كابول، إسلام آباد، طهران - أ ف ب، رويترز - شهدت أفغانستان امس، حال استنفار وهلع. واستدعى زعيم "طالبان" ملا محمد عمر الى اجتماع موسع للعلماء وزعماء القبائل لدرس اعلان الجهاد ضد اميركا في حال مهاجمتها بلادهم. وفيما جددت الحركة دعمها أسامة بن لادن ورفضها التهم الموجهة اليه، شهدت البلاد حركة نزوح داخلية في اتجاه الارياف. وبدت مناطق سيطرة "طالبان" معزولة عن العالم الخارجي نتيجة اغلاق ايرانوباكستان حدودهما في مواجهة سيل جديد متوقع من اللاجئين. وغادرت المجموعة الاخيرة من موظفي الاغاثة الاجانب كابول امس، بعدما ابلغت "طالبان" كل الاجانب انها لا تستطيع ضمان سلامتهم. وقال روبرت مونين رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر في أفغانستان للصحافيين ان موظفين محليين سيواصلون العمل في مكاتبها، معرباً عن امله في ان تكون عملية الاجلاء موقتة. وفي الوقت نفسه، رصدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تحركات كبيرة للسكان في أفغانستان. وأكد احد مسؤولي المفوضية الموجود على الحدود مع ايران ان تحركات السكان داخل أفغانستان "زادت ثلاث مرات" عن العادة. وأضاف: "نتوقع تدفقاً سريعاً ونحن نستعد لمواجهته". وجرت محادثات بين المفوضية والسلطات الايرانية حول المكان الذي ستتم فيه اقامة مخيمات للاجئين الذين يتوقع ان يتدفقوا على الحدود. وأعربت ايران عن أملها في ان يتم تركيز هذه المخيمات في الجانب الأفغاني من الحدود. ونشرت صحيفة "الشريعة" الناطقة باسم "طالبان" ان العلماء الذين دعوا الى الاجتماع في كابول في وقت لم تحدده، سيبحثون في احتمال اصدار فتوى باعلان الجهاد ضد الولاياتالمتحدة. وأضافت ان "الأمة الأفغانية الأبية ستدافع عن ارضها الاسلامية في ضوء فتواهم وعلى اساس الشريعة". ورأى وزير الثقافة والاعلام في حكومة الحركة قدرة الله جمال ان الجهاد أمر محتم اذا هاجمت الولاياتالمتحدةأفغانستان. وفي الوقت نفسه، أكدت "طالبان" دعمها اسامة بن لادن معلنة ان موقفها منه "لم يتغير" على رغم الاتهامات التي وجهها اليه الرئيس الاميركي جورج بوش والتهديدات برد اميركي. وقال وزير خارجية "طالبان" وكيل أحمد متوكل في مقابلة مع وكالة الأنباء الاسلامية الأفغانية الخاصة التي تتخذ من باكستان مقراً لها: "لم يحصل تغيير في سياستنا حيال اسامة بن لادن". وجدد ايضاً تحذير كابول لجيرانها من رد المجاهدين الأفغان في حال سهلوا حصول هجوم اميركي على أفغانستان. وأضاف: "اذا ساعدت دولة ما اميركا على هذا الصعيد او فتحت مجالها الجوي او البري فبوسعنا مهاجمتها"، من دون ان يتناول مباشرة باكستان التي وعدت بتقديم دعم للولايات المتحدة في مكافحة الارهاب. وفي وقت اكدت حكومة الرئيس برهان الدين رباني المناهضة ل"طالبان" والمتمركزة في الشمال الأفغاني على ضرورة التخلص من بؤر الارهاب وقواعده في مناطق سيطرة الحركة، برزت انقسامات داخل التحالف الذي يتزعمه رباني ازاء الهجوم الاميركي المحتمل. وكان بارزاً حض جماعة نسائية أفغانية معارضة ل"طالبان" الولاياتالمتحدة على التحلي بضبط النفس. وقال بيان للرابطة الثورية لنساء أفغانستان: "على الحكومة والشعب الاميركي ادراك ان هناك فرقاً شاسعاً بين شعب أفغانستان الفقير والمدمر والجهاد الارهابي ومجرمي طالبان". وأعربت الرابطة عن أسفها العميق للهجمات على اميركا، ولكنها حذرت من ان قتل الأفغان الأبرياء لن يريح الأميركيين. وأضافت: "نتمنى بصدق ان يفرق الشعب الاميركي العظيم بين شعب أفغانستان وحفنة من الارهابيين الاصوليين".