سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بيريز يحذر من "انفجار" ... ومعلقون يصفون زيارة شارون لتركيا ب"الأسوأ" . ضباط اسرائيليون كبار ينتقدون إصرار حكومتهم على وقف تام للنار قبل التفاوض مع الفلسطينيين
انتقد ضباط عسكريون اسرائيليون كبار فضلوا عدم الكشف عن هويتهم امس سياسة الحكومة الحالية التي تشترط استئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين بوقف تام للنار. كما انتقدوا تصريحات رئيس اركان الجيش الجنرال شاؤول موفاز ونائبه موشيه يعلون التي اعتبرت السلطات الفلسطينية كياناً ارهابياً. وتتفق هذه الانتقادات مع دعوة وزراء حزب العمل في حكومة شارون الى اجراء حوار سياسي مع الفلسطينيين. نقلت الاذاعة العبرية الرسمية عن مصدر امني كبير قوله ان ضباطاً كباراً لا يشاطرون موفاز ويعلون رأيهما لكنهم "لا يجرؤون على ابداء آرائهم في اجتماعات اجهزة الامن". واضافت ان هؤلاء الضباط يتهمون الحكومة بتعمد افشال المفاوضات السلمية واستئنافها من خلال المطالبة بوقف تام للنار وهي تعلم انه طلب تعجيزي، وزادوا ان الحكومة تهيئ عملياً الرأي العام الاسرائيلي لشن حرب على الفلسطينيين، وينقاد الرأي العام وراء سياسة الحكومة بشكل اعمى. ويقول الضباط ان من غير الممكن لوم الفلسطينيين وحدهم على التدهور الامني الحاصل "فاسرائيل تساهم في ذلك بكل وضوح". ويضيفون ان السعي لتقويض السلطة الفلسطينية هو ضرب من الغباء وان اسرائيل لم تستفد من دروس الماضي "ومثلما تسببنