سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفلسطينيون يتساءلون عن معنى وقف النار في ظل بقاء الحصار المشدد : 4 شروط فلسطينية لنجاح لقاء عرفات - بيريز واسرائيل تنفي مبادرة اوروبية وتركز على "ميتشل"
} أعلنت السلطة الفلسطينية ان اللقاء المرتقب بين الرئيس ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز سيعقد اليوم، وحددت اربعة عناصر لازمة لنجاحه من بينها رفع الحصار العسكري المفروض على الاراضي الفلسطينية. وتناغم هذا الطلب مع جو فلسطيني عام بات يتساءل عن معنى اعلان وقف اطلاق النار المتبادل، في ظل استمرار الحصار الذي يوشك ان يؤدي الى شلل كامل في المرافق الفلسطينية العامة. قال وزير الحكم المحلي الفلسطيني الدكتور صائب عريقات ان اللقاء بين الرئىس ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز الذي ارجأته اسرائيل اكثر من مرة خلال الايام الثلاثة الماضية، سيعقد اليوم بعد اجتماع تمهيدي بين بيريز وعريقات نفسه واحمد قريع ابو علاء. وجاءت تصريحات عريقات في اعقاب تجديد عرفات استعداده لقاء بيريز في اي زمان او مكان، مشيرا الى ان بيريز ارجأ الاجتماع مرتين خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان الاجتماع التمهيدي ليل السبت - الاحد يهدف الى استكمال المحادثات التي بدأت الخميس الماضي لإنجاح لقاء الاحد. من جهته، حدد وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبد ربه اربعة شروط لانجاح اللقاء: اولها وضع جدول زمني محدد لتنفيذ توصيات لجنة "ميتشل" بمشاركة دولية، ورفع الحصار المشدد الذي تفرضه اسرائيل على الاراضي الفلسطينية، ووقف كل الاجراءات العسكرية المتعلقة باقامة مناطق العزل والفصل العنصري على طول خط التماس بين الضفة واسرائيل، ووقف الاجراءات الاسرائيلية ضد المؤسسات الفلسطينية في القدس. واعربت مصادر فلسطينية رسمية عن قلقها من احتمال عدم نجاح لقاء عرفات - بيريز لأن وزير الخارجية لا يحمل تفويضا من شارون لاحراز تقدم فعلي في تنفيذ "ميتشل". بيريز من جانبه، اعرب بيريز عن تفاؤله بإمكان عقد اللقاء خلال ساعات إذا تواصل "الهدوء النسبي" في المناطق الفلسطينية، مكرراً الشرط الإسرائيلي بتثبيت وقف النار الذي أعلنه الرئيس الفلسطيني 48 ساعة متتالية. وأضاف في تصريح الى الاذاعة الاسرائىلية ان ثمة ترجعاً طرأ في اليومين الأخيرين على "العنف الفلسطيني"، وأن السلطة الفلسطينية اتخذت تدابير وقائية وإن كانت غير كافية لمنع اطلاق النار على الإسرائيليين. ورأى بيريز أنه لا داعي لطرح مبادرة أوروبية جديدة لحل النزاع، مضيفاً أن هناك "وثيقة تينيت" وتوصيات "ميتشل" وقد وافقت عليهما الولاياتالمتحدة وأوروبا والدول العربية وإسرائيل، و"لا حاجة لنضيع المزيد من الوقت بحثاً عن مبادرة جديدة". وأعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية أمس أنه بعد استيضاحاتها من الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في بروكسيل، بينما لا توجد مبادرة أوروبية لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وزادت أن وفد وزراء الاتحاد سيزور الأسبوع المقبل دولاً عربية في المنطقة، لكنه لن يزور إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية، ومهمة الوفد تنحصر في مناقشة خطة لدعم الائتلاف الدولي ضد الارهاب. لكن مصادر ديبلوماسية اكدت ان محادثات المسؤولين الاوروبيين ستتناول تحريك المحادثات بين الفلسطينيين والاسرائيليين ولن تتناول "التحالف الدولي" لمكافحة الارهاب وحده، مضيفة انه في اطار التحركات الديبلوماسية الاوروبية لانجاح اللقاء الذي طال انتظاره، يصل وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين الى المنطقة للقاء مسؤولين من الجانبين، يتبعه بعد يوم وزير الخارجية البريطاني جاك سترو. ولا يزال بيريز ينتظر الضوء الأخضر من شارون الذي، حسب مقربيه، حمّل وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم رسالة إلى عرفات "أكد فيها صدق نيته في التقدم في مسار المفاوضات إذا ثبتت صدقية عرفات في إعلانه وقف النار". وسيستمع شارون ووزراؤه في الجلسة الحكومية الأسبوعية اليوم إلى تقرير رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي الجنرال عاموس مالكا عن آخر التطورات الأمنية في المناطق الفلسطينية و"الموقف الحقيقي للسلطة الفلسطينية ورئيسها من وقف النار". ويستبعد أن يطرح شارون مسألة عقد اللقاء للتصويت في جلسة الحكومة اخذاً في الاعتبار وجود غالبية واضحة تعارضه. ميدانيا، يتساءل الفلسطينيون العالقين عند الحواجز العسكرية على مداخل المدن والقرى عن "معنى" وقف النار في ظل معايشتهم اليومية للمعاناة والتنكيل على ايدي الجنود على الحواجز الاسرائيلية، خصوصا عند حاجزي سردا وقلنديا في منطقة رام الله والحواجز الاربعة المنصوبة على الطريق المؤدية الى مدينة الخليل، والحواجز الجديدة في منطقة جنين. ويؤكدون ان اوضاعهم زادت سوءا في ظل "وقف النار". وفي رام الله، شيع جثمان الشهيد الملازم عماد عوض 25 عاماً في موكب عسكري مهيب الى حاجز قلنديا العسكري حيث نقل الجثمان الى مسقط رأسه في مخيم الشاطئ في قطاع غزة. واستشهد عوض متأثراً بجروح اصيب بها الخميس جراء اطلاق جنود النار عليه اثناء قيادته سيارته في بيتونيا.