في تصعيد عسكري ملحوظ، هاجمت المقاومة الشيشانية أمس القوات الروسية في عدد من المحاور، وأعلنت استيلاءها على غوديرميس ثاني أكبر المدن في الجمهورية، فيما ذكرت موسكو انها مسيطرة على الوضع ولكنها اعترفت بسقوط طائرة هليكوبتر ومقتل جنرالين وعدد من كبار ضباط هيئة الأركان العامة. بدأت منذ فجر أمس عمليات متزامنة في غوديرميس وارغون وتوجاي يورت غرب الشيشان وجنوبها. وذكرت مصادر اعلامية ان أوسع المعارك جرت على محور مدينة غوديرميس التي كانت القوات الروسية دخلتها من دون قتال في بداية الحرب واعتبرت منذ ذلك الوقت منطقة "آمنة". وأكدت صحيفة "غازيت" الالكترونية الروسية ان 400 مقاتل شيشاني هاجموا المدينة واستولوا على مواقع في وسطها، فيما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناطق باسم الرئيس المنتخب أصلان مسخادوف ان رجاله سيطروا على المدينة كلها. إلا أن موسكو أصدرت بيانات متناقضة، إذ أكدت وكالة "ايتار تاس" الرسمية في البداية ان 400 مسلح هاجموا المدينة، لكنها ذكرت لاحقاً ان العدد لا يتجاوز المئة. ولكن قائد القوات الروسية في الشيشان "اختزل" الرقم الى 15 وقال ان الامر لم يتعد اطلاق نار على حاجزين من دون وقوع اصابات. وفي وقت لاحق، أصدر سيرغي ياسترجيمبسكي مساعد رئيس الدولة للمعلومات، بياناً اعترف فيه بأن معارك تجري في المدينة، لكنه قال انه تم "احتواء" الهجوم الذي ذكر انه اسفر عن مصرع ثلاثة من الروس وجرح ثمانية. وأثار الهجوم قلقاً واسعاً في أوساط الادارة المدنية الشيشانية التي كانت اتخذت من غوديرميس "عاصمة". وذكر أحمد قادروف الحاكم المدني الذي عينته موسكو ان "معارك ضارية" تجري في المدينة وان سكانها اضطروا الى الاحتماء في الأقبية. لكنه تراجع عن أقواله وأكد ان المدينة لم تتعرض لهجوم وان "مجموعة من المقاتلين حاولت أن تتسلل". واضافة الى معارك غوديرميس، ذكر الشيشانيون انهم استولوا على بلدة نوجاي يورت في الجنوب الغربي، فيما أكدت وكالة "ستران رو" المرتبطة بالكرملين ان زهاء 200 مقاتل شيشاني هاجموا مدينة ارغون التي تبعد 10 كيلومترات عن غروزني. وفرض تعتيم اعلامي شديد على الأنباء من هذه المدينة، إلا أن اجهزة الأمن الروسية اعترفت بأن رئيس بلدية المدينة موسار تيميربايف نجا من محاولة لاغتياله. وذكر ان سيارة معبأة بالمواد المتفجرة قادها انتحاري هاجم منزل رئيس البلدية وفجره، ما أدى الى مقتل شخص واحد وجرح آخرين، إلا أن تيميربايف لم يصب لوجوده في مكان آخر. واعترفت القوات الروسية بتحطم مروحية من طراز "سي 8" قرب قاعدة خان القلعة العسكرية. وأكدت مصادر متعددة ان عشرة اشخاص قتلوا في الحادث بينهم جنرالان وعدد من كبار ضباط هيئة الأركان العامة. وكان بين القتلى الجنرال اناتولي بوزدنياكوف نائب رئيس مديرية العمليات في الاركان العامة والذي كان يترأس لجنة التنسيق بين وزارات الدفاع والداخلية والأمن وحكومة الجمهورية الشيشانية ووصف بأنه "العقل الروسي" في الشيشان.