موسكو - "الحياة"، أ ف ب - قامت الطائرات الروسية بأكثر من 100 طلعة اغارت خلالها على عدد من المناطق الجنوبية الجبلية في الشيشان، فيما دعت موسكو مجدداً الرئىس الشيشاني اصلان مسخادوف الى الاستسلام ووعدته ب "معاملة انسانية". وامرت هيئة اركان القوات الروسية امس، غداة وقوع عملية تفجير في عاصمة جمهورية اوسيتيا الشمالية، بتعزيز التدابير الامنية على الحدود الشيشانية تحسباً لتسلل الثوار خارج اراضي الجمهورية المطالبة باستقلالها. وبحسب وكالة "أي في إن" الانباء العسكرية الروسية فان الامر صدر عن الجنرال غينادي تروشيف قائد القوات الروسية في القوقاز الشمالي. واشارت وكالة "ايتار تاس" للانباء من جهتها الى ان حركة السير حُظرت بين الساعة السادسة مساءً والساعة الثامنة صباحاً على حدود داغستان. وتلقى العسكريون في نقاط التفتيش اوامر باطلاق النار على السائقين الذين لا يمتثلون للاوامر. وخاضت القوات الروسية معارك ضارية الصيف الماضي لصد اختراقات قام بها المقاتلون الشيشانيون في غرب داغستان. وكانت اجراءات مشددة اتخذت لحماية المدن الكبرى في الشيشان بعدما حذر مسخادوف من احتمال قيام رجاله بعملية لاستعادة غوديرميس ومدن اخرى. وذكرت مليكة حمزييفا رئيسة الادارة المدنية في غوديرميس ان المؤسسات الرسمية والاسواق تعمل بانتظام، لكنها نفت هجرة اعداد كبيرة من سان المدينة. واعترفت حمزييفا بان اسعار المواد الغذائية ارتفعت بسبب الحصار الذي فرضته القوات الفيدرالية على غوديرميس. ودعا وزير الداخلية الروسي فلاديمير روشايلو الى "زيادة اليقظة والحذر" لمواجهة احتمال ما وصفه ب "انشطة ارهابية". واعترف بان مديرية شرطة موسكو اعلنت نظام "الخدمة المشددة"، لكنه نفى وجود معلومات عن احتمال قيام الشيشانيين بعمليات في العاصمة الروسية. وتواصل السلطات التحقيق في انفجارين وقعا يوم الاحد في مدينتي فلاديقوقاز عاصمة اوسيتيتا الشمالية وروستوف في جنوبروسيا، وكلاهما قريبة من الحدود الشيشانية. وذكر النطاق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان انفجار فلاديقوقاز "في الغالب دوافعه سياسية"، وتحديداً زعزعة الاستقرار في هذه الجمهورية "التي لا يحبها" الشيشانيون. ودعا ياسترجيمبسكي الرئىس مسخادوف الى "وقف المقاومة والاستسلام". وقال انه في هذه الحال يمكن ان ان يلقى "نوعاً من المعاملة الانسانية". واتهمت القوات الروسية مقاتلين شيشانيين تدربوا على يد القائد العربي الاصل خطاب بتنفيذ عملية التفجير في سوق فلاديقوقاز التي قتل فيها ستة اشخاص واصيب 16 اخرون بجروح. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر عسكري روسي قوله انه "من المعروف ان خطاب قام شخصياً بتدريب الارهابيين".