جددت حركة "طالبان" رفضها تسليم أسامة بن لادن. وقال ممثلها السفير الأفغاني في إسلام آباد عبدالسلام ضعيف للصحافيين في العاصمة الباكستانية أمس ان الحركة لن تسلم ابن لادن "حتى ولو دمرت أفغانستان كلها وقتل الشعب الأفغاني عن بكرة أبيه". واعتبر ان "تسليمه إهانة للإسلام وإقرار بالسيادة الأميركية على التعاليم القرآنية". وجاءت تصريحات سفير "طالبان" قبل ساعات من بدء تنفيذ قرار للأمم المتحدة يُشدد نظام العقوبات الدولية على الحركة لرفضها تسليم ابن لادن الذي تتهمه الولاياتالمتحدة بالتورط في تفجير سفارتيها في شرق افريقيا سنة 1998. وتتضمن العقوبات وقف تصدير الاسلحة الى مناطق سيطرة الحركة، علماً ان المتعارف عليه أن باكستان تشكل المصدر الرئيسي لتسليح "طالبان"، على رغم اصرار الجانبين على نفي ذلك. "مجاعة حقيقية" وعلى صعيد آخر، كشفت مصادر في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ل"الحياة" أن أكثر من مئة ألف أفغاني عبروا الحدود الى باكستان المجاورة منذ أيلول سبتمبر الماضي، بينهم نحو أربعة آلاف شخص عبروا يوم الجمعة الماضي وحده. ويأتي ذلك خوفاً من آثار العقوبات، إضافة إلى القحط الذي يضرب المناطق الأفغانية والذي وصفه الناطق الإعلامي باسم المفوضية يوسف حسن بأنه "تحول من قحط إلى مجاعة حقيقية". ورأى مراقبون أن تشديد باكستان الرقابة على الحدود مع أفغانستان سيزيد من مصاعب الشعب الأفغاني. وكان وكيل وزارة الخارجية الباكستانية إنعام الحق ابدى، أمس، استعداد بلاده للالتزام بالعقوبات الدولية على افغانستان، واستعدادها لاستقبال فريق دولي لمراقبة الحدود بين البلدين والتحقق من عدم صحة الاتهامات الى باكستان بأنها توفر الاسلحة للحركة. وناشد زعيم "طالبان" ملا محمد عمر "الأمة الإسلامية الاتحاد ونبذ الخلافات في مواجهة الهيمنة الأميركية"، مشدداً في تصريح الى إذاعة صوت أميركا أمس على أن "الإمارة الإسلامية في افغانستان لن تخيفها ولن تهددها مثل هذه العقوبات". ولاحظ مراقبون تدفق مراسلي شبكات التلفزيون ووسائل الاعلام الأميركية والغربية على إسلام آباد، وذلك وسط أنباء عن إمكان توجيه ضربة أميركية لأفغانستان بعد فرض العقوبات. وتحدثت تقارير في اسلام آباد عن اقتراب بوارج وسفن بحرية أميركية من المياه الإقليمية الباكستانية.