أكد مصدر رسمي لبناني ل"الحياة" ان التطمينات التي يطلقها كبار المسؤولين اللبنانيين في شأن عدم وجود خطر على لبنان والمنطقة العربية في الحملة ضد الارهاب والتحضيرات العسكرية الجارية في هذا الصدد تستند إلى معطيات تلقوها من عواصم القرار المعنية. وكرر المصدر تأكيد "عدم جواز القلق، بسبب تناول بعض وسائل الاعلام الغربية تقديرات عن ان بعض المسؤولين في الادارة الاميركية يطرح توسيع العمليات في الحملة على الارهاب لتشمل العراق وسورية والبقاع اللبناني". وقال وزير لبناني: "معلوماتنا لا تفيد بالاتجاه نحو خيار كهذا. ولن نعلّق على معلومات اعلامية، خصوصاً ان اتصالاتنا ولقاءاتنا مع الديبلوماسيين الاميركيين في بيروت لا تشير إلى ذلك". وأضاف المصدر الرسمي: "في كل اللقاءات الجارية مع السفير الأميركي فنسنت باتل واتصالاتنا مع دول اخرى لم نلمس اي لهجة تهديدية او ضاغطة ضد لبنان والدول العربية الاخرى. ومعلوماتنا تفيد حتى الجمعة الماضي ان النقاش على المستوى الدولي كان بين ثلاثة خيارات: الاول توجيه التحالف الدولي ضربة، ثم فتح حوار دولي يشمل ازمة الشرق الاوسط تمهيداً لحل سياسي يحصّن مواصلة الحرب ضد الارهاب. الثاني يعتبر ان المهم تنفيذ ضربة ضد افغانستان وتنظيم "القاعدة" والبحث في كيفية مواصلة الحرب ضد الارهاب في كل مكان وضد كل التنظيمات المصنّفة ارهابية، مع امكان توسيع الضربات لتشمل العراق، والوقت هو للتنفيذ وليس للحوار، ويقضي الخيار الثالث بتنفيذ الضربة ضد افغانستان و"القاعدة" وتحييد منطقة الشرق الاوسط لضمان التأييد العربي والاسلامي، عبر تهدئة الاوضاع في فلسطين كما تجلى في وقف النار". وتابع المصدر: "معطياتنا تفيد ان الخيار الثالث هو الراجح، يعني استبعاد ما يطرحه الخيار الاول من ضربة يليها حوار يصل إلى حل سلمي لأزمة الشرق الاوسط، مع ان هذا ما نتمناه في التحرك الذي بدأه لبنان من اجل الدفع في اتجاه إحياء العملية السلمية بعد وقف النار لعل مؤتمر مدريد-2 ينعقد". ورأى ان الوضع الدولي سيكتفي بتحييد المنطقة بعد التهدئة وسيقتصر الامر على اعادة العمل بتقرير ميتشل الذي يركز على وقف النار، واعادة الثقة بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني في الاراضي المحتلة تمهيداً للعودة إلى المفاوضات. لكن المصدر اشار إلى ان "اعتماد خيار الضربة في افغانستان وحصر المرحلة الراهنة بضرب تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن، وامتداداته، يعني ايضاً استبعاد خيار التيار الاسرائيليي المحرّض للادارة الاميركية على توسيع عملياتها العسكرية لتشمل العراق وسورية وحزب الله والتنظيمات الفلسطينية الاسلامية". واكد ان "لبنان ليس في دائرة الاتهام بالارهاب، واذا كان القصد من حديث بعض الدوائر عن استهدافه والبقاع هو استهداف حزب الله وتنظيمات حليفة لسورية، من اجل الضغط لضمان التهدئة في جبهة الجنوب، فإن الجبهة هادئة، وندرك الظروف وسورية كانت دعت إلى تعاون دولي لاستئصال الارهاب ولقي الامر استحساناً لدى واشنطن، الى درجة ان الرئيس جورج بوش تحدث بلهجة ايجابية عن سورية وايران في خطابه امام الكونغرس". وشدد احد الوزراء على "عدم وجود اساس لكل الحديث عن استهداف البقاع ولبنان وسورية، وهذا الحديث هو اسرائيلي فقط، الاميركيون يسعون إلى الانفتاح مع ايران الآن. حتى العراق غير مستهدف بالحملة المركّزة على منطقة افغانستان، في الحسابات الدولية، والآن البحث يتقدم في التركيز على تلك المنطقة الى حد ان الاتصالات بين عواصم القرار تشمل كيفية معالجة التفاعلات السياسية للضربة العسكرية في آسيا الوسطى واي نظام سياسي سيكون في افغانستان".