كراتشي، إسلام آباد - تبادلت الشرطة الباكستانية النار مع متظاهرين يحتجون على الضربة الأميركية لأفغانستان. وفيما شهدت مدن باكستانية عدة تظاهرات مناهضة للولايات المتحدة، دعا 15 حزباً إسلامياً إلى اضراب عام، احتجاجاً على زيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول لباكستان. وأفاد شهود عيان في كراتشي، جنوبباكستان، أن تظاهرتين حاصرتا قوة من الشرطة التي لجأ أفرادها إلى اطلاق النار المسيل للدموع، فرد متظاهرون عليها باطلاق النار، مما أجبرها على الرد. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع اصابات. لكن 3 من أفراد الشرطة جرحوا ليل أول من أمس في المدينة نفسها عندما ألقى مجهول قنبلة يدوية على سيارة دورية كانت تقلهم. وهاجم المتظاهرون أمس مبنى حكومياً واضرموا النار في مطعم للوجبات السريعة وفي حافلة سيارات. وتعرض المبنى الحكومي في منطقة لياري جنوبكراتشي لهجوم المتظاهرين الذين حاولوا احراقه بعد اقتحامه. وأعلنت الشرطة انها تمكنت من اخراجهم من المبنى باستخدام الغازات المسيلة للدموع. كما استخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفريق نحو 400 شخص هاجموا مطعم "كنتاكي فرايد تشيكن" في احد احياء كراتشيالجنوبية. وقد احرق المطعم جزئياً. وقام المتظاهرون باخلاء حافلة من ركابها وأشعلوا النار فيها كما افاد شهود عيان. وقالت الشرطة أنها اعتقلت 15 من المتظاهرين. وعلى مشارف بيشاور شمال غرب، تقوم قوات الامن بمنع المتظاهرين القادمين من مناطق اخرى من دخول المدينة. ونشرت قوات الجيش والشرطة بأعداد كبيرة في العاصمة وكويتا غرب حيث وقعت اعمال عنف أدت إلى سقوط خمسة قتلى الاثنين والثلثاء. في موازاة ذلك، أعرب 15 حزباً اسلامياً باكستانياً عن معارضتها لزيارة وزير الخارجية الاميركي لباكستان، ودعت الباكستانيين الى الاحتجاج عليها. ودعت هذه الاحزاب في بيان مشترك نشر أمس في لاهور شرقاً الى اضراب عام احتجاجاً على الهجوم الاميركي على افغانستان وعلى زيارة باول. ويفترض ان يغادر وزير الخارجية الاميركي واشنطن في نهاية الاسبوع ليزور نيودلهي وإسلام آباد، لكن لم تعرف بعد المواعيد المحددة للزيارتين. وقالت هذه الاحزاب: "يأتي كولن باول الى باكستان ليضيف الاهانة الى الشتيمة"، لكن "الأمة لن تسمح له بأن يطأ التراب الباكستاني". ودعت الى اغلاق المحلات التجارية والدكاكين والأسواق. وقالت: "لنثبت للعالم ان الأمة الباكستانية لن تسمح للولايات المتحدة بتنفيذ مشاريعها في المنطقة". وبين الاحزاب الخمسة عشر الموقعة على البيان "الجماعة الاسلامية" و"جمعية علماء الاسلام" و"جمعية علماء باكستان". إلى ذلك، أفادت مصادر رسمية في إسلام آباد ان اشتباكاً وقع ليل الخميس - الجمعة بين قوات باكستانية شبه عسكرية وجنود "طالبان" على الحدود الافغانية. وأوضحت المصادر ان الاشتباك الذي وقع في مركز تورمندي الحدودي في المنطقة القبلية في وزيرستان الجنوبية شمال غربي باكستان استمر نصف ساعة ولم تشر السلطات الباكستانية الى وقوع أي ضحية بين صفوف قواتها. وتعذرت معرفة ما اذا وقعت ضحايا في صفوف طالبان. وسبق ان اشير في مطلع الاسبوع الى وقوع حادث مماثل في مركز ناوا باس في منطقة قبلية لا تبعد كثيراً عن المنطقة الاولى. والمناطق القبلية الواقعة على الحدود الباكستانية - الافغانية تفلت بشكل عام من سيطرة السلطات المركزية الباكستانية وسكان هذه المناطق المتحدرون من اتنية الباتشون، يؤيدون عامة "طالبان". وفي كويتا، قال سكان على الجانب الباكستاني من الحدود مع أفغانستان إن نحو 300 متطوع باكستاني عبروا إلى أفغانستان أول من أمس للتطوع إلى جانب "طالبان". وأضافوا ان متطوعين من أنحاء باكستان عبروا أيضاً إلى أفغانستان من معبر تشامان الحدودي في اقليم بلوشستان الجنوبي الغربي القاحل. وقال السكان إن المتطوعين غير مسلحين.