خصوصاً ان طوكيو أعربت عن مساندتها للرد الأميركي على الهجمات. وتأهبت سلطات الأمن العام في اليابان منذ أن تلقت المعلومات من الولاياتالمتحدة. وقالت المصادر ان واشنطن تشتبه في أن جماعة ابن لادن تدرس منذ سنوات تنفيذ هجمات باستخدام أسلحة بيولوجية وكيماوية. ونقلت الوكالة عن المصادر ان الولاياتالمتحدة لديها معلومات عن ان الجماعة حصلت على طائرات صغيرة لرش بكتريا تسبب الجدري ومرض الجمرة الخبيثة. وذكرت مجلة "تايم" الأميركية في عددها الذي يصدر اليوم، ان المحققين عثروا أثناء بحثهم عن المسؤولين عن الهجمات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن على كتيبات تدريب خاصة برش المبيدات على المحاصيل الزراعية ما أثار القلق من احتمال استخدام طائرات رش المبيدات لشن هجمات كيماوية أو بيولوجية. وقال مكتب التحقيقات الفيديرالي في واشنطن انه لم ير التقرير وليس لديه أي تعليق عليه. من جهة أخرى، قالت ناطقة باسم مطار لوس انجليس ان طائرة لشركة "اميركان ارلاينز" كانت متجهة الى مكسيكو سيتي أعيدت الى مطار لوس انجليس بعد حوالى ساعة ونصف ساعة من اقلاعها صباح السبت بعدما تلقى مكتب التحقيقات الفيديرالي تهديداً في شأن الطائرة. وأوضحت ان فرق المفرقعات في لوس انجليس فتشت الطائرة ولكنها لم تعثر على شيء يثير الشبهات. الى ذلك، أدى التهديد بوجود قنبلة في مطار كنيدي في نيويورك، الى إخلاء المبنى المخصص لوصول المسافرين في رحلات من خارج البلاد، كما أخلي برج المراقبة أول من أمس. وقال الناطق باسم سلطة مطار نيويورك ونيوجيرسي ان تحقيقات تجرى في تهديد عن وجود قنبلة، لكن الخدمات الجوية لم تتعطل.