سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سعود الفيصل و الشرع ل"الحياة": لا مخاوف من توسيع الحرب الضربات استهدفت قرية المهاجرين العرب ومتطوعون جدد إلى قندهار . أجواء أفغانستان مفتوحة ولا أهداف للقصف والحرب البرية تقترب
تواصلت عمليات القصف على افغانستان، لليوم الثالث على التوالي، وبدأت الطائرات تظهر نهاراً بعدما اقتصر نشاطها على ساعات الليل. واعلن قائد حاملة الطائرات "انتربرايز" ان الطيارين لم يعودوا يجدون اهدافاً لضربها، فيما قال وزير الدفاع الاميركي ان الولاياتالمتحدة باتت قادرة على تنفيذ ضربات "على مدار 24 ساعة"، واضاف ان كل مطارات "طالبان" اصيبت باضرار خلال القصف باستثناء مطار واحد. وافاد أحد قادة قوات المعارضة ان قذائف او صواريخ اصابت مدرجين في مدينتي هيرات وشينداند غرب افغانستان مساء الثلثاء. وسمعت مساء امس انفجارات عنيفة في كابول واطلقت المضادات الجوية نيرانها على طائرات تقصف المدينة. وفيما اعتبر وزيرا الخارجية السعودي والسوري في الدوحة ان لا مبرر لتوسيع الحرب، اشار الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى التهديد الاميركي بتوسيع الضربات لتشمل دولاً اخرى غير افغانستان، بقوله ان هذه العبارة "اثارت قلقاً بين الدول الاعضاء". وقال ان الولاياتالمتحدة اوضحت انها تريد "ابقاء خياراتها مفتوحة"الا ان "هذه العبارة اثارت قلقاً لدى بعضهم". وعلمت "الحياة" في إسلام آباد أمس أن مئات المتطوعين العرب تسللوا إلى أفغانستان في اليومين الماضيين من أجل القتال ضد الأميركيين وحلفائهم، فيما أبلغ الناطق الإعلامي باسم تنظيم "قاعدة الجهاد" وهو التحالف الناشئ بين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري الى "الحياة" أن القصف الأميركي تركز أمس على قرية المهاجرين العرب في قندهار مستهدفاً مساكنهم وعائلاتهم. وأكد الناطق في اتصال هاتفي مع "الحياة" في إسلام آباد أن أياً من قادة "القاعدة" أو مقاتليه لم يصب بأذى وجدد تعهد بن لادن مواصلة القتال "حتى يتحرر المسجد الأقصى أو يستشهد من دون ذلك". وقال: "لتعلم اميركا ان رسائلها قد وصلت وعليها انتظار الرد". وجاء ذلك في وقت غرقت مدن باكستانية عدة في أعمال عنف أسفرت عن وقوع قتلى و جرحى وتدمير ممتلكات، فيما اتخذت إسلام آباد إجراءات أمنية شديدة للحيلولة دون تحول التظاهرات إلى اضطرابات بينها وضع زعيم أصولي ثالث قيد الإقامة الجبرية وتطويق مناطق ومنع الدخول إليها. ونفى السفير الأفغاني في لقائه مع الصحافيين العرب الذي حضرته "الحياة" أن تكون هناك خلافات في صفوف حركة "طالبان" أو أن تكون الحركة هربت طائرات هليكوبتر إلى باكستان. وأشار إلى وجود اتصالات مع القوى الأفغانية الأخرى المعارضة للضربات الأميركية. واعتبر أن الضربات تستهدف إطاحة حكومة "طالبان" لتشكيل حكومة علمانية في أفغانستان. وأكد السفير أن 60 في المئة من ضحايا القصف هم من النساء والشيوخ والأطفال، وجدد استعداد "طالبان" لتسليم بن لادن إلى محكمة مؤلفة من علماء مسلمين على أن يكون مقرها في دولة مسلمة شرط أن تقدم أميركا الشواهد والأدلة على تورطه في الاعتداءات على نيويوركوواشنطن. وقال إنه سلم رسالة إلى منظمة المؤتمر الإسلامي تتضمن تصورات الحركة للحل ، و أضاف: "لا نفرض الجهاد على أي دولة أخرى، وإن كنا مقتنعون بوجوبه". البنتاغون ينتظر تطورات على الارض وذكرت مصادراميركية ان لائحة الاهداف التي حددتها اجهزة الاستخبارات لمواقع استراتيجية قد نفذت مشيرة الى ضرورة البدء بعمليات عسكرية