واشنطن - أ ف ب - قد تكون الحملة العسكرية الاميركية على اسامة بن لادن وتنظيمه "القاعدة" شارفت على نهايتها في افغانستان. واصبح الجدل الان مفتوحا في واشنطن لمعرفة الهدف المقبل للحرب على الارهاب ووسائل تنفيذ هذه الضربة، فيما نقل عن مسؤولين اميركيين ان المخططين لعملية مكافحة الارهاب يفكرون في هجمات عسكرية على مقرات "القاعدة" في اندونيسيا واليمن والصومال. وقالت صحيفة "لوس انجليس تايمز" ان هذه الاهداف حددت جزئيا عبر معلومات جمعت اثناء جلسات استجواب الاسرى والوثائق التي جمعت في افغانستان. واوضحت ان الاهداف المحتملة تشمل موقعا مفترضا لتجنيد عناصر "القاعدة" وتدريبهم في اتشيه شمال جزيرة سومطرة الاندونيسية، وموقعا في حضرموت في اليمن، وهي مسقط رأس والد اسامه بن لادن، وموقعا للتدريب والتخزين في رأس كومبوني في جنوبالصومال. ونقلت عن مسؤول قريب الى مراكز التخطيط "ان الجبهة الرئيسية بعد افغانستان ستكون البحث عن القاعدة هنا وهناك" وان هذه العملية "ستكون الشغل الشاغل"، مشيرة الى ان ايا من المواقع المشار اليها لا يبلغ ضخامة معسكرات تدريب "القاعدة" في افغانستان. وذكرت الصحيفة ان المسؤولين الاميركيين يسعون الى تجنب اشتباك مباشر، ويفضلون توفير السلاح والتدريب للدول حيث توجد المعسكرات كي تنفذ تلك العمليات بنجاح، لكنهم مستعدون للتدخل بواسطة الجيش الاميركي للقبض على خلايا "القاعدة"او تعطيلها. واذا كانت التكهنات في واشنطن وعواصم اخرى تشير الى ان الهدف المقبل قد يكون العراق فان الرئيس صدام حسين قد لا يكون الوحيد الذي يريد الرئيس جورج بوش ضرب نظامه. ويؤكد الاميركيون ان عملية عسكرية ضد بلد او منظمة ليس الحل الوحيد الذي يجب اخذه في الاعتبار. وصنفت الحكومة الاميركية انظمة ومجموعات متشددة في عشرات الدول في الشرق الاوسط وآسيا واوروبا وافريقيا واميركا اللاتينية على انها ارهابية او مساندة للارهاب. وكان الرئيس جورج بوش قال الاسبوع الماضي: "اريد العمل مع اصدقائنا وحلفائنا لاستئصال الارهاب اينما وجد. لكن احد الامور التي لا اريد القيام بها هو الاشارة الى العدو اين سنضرب في المرة المقبلة". وعمدت الادارة الاميركية بعد ذلك الى طمأنة حلفائها في الائتلاف المناهض للارهاب بانها لن تتحرك من دون اسباب وجيهة والتشاور معهم. واكد وزير الخارجية كولن باول، الخميس في بروكسل بعد اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الاطلسي، ان "الولاياتالمتحدة لن تتحرك ضد دولة اخرى او مجموعة اخرى من دون اي اساس للقيام بمثل هذا العمل". ويقول المسؤولون الاميركيون في مجالسهم الخاصة ان التخطيط لمراحل مقبلة محتملة يجري حاليا وتكثف خلال الايام الماضية في وقت كانت فيه الحملة في افغانستان تحرز تقدما. وترى غالبية المسؤولين الاميركيين ان عملا عسكريا ضد غالبية هذه الدول "الراعية" للارهاب، بحسب التصنيف الاميركي، وهي كوباوايرانوالعراق وليبيا وكوريا الشمالية والسودان وسورية، لا يمكن تحقيقه خصوصا ضد السودان وسورية اللذين تقيم معهما الولاياتالمتحدة علاقات ديبلوماسية. اما بالنسبة الى ليبيا، فان ملفها في مكافحة الارهاب شهد تحسنا ملحوظا خلال السنوات الماضية فيما برزت مؤشرات تدل على ان ايران ترغب في العمل مع التحالف المناهض للارهاب. وفي ما يتعلق بكوريا الشمالية المثيرة للحيرة فقد ابدت من جهتها رغبتها في شطب اسمها عن هذه اللائحة. ومع كوبا، يبدو ان واشنطن مستسلمة لواقع انتظار وفاة الزعيم الشيوعي فيدل كاسترو للتحرك بفاعلية في هذه الجزيرة. وبالتالي لم يبق على اللائحة سوى العراق الذي اصبح هدفا محتملا لعمل عسكري اميركي.