في طريقي الى "مسرح الزمالك" حيث تعرض مسرحية "عفروتو" التي يشارك في بطولتها الممثل الشاب احمد السقا، سألنا الصديق - الذي طلب حضور اللقاء بالسقا - قائلاً: "هل هو فعلاً نجم المرحلة القادمة كما يتردد؟!" وتركت الاجابة معلقة بيننا حتى تجيب عنها الايام واعمال السقا الفنية. ومن المعروف ان احمد السقا قد ثبّت مركزه في السينما المصرية بدور صغير في هارمونيكا مع محمود عبدالعزيز والهام شاهين، وبعد ذلك مع هنيدي في فيلميه "صعيدي..." و"همام في امستردام". في غرفته في مسرح الزمالك التقت "الحياة" أحمد السقا وسألته حول حلم البطولة الفردية ورأيه في سينما شاهين ومشاريعه الجديدة. وهنا نص الحوار. يتردد أن "همام في امستردام" مكسب لك وخسارة لهنيدي؟ - في البداية لو ان الفيلم مكسب لي فهذا بفضل الله تعالى ثم بفضل هنيدي وجمهوره، ولكن الفيلم ليس خسارة لهنيدي، لأنه اثبت فيه انه ممثل قوي وقادر على اداء جميع انواع السينما من التراجيديا الى الكوميديا. و"همام في امستردام" من وجهة نظري نوع من الدراما يختلف عن "صعيدي في الجامعة الاميركية"، الاخير يحتمل كوميديا "الفارس" وكان ذلك واضحاً جداً، فأصعب المواقف في الفيلم كانت تنقلب الى كوميديا، لكن الضحك في "همام" كان مقنناً وطبيعة الموضوع فرضت هذا الضحك المقنن. لكن الجمهور انتظر منكم مواصلة مسيرة "الضحك والاضحاك" بعد "صعيدي"؟ - انا متفق معك، لكن الكوميديا لها زوايا، فالمشوار بدأ مع "أسماعيلية رايح جاي" ثم "صعيدي" لكن "همام" كوميديا اخرى، كوميديا سوداء، نابعة من غربة الفرد عن الوطن. فأنت تضحك على هموم وليس على مفارقات. محمد هنيدي قال انه اعطاك الفرصة للوجود السينمائي، ما رأيك؟ - هنيدي لم يقل ذلك، بل قال: السقا اخذ فرصته في "همام". وهذا طبيعي وحتى لو قال انه اعطاني الفرصة، اقول: خلف الدهشوري اعطاني الفرصة، همام مجاهد شعبان اعطاني الفرصة، فأنا الآن ربحت جماهير هنيدي، فالجمهور لم يدخل الفيلمين "صعيدي وهمام" من أجلي، لكن من اجل هنيدي وحين خرج من صالة العرض بات يعرف شاباً اسمه احمد السقا هذا امر طبيعي. مثلاً عادل امام اعطى الفرصة لهنيدي وادم وعلاء واشرف عبدالباقي، ومن يقول غير ذلك كاذب، واحمد زكي اعطى الفرصة لمحمود حميدة، وهذه حقائق لا يستطيع احد ان ينكرها، ولولا تعاطف عادل امام واحمد زكي مع هؤلاء ما كانوا ظهروا بالشكل اللائق وبالصورة التي ظهروا بها في افلامهم... أنا من الممكن ان اعمل مع نجم دون ان يعطيني الفرصة للابداع والظهور، لكن الحمد الله، وهنيدي صديق وأخ ولا يمكن ان يحدث خلاف بيني وبينه. بعد نجاحك في "همام" هل تحلم بالبطولة الفردية في السينما؟ - حلمي ان اقدم دوراً يعجب الجمهور، وليس المهم مع من أو اين اسمي في افيش الفيلم، المهم ان اقدم شيئاً جديداً ومختلفاً، والا ما قيمة بطولة فردية والجمهور بعيد عني؟ لماذا إذن بدأ الجيل الجديد بالبطولة الجماعية، ثم استقل كل فرد منهم؟ - لا اعتقد ان هذا حدث والدليل ان هنيدي في "صعيدي" كان معه منى زكي والسقا وطارق لطفي، وفي "همام" معه موناليزا والسقا، وعلاء ولي الدين في "عبود على الحدود" معه كريم عبدالعزيز وغادة عادل وعزت ابو عوف وغيرهم، والشيء نفسه حدث مع ادم واشرف عبدالباقي. نحن في دنيا والسينما مثل الكرة الارضية، لو بدأت من نقطة وسارت في خط مستقيم سوف تعود الى النقطة نفسها التي بدأت منها. نحن الآن نعيش مرحلة البطولة الجماعية، كما حدث في منتصف السبعينات مع "مدرسة المشاغبين" التي ضمت عادل امام واحمد زكي وسعيد صالح ويونس شلبي واسماء كبيرة اخرى. ومفهومي للبطل في السينما، انه الشخص الذي يحرك دراما الفيلم، واعتقد ان شخصيات "همام في امستردام" كانت دافعة لدراما الفيلم وبالتالي هم ابطال، والمهم الآن الاستمرار وهذا يتطلب ذكاء ومهما كنت ذكياً لن تستمر الى ما لا نهاية وعن نفسي احاول ان اعمل "الصح" واكتسب خبرات جديدة. في رأيك من هو أفضل ممثل في مصر؟ - بالتأكيد احمد زكي واعتبره مثلي الاعلى وامنية حياتي ان اعمل معه، وبصراحة هناك مشروع سينمائي اتمنى أن يتم، فقد حدثني عم احمد - هكذا يطلق على الفنان احمد زكي - في التليفون وقال لي: يا "واد" يا احمد - هكذا ينادي زكي السقا - هناك فيلم اريدك معي فيه، ويارب المشروع يتم. وماذا عن مشاريعك الاخرى؟ - هناك فيلم رومانسي يكتبه الآن الدكتور مدحت العدل وتشاركني بطولته منى زكي.