أضاف رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون شرطاً جديداً امس الى شروطه التعجيزية لاستئناف الاتصالات السياسية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، حين اشترط وقفاً فلسطينياً لإطلاق النار لمدة 48 ساعة قبل لقاء وزير خارجيته شمعون بيريز الرئيس ياسر عرفات. من جهته، أعلن عرفات عن استعداده للاجتماع مع بيريز في "أي مكان أو زمان" من أجل دفع عملية السلام. وأضاف اثر لقائه المبعوث الأوروبي لعملية السلام ميغيل انخيل موراتينوس في غزة امس: "نحن ملتزمون وقف اطلاق النار". وواصل شارون، الذي كان يتحدث خلال جلسة استثنائية عقدتها الكنيست الاسرائيلية البرلمان "تضامناً مع الشعب الاميركي"، هجومه على العرب والمسلمين عموماً والفلسطينيين ورئيس السلطة خصوصاً، واتهمهم جميعاً بممارسة الارهاب ضد اسرائيل واليهود منذ اكثر من 120 عاماً مذكراً الاميركيين بأن "اليهود ذاقوا الثكل والألم الذي عرفوه الثلثاء الماضي". وتجاهل شارون حقيقة انه يشن هجومه هذا في الذكرى ال19 لمذبحة صبرا وشاتيلا التي أشرف عليها فاتهم الرئيس الفلسطيني بإقامة "تحالف ارهابي" لا يختلف عن ارهاب ابن لادن، زاعماً ان عرفات كان أول من منح الشرعية قبل عشرات السنين لخطف الطائرات وارسال انتحاريين وان "كل الحركات الارهابية والمتطرفة حظيت بالشرعية من عرفات". ورأى ان محاربة الارهاب يجب ان تقودها دول العالم الحر "انها حرب بين الخير والشر، بين الانسانية ومتعطشي الدماء وهي ايضاً حرب ضد التحريض اليومي الفظيع في وسائل الاعلام العربية وفي المساجد وهذا التحريض قاد الى العمليات الانتحارية". ووسط مقاطعة، نواب عرب ذكّروه بالمجازر اليومية التي تقترفها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي عمد شارون الى تصعيدها منذ العمليات الانتحارية في الولاياتالمتحدة، تابع شارون يقول انه رفض اعطاء وزير خارجيته الضوء الأخضر للقاء الرئيس الفلسطيني اليوم "لأن من شأنه ان يمنح عرفات شرعية دولية وقد يصبح شريكاً في الائتلاف الدولي المزمع تشكيله لمكافحة الارهاب... وربما يتم ضم سورية اليه ايضاً وهذا أمر خطير جداً". وتابع شارون موجهاً نظره الى السفير الاميركي في تل ابيب الذي حضر وسفراء دول اجنبية الجلسة: "بناء على التزام الولاياتالمتحدة اقتلاع الارهاب ومن خلال رغبة في منع مواصلة سفك الدماء في منطقتنا فإنني اتوجه من هنا الى رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وادعوه الى وقف فوري لأعمال الارهاب واذا أعلن هدا فسأعلن من جهتي وقف النشاطات العسكرية التي يبادر اليها الجيش الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية". واضاف: "إذا ساد الهدوء المطلق للنار 48 ساعة فسيجتمع بيريز مع عرفات لدفع مساعي وقف النار والتهدئة سبعة أيام وهو شرط أساسي حسب توصيات لجنة ميتشل لمنح تسهيلات للفلسطينيين". توتر بين شارون وبيريز الى ذلك، اكدت مصادر صحافية تردي العلاقات بين قطبي الحكومة وعجوزيها، شارون وبيريز، اذ يرى الأخير في منع الأول لقاءه الرئيس الفلسطيني مساً بمكانته. واستغرب بيريز امس، في حديث للاذاعة العبرية، قرار شارون ورأى انه قد يظهر اسرائيل في الحلبة الدولية كمن انضم الى جبهة الرفض. واضاف ان التفجيرات في نيويورك لم تقدم سبباً مقنعاً لإلغاء اللقاء الذي اقرته الحكومة الاسرائيلية في السابق كما انها لم تجعل من عرفات ابن لادن. واضاف ان الاميركيين كانوا يطلقون الكثير من الآمال على هذا اللقاء. واتهم وسائل الاعلام العبرية بالتحريض ضده من خلال ترديد انتقادات له ولسياسته باسم "مجهولين". وعقد وزراء العمل الثمانية في الحكومة مساء امس اجتماعاً تم تكريسه لمناقشة قرار شارون وسط أنباء عن دعم الوزيرين بنيامين بن اليعيزر وماتان فلنائي قرار رئيس الوزراء، اذ قال وزير الدفاع ان الرئيس الفلسطيني لم يقم بأي عمل "لوقف نشاط المنظمات الارهابية الفلسطينية التي تواصل تخطىط الاعتداءات ولم يصدر تعليماته لوقف النار". ويثير موقف رؤساء اجهزة الامن المختلفة في اسرائيل المعارض لعقد اللقاء غضب بيريز على رغم نفي الناطق بلسان الجيش تدخل قادته في المسائل السياسية.