على الارض تشارك فيها القوات البرية والخاصة. واوضحت مصادر البنتاغون انها لم تفاجأ حتى الآن بسير العمليات وفقاً لما خطط لها، لكنها اشارت الى ان واضعي خطة المواجهة يأملون بتطورات على الارض تغير الخريطة السياسية والعسكرية في افغانستان نتيجة الغارات الجوية. واعتبرت هذه المصادر انه مع الانتهاء من قصف المواقع المحددة قد يكون هناك توقف لتقويم النتائج ومراقبة التطورات قبل بدأ تنفيذ المرحلة الثانية التي تتضمن خيارات عدة ترتبط بالاحداث الداخلية في افغانستان والانقسامات داخل "طالبان". وتوقعت مصادر عسكرية ان تبدأ العمليات العسكرية مرحلة التنسيق مع المعارضة الافغانية. وبدأت واشنطن ارسال المزيد من القوات البرية تمهيداً للقيام بعمليات خاطفة. ولم يستبعد مسؤول عسكري سابق حصول عمليات انزال في مرحلة متقدمة في مناطق محددة لتمشيطها واعتقال اكبر عدد من افراد "القاعدة" ومن ثم اخلاء المنطقة. لكن وزير الدفاع البريطاني جيف هون استبعد تدخلاً برياً قريباً، موضحاً "انها احتمالات. لم نتخذ أي قرار بشأن عملية برية. بدأنا للتو المرحلة الاولى من العملية العسكرية". وزراء الخارجية العرب في الدوحة وفي الوقت نفسه يجري ايضاً تقويم للتحالف التي بنته واشنطن في حربها ضد الارهاب، ويراقب المسؤولون الاميركيون ردود فعل الرأي العام العربي والتصريحات التي صدرت عن المسؤولين العرب. ولم تخف مصادر في الادارة انزعاجها من التردد العربي في تأييد العملية العسكرية أو حتى البدء بحملة اعلامية لمخاطبة الرأي العام العربي والرد على اسامة بن لادن. وأكد اكثر من وزير خارجية عربي ل"الحياة" في الدوحة، امس، عدم وجود مخاوف من توسيع الحرب لتشمل دولاً عربية او منظمات عربية قد تتهمها واشنطن بمساعدة الارهاب. إذ اعرب الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي عن امله بأن لا يتوسع نطاق العمليات العسكرية "لكي تنجح هذه الحملة الدولية ضد الارهاب"، فيما اكد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ان "لا مخاوف لدى سورية من الحملة العسكرية وغير العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد الارهاب معرباً عن اعتقاده بأن واشنطن لا تستطيع استهداف العالم العربي في اي عمل مضاد لأنها بحاجة حالياً الى موقف عربي - اسلامي مؤيد لها في التحالف الدولي الذي تقوده ضد الارهاب، ولأنه لا مبرر لتوسيع الحرب"، وقال: "اذا كانت الولاياتالمتحدة تريد توسيع حملتها فلتحارب ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل ضد العرب والفلسطينيين". وعكس الكلام السعودي والسوري الاجواء التي سادت كواليس الاجتماع الوزاري العربي واللقاءات الثنائية التي عقدت بعد ظهر امس في الدوحة بين بعض الوزراء العرب الذين قدموا للدوحة للمشاركة في الاجتماعين الوزاريين العربي والاسلامي. وكانت أجواء من القلق شاعت بعد اعلان الرئيس الاميركي ان المراحل اللاحقة للحرب ضد افغانستان ستشمل دولاً ومنظمات. واكد وزير خارجية خليجي طلب عدم ذكر اسمه ل"الحياة" ان التطمينات التي أسمعتها الادارة الاميركية لبلاده ولدول عربية اخرى قبيل بدء العمليات العسكرية لا تزال قائمة وان واشنطن لا يمكنها ان تقدم على عمليات عسكرية من الممكن ان تثير ضدها العالمين العربي والاسلامي حتى بما في ذلك ضرب العراق". وقال وزير عربي آخر: "أبلغنا الرئيس الاميركي أن بلاده تقود قطار التحالف الدولي لمكافحة الارهاب والجميع يجب ان يركب معنا في هذا القطار ومن يركب معنا فإننا مستعدون للاستماع اليه". وأعرب الوزير عن اعتقاده بأن "جميع الدول العربية ستركب قطار التحالف الدولي ولا تستطيع ان تخالف الاجماع الدولي الحاصل حالياً والمؤيد للعمليات العسكرية ضد حركة طالبان ومجموعات اسامة بن لادن الارهابية". وتشير هذه الأجواء الى انه لن يكون هناك خلاف داخل المجموعة العربية على مسألة تأييد الجهود الدولية لمكافحة الارهاب، لكن الوزراء العرب والمسلمون سيحددون في بيانهم الختامي رؤىتهم المشتركة الى ما يجري من تطورات، واولها تأكيدهم ضرورة حلّ القضية الفلسطينية ووقف ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وعلى التمييز بين الارهاب ومقاومة الاحتلال. وكان الرئيس المصري حسني مبارك اعلن امس ان بلاده "تؤيد كل الاجراءات التي تقوم بها الولاياتالمتحدة الاميركية لمقاومة الارهاب، لان مصر عانت من الارهاب قبل ذلك"، وربط ربطاً مباشراً بين نجاح هذه الحملة وحل النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني. وسجلت في الكويت ادانة من الجماعات الاسلامية الكويتية للضربات، معتبرة انها "مواجهة غير واضحة المعالم". واكدت الحركة الدستورية الاسلامية والتحالف الاسلامي الوطني والحركة السلفية في الكويت، في بيان مشترك، ان "التطورات المروعة التي طاولت مدنيين ومنشآت في نيويوركوواشنطن عمل لا يقرّه الاسلام". لكنها رأت ان الحملة على الارهاب يجب ان تجري "وفق قرارات الشرعية الدولية ممثلة بمجلس الامن الدولي بما يحقق العدالة وينسجم مع الاسلام". "انتربرايز"": الطيارون لا يجدون اهدافاً وكانت طائرات اميركية صباح أمس اولى العمليات في وضح النهار بعد دفعتين من الضربات الليلية مساء الاحد ومساء الاثنين. وكشف مسؤول في البنتاغون أمس ان القصف ليل الاثنين - الثلثاء استهدف منزل زعيم "طالبان" الملا محمد عمر الذي "يحتوي على اجهزة رقابة وقيادة مثل أنفاق وأشياء اخرى نعتقد بأنها اهداف عسكرية مشروعة. ولسوء الحظ ان منزله يقع في مجمع أبنية وبالقرب من تجهيزات قيادة ورقابة". وصرح سفير "طالبان" في باكستان عبد السلام ضعيف بأن الملا عمر "حي يرزق الحمد الله. لقد حصلت ضربات قرب منزله لكنه كان قد اخلاه".واعلن عبد الحي مطمئن الناطق باسم زعيم ل"طالبان" ان "35 مدنيا قتلوا او اصيبوا بجروح" في الهجمات حتى يوم أمس. واضاف في تصريح إلى وكالة "فرانس برس" من قندهار ان "الحصيلة قد تكون اكبر من ذلك لكن مجاهدي امارة افغانستان الاسلامية والمجاهدين ضيوفنا باكستانيون وعرب خصوصاً لم تلحق بهم اي خسائر. غالبية الضحايا كانوا موجودين في اقليم نمروز" اقصى جنوب شرق البلاد. وقال قائد حاملة الطائرات الاميركية "انتربرايز" الكابتن جيمس ان "رجالنا لا اهداف لديهم تقريباً لضربها بعدما انجزوا بسرعة المهمات التي كلفوا بها". وأكد القائد البريطاني الذي طلب من الصحافيين تجنب ذكر اسم عائلته "لاسباب امنية" ان "طيارين اضطروا إلى العودة بقنابلهم او صواريخهم سالمة من دون الحاجة إلى القائها، وكل الطائرات عادت سالمة". ويتوجه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم إلى سلطنة عمان وينتقل غداً إلى مصر، في إطار تعزيز التحالف وطمأنة مخاوف بعض الدول العربية والاسلامية، بعدما لوحت الولاياتالمتحدة بأنها قد تضطر الى اعتبار ان "الدفاع عن النفس قد يتطلب تحركات اخرى تتعلق بدول ومنظمات اخرى". وقد حذرت مسقط من اي عمل عسكري ضد دولة عربية. كما أن العراق حذر بدوره واشنطن ولندن من استخدام مكافحة الارهاب "ذريعة لتصفية حساباتهما" معه. وتظاهر الآلاف في بغداد أمس احتجاجاً على ضرب أفغانستان.