أعلن النائب العام التمييزي في لبنان القاضي عدنان عضوم أن المختبر المركزي ينظر في رسالتين وصلتا الى عنوانين في بيروت، تحتويان "بودرة" يشتبه في أنها مادة "انثراكس" التي تتسبب في الجمرة الخبيثة. وقطع السفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل أمس الشكوك في وجود اسمَي الأمين العام الحالي ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، والسابق الشيخ صبحي الطفيلي، فنفى ان تكون اللائحتان اللتان سلّمهما الى السلطات اللبنانية تحويان اسميهما. وعلمت "الحياة" انه اكد لوزير الاعلام غازي العريضي ان بلاده لم تطلب شيئاً من لبنان وأنه اكتفى بتسليم وزارة الخارجية اللائحتين اللتين تضمّان 66 اسماً. وجاء تصريح باتل ليوضح الكثير من الاسئلة في بيروت عن عدد اللوائح التي تسلمتها الخارجية منه، والاجراءآت التي طلبها من السلطات اللبنانية في ظل تكتم المسؤولين اللبنانيين وتضارب تصريحاتهم في الايام الماضية. وفي هذا المجال اوضح عضوم ان اللائحة الاميركية تضم أسماء منظمات وأشخاص تعتبرهم واشنطن ارهابيين، رافضاً كشف مضمونها، ومؤكداً انها لأخذ العلم فقط ولم تتضمن أي طلب. وتزامنت هذه التطورات مع استئاف محاكمة "مجموعة الضنية" شمال لبنان المتطرفة التي كانت اصطدمت مع الجيش اللبناني نهاية العام 1999، والتي قتل قائدها آنذاك بسام كنج ابو عائشة، في ظل اجراءات امنية غير مألوفة واهتمام استثنائي بوقائعها، خصوصاً ان الولاياتالمتحدة كانت طلبت معلومات عن عناصر المجموعة للاشتباه بعلاقتهم مع أسامة بن لادن و"القاعدة". وأكدت مصادر قضائية، ما سبق ل"الحياة" ان نشرته، "ان كنج كانت تربطه علاقة متينة مع بن لادن ورئيس تنظيم "الجهاد" أيمن الظواهري، من خلال مشاركته في القتال الى جانبهما في افغانستان في مواجهة السوفيات، وكان يفيد منهما مادياً بالاستحصال على تبرعات تجمعها اطراف تابعة لهما في أكثر من بلد في العالم دعماً للحركات الإسلامية". وأكدت المعلومات القضائية أيضاً ان "كثيرين ممن كانوا تحت امرة ابو عائشة في الشمال لم يكونوا على اطلاع على هذه العلاقة السرية، باستثناء عدد من المسؤولين الذين قتل بعضهم وما زال بعضهم الآخر متوارياً". "الجمرة الخبيثة" من جهة ثانية، قال عضوم مساء أن النيابة العامة الاستئنافية في بيروت وضعت يدها على رسالتين فيهما "بودرة"، وصلتا الى عنوانين في الحمراء والأشرفية أمس. وكشف ان الأولى "وصلت الى منزل عائلة من آل الحافظ في الحمراء باسم خادمة اندونيسية كانت تعمل لديها وتركت العمل حديثاً. وفتح صاحب العمل الرسالة فوجد فيها مظروفاً صغيراً فيه بودرة وأخذه فوراً الى المخفر فأحاله على مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت لفحصه لكنه رفض". وأوضح ان المظروف الآخر، "وصل في رسالة الى امرأة من آل رحال في الأشرفية، فشكّت في أمرها، وحملتها فوراً الى مستشفى "أوتيل ديو" الذي رفض أيضاً فحصها في مختبراته". وسألت "الحياة" عضوم عن اسباب رفض المستشفيين فحص الرسالتين، فأجاب: "ربما خوفاً. ولا يمكننا ان نجبرهما على ذلك وسنفحصهما في المختبر المركزي التابع للدولة". ورفض تحديد مصدرهما، مكتفياً بالإشارة الى انهما من الخارج. وكلف النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي فادي عقيقي استدعاء السيدة رحال وسماع افادتها. وقال طبيب في مستشفى الجامعة الأميركية متخصص في الامراض الجرثومية ل"الحياة" ان "المختبرات الطبية في لبنان تفتقر الى العازل الذي يمكن من خلاله فحص الحالات المشتبه في احتوائها جرثومة الجمرة الخبيثة". ولم يستبعد الطبيب ارسال الرسالتين الى مختبر في أوروبا "لكشف حقيقة المادة التي في داخلهما تفادياً لأي حال هلع في لبنان"، مشيراً في الوقت نفسه الى ان "الأدوية المعالجة للإصابة بالجرثومة متوافرة في لبنان، وهي عادة توصف لمعالجة التهاب المسالك البولية والجهاز الهضمي".