القاهرة - "الحياة" - شخصية "الولد الشقي" كانت واحدة من أهم الشخصيات المحببة إلى جماهير الشاشة الفضية في فترة الخمسينات وما بعدها. ونجح في تجسيد هذه الشخصية أحمد رمزي وحسن يوسف، وعلى رغم اختلاف الظروف ومواصفات الولد الشقي في هذا الجيل يطل على الجماهير من خلال هذه النافذة بقوة الفنان الشاب احمد السقا الذي استطاع في فترة قصيرة فرض اسمه بقوة على الساحة الفنية المصرية والعربية. وهو توج هذا اخيراً بحصوله على جائزة أحسن ممثل في مهرجان الأفلام الروائية، كما حصل على وسام الجمهورية من الدرجة الثانية من الرئيس محمد حسني مبارك عن فيلم "أيام السادات". "الحياة" التقت احمد السقا وسألته عن جائزته الاخيرة وهل كان يتوقعها؟ فأجاب: لا استطيع وصف سعادتي البالغة بحصولي على جائزة أفضل ممثل في مهرجان الأفلام الروائية، خصوصاً انني لم أكن أتوقع هذا أبداً. كما لم يخطر في بالي أيضاً أن احظى بهذا التكريم، لذلك سأحاول في المرحلة المقبلة أن أجتهد أكثر وأكثر حتى أكون عند حسن ظن الذين وضعوا ثقتهم فيَّ. وماذا تمثل لك الجائزة؟ - قيمة فنية كبيرة، وهي بالنسبة إليَّ تمثل تكريم جيلي الذي أنعش السينما المصرية بأعماله المتميزة التي حققت نجاحاً متميزاً وأنا أحلم بالحصول على جوائز عدة أتمنى أن تتحقق بإذن الله. جديد... جديد وماذا عن أعمالك الجديدة؟ - هناك مشروع قائم حالياً مع المخرج عمرو عرفة في ثاني عمل يجمعنا مع بعض مرة أخرى بعد "افريكانو"، ولكن لم تتحدد معالمه بعد وما زال في مرحلة التحضير. ولكن تردد أن هناك فيلماً مع المخرج مروان وحيد حامد؟ - بالفعل هذا حقيقة واتفقنا على أن نقدم هذا العام فيلماً معاً، ولكن بعد انتهائي من تصوير فيلمي الجديد مع عمرو عرفة. وفيلم مروان يحضّر له منذ عامين وأوشك على الانتهاء واسمه "ابراهيم الابيض" سيناريو وحوار عباس ابو الحسن واخراج مروان وحيد حامد. وحالياً أقوم بتسجيل صوتي على فيلم الرسوم المتحركة العالمي "اتلانتس" في النسخة العربية والتي تطرحها استديوات "ديزني" العالمية، إذ اكتشف القائمون على العمل في هذه الشركة العالمية ان صوتي مطابق تماماً لبطل النسخة الاجنبي مايكل جيوفكس، ومن هنا وقع الاختيار عليَّ خصوصاً انني علمت بعد ذلك انهم يتابعونني من طريق وكلائهم في مصر منذ ما يقرب من عامين، وبالتحديد بعد فيلم "همام في امستردام"، ولم اعلم شيئاً عن هذه الامور إلا بعد عودتي من تصوير فيلمي الجديد "افريكانو" وسعدت جداً بهذه النافذة الفنية الجديدة لأن أفلام الرسوم المتحركة تحديداً لها جماهيرية كبيرة، وآخرها فيلم "شريك" ل إيدي ميرفي وكاميرون دياز والذي "كسّر" الدنيا في اميركا وما زال عرضه مستمراً. كما شارك هذا الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" السينمائي الدولي الاخير. اذاً أنت تحلم بالعالمية؟ - أحلم بها واسعى اليها، واحياناً أجلس على الانترنت واراسل اكبر استديوات الانتاج السينمائي العالمية وشركاته، وما زال عندي أمل أن يتحقق هذا الحلم في يوم من الأيام. فالطموح موجود ولا يهدأ. وأعتقد أن الفرصة ستكون افضل بعد "اتلانتس" خصوصاً في ظل وجود موقعي الخاص على الانترنت الذي اقامته احدى المعجبات الصغيرات جداً ولا اعرفها شخصياً الى جانب الموقع الخاص بفيلم "افيركانو". وهي كلها قنوات اتصال تمثل شكلاً من اشكال الحوار مع القائمين على السينما العالمية. وماذا عن النقد الذي وُجه الى فيلمك الاخير "افريكانو"؟ - وجهات نظر، جميعها يجب احترامها والأخذ بها، إضافة الى دراستها جيداً. عن هنيدي شاركت محمد هنيدي في اكثر من عمل كيف تعارفتما؟ - تعرفت عليه حين كان يعمل في مسرحية اسمها "الدكتور زعتر"، وكان هنيدي يعمل فيها، وكان والدي مديراً لهيئة المسرح، وكنت أزوره هناك وتعرفت ايامها على هنيدي وهالة فاخر، ومن وقتها اصبحنا اصدقاء وحتى الآن بيننا عِشرة سنين طويلة اكلنا فيها "عيش وملح" مع بعض. واتمنى أن تستمر هذه الصداقة والمحبة على رغم أنف الحاقدين. وماذا عن هشام عباس؟ - هشام صديق شخصي وأحبه، فهو يملك حضوراً قوياً وخفة دمه ليس لها مثيل، كما ان هناك مشروع فيلم بيننا تأجل اكثر من مرة لكنه قائم بإذن الله. وبماذا تفكر حالياً؟ - أنا مرعوب وخائف من "القادم" الذي لا أعلمه حتى الآن، فهل سيعجب الناس به والنقاد ويلتفون حوله أم لا؟ فأنا عادة ابذل قصارى جهدي في كل عمل جديد وانتظر النتيجة بفارغ الصبر، لأن الفيصل هو الدور الجيد الذي قد يؤثر سلباً او ايجاباً على رصيدي الجماهيري. وأنا اتخذت قراراً سابقاً في عدم القيام بأي دور لا أحبه حتى ولو كان بطولة. وما نوعية الأدوار التي يمكن ان تحبها وتقوم بها؟ - كل أنواع الدراما، المهم أن تكون دراما جيدة ذات مضمون بسيط يبعث روح التفاؤل لدى المتفرج ويمتعه في الوقت نفسه، على أن نقدم له ذلك بأفضل التقنيات الممكنة لنقترب تدريجاً من مستوى الفيلم الاميركي. فأنا اجد نفسي في كل الأفلام وليس في "الاكشن" فقط، أحب أن أكون "حراً" وربنا "يقدّرني" كي ألعب أي دور بشكل صادق وتصدقه الناس بعد ذلك، سواء كان دور "اكشن" أو "رومانسياً" أو تراجيدياً. ولذلك أحاول اتقان كل التفاصيل في الدور الذي أقوم به في عمل ما وهذا ما تعلمته من استاذي الكبير احمد زكي الأب الروحي بالنسبة إليّ، الأستاذ الذي كثيراً ما اتذكره وأنا أصور عملاً ما. وهل صحيح أن أحمد عيد في "افريكانو" لم يكن له دور في الفيلم وكان مثل "الفاكهة" اقحم اقحاماً في العمل؟ - كان فعلاً "فاكهة". يا عزيزي الدور ينادي صاحبه كما يقولون وأحمد عيد فنان جيد جداً وكان دوره مهماً ولم يتم اقحامه أو كُتب خصيصاً له ليكون له نصيب في هذا الفيلم. أنا غير موافق على صيغة السؤال! أحمد ممثل مجتهد ويحب النجاح جداً وهذا أجمل ما فيه، ويميزه أنه ممثل كوميدي وليس "كوميديانا" أي أن الضحك لديه ينطلق من الشخصية وأعتقد في رأيي ورأي أناس كثر جداً ممن شاهدوا الفيلم بأنه نجح بتفوق وخرجت الناس مبسوطة من ادائه في الفيلم. اذا تحدثت عن جيلك، فماذا تقول؟ - السينما الآن في قمة ازدهارها بالجيل الجديد من السينمائيين والمخرجين وكتاب السيناريو والمصورين، فكل هذه الظروف قادرة على صناعة سينما جيدة لتصبح هي الطريق الى اعادة السينما المصرية الى عصرها الذهب كما كانت في أواخر الاربعينات وأوائل الخمسينات حين كانت المصدر الثاني للدخل القومي. وماذا تقول عن حصولك على وسام العلوم والفنون من الدرجة الثانية من الرئيس مبارك؟ - إن تكريم السيد رئيس الجمهورية لي بوسام الفنون والعلوم من الدرجة الثانية هو شرف كبير لي كفنان من جيل الشباب الذي أسهم في هذا العمل الكبير، فلم تهمني مساحة الدور في الفيلم بقدر مشاركتي في عمل كبير مثل فيلم "أيام السادات" الذي سيخلد وتراه الأجيال المتعاقبة لأنه يتناول سيرة أحد زعماء مصر، على رغم أن الدور لم يتعد على الشاشة الدقيقة الواحدة إلا أنني لم أتردد لحظة واحدة عندما عرضه عليّ المخرج محمد خان واحمد زكي الذي اتصل بي فقلت له "تحت امرك" على الفور. فيكفي أنني سأفخر في يوم من الأيام بأنني جسدت هذا الدور وسوف أضع نسخة من الفيلم في مكتبتي الخاصة ليكون ذكرى جميلة لي.