اشتبكت الشرطة الباكستانية في كراتشي مع متظاهرين اصوليين يعارضون توجيه ضربة لافغانستان، مما اسفر عن سقوط اربعة قتلى وعشرات الجرحى. وشهدت مدن إسلام آباد وبيشاور ولاهور ورالبندي تظاهرات مماثلة لم يسجل خلالها عنف، فيما سارت تظاهرات في دول عدة مجاورة. كراتشي، نيودلهي، سريناغار، دكا - رويترز، أ ف ب - اصطدمت الشرطة الباكستانية في كراتشيجنوب امس، مع متظاهرين اصوليين، في اول حادث عنف يتخلل تظاهرات احتجاج في باكستان على ضربات اميركية ضد افغانستان. وافادت مصادر وزارة الداخلية ان متظاهراًً قتل وثلاثة آخرين جرحوا توفوا لاحقا في تبادل لاطلاق النار بين الجانبين في كراتشي. واصيب عشرة من عناصر الشرطة بجروح بعد تعرضهم للرشق بالحجارة من مجموعات صغيرة من المتظاهرين في منطقتين على الاقل من المدينة. والقيت حجارة على السيارات والحافلات كما احرقت اطارات في احياء من المدينة. اما التظاهرات التي دعت اليها مجموعات اسلامية في مدن باكستانية اخرى فكانت عموماً اصغر من المتوقع وسلمية الطابع. وكان ائتلاف يضم عشرات الاحزاب الدينية دعا الى تنظيم تظاهرات وندوات تحت شعار "الموت لأميركا" في كل الاراضي الباكستانية. وتريد هذه الاحزاب الاحتجاج على تعاون السلطات الباكستانية مع الولاياتالمتحدة في ضربات محتملة ضد افغانستان. كذلك تجمّع آلاف المصلّين في أكبر مساجد الهند منددين بتهديدات الولايات المتّحدة لأفغانستان ومرددين هتافات داعمة لاسامة بن لادن. وكانت حشود مماثلة من المسلمين تظاهرت في أماكن أخرى من البلاد ولم ينقل عنهم أي تصرّف عدواني. وقام في نيودلهي رجال الشرطة المزوّدين مسدسات أوتوماتيكية بدوريات أمام أكبر جامع في البلاد، بعدما توافد حوالى 1500 شخص لأداء صلاة الجمعة. وبعد عمليات التمرّد التي شهدها وادي كشمير، دعا الثوار المسلمون هناك إلى اضراب عام امس، للتعبير عن معارضتهم للضربة الاميركية المحتملة ضد أفغانستان. وكانت حركة السير خفيفة نسبياً في سريناغار، العاصمة الصيفية لولايتي جامّو وكشمير ذات الغالبية المسلمة. أمّا الثوار الذين يحاربون الحكم الهندي في كشمير منذ 12 عاماً فدعوا إلى إحراق الاعلام الاميركية بعد صلاة الجمعة. وقامت مجموعة من الشبّان بإحراق إطارات السيارات لأنها بحسب قولهم ستنقل الشعلة إلى العالم كلّه ليندد ب"جرائم الولايات المتّحدة ضد المسلمين". وفي دكا عاصمة بنغلادش، أدّى ما يقارب العشرة آلاف مسلم صلاة خاصّة عن روح الضحايا الاميركيين. ولكنّهم أتبعوا صلاتهم هذه باحتجاجات صاخبة ضد ضربة محتملة للولايات المتحدة ضد أفغانستان. وحمل المتظاهرون صوراً لإبن لادن وشعارات تندد بالسياسة الاميركية، كما أحرقوا دمية تمثّل الرئيس الاميركي جورج بوش، ورددوا هتافات من مثل:"الموت لأميركا، نحن مع العدالة وحماية المسلمين ودينهم". وشهدت اندونيسيا تظاهرات طالبية أمام السفارة الاميركية أحرقت خلالها الاعلام الاميركية. ولم تسجّل أي أعمال عنف على رغم أنه خلال هذا الاسبوع، هددت مجموعة بالاعتداء على السفارة الاميركية ورعاياها إذا قامت الولاياتالمتحدة بضرب أفغانستان. وقال أحد المحللين الاندونيسيين: "تتضارب آراء المسلمين هنا. فهم من جهة لا يؤيدون القتل ولكنهم في الوقت نفسه يعتقدون أنّه درس للولايات المتّحدة على غطرستها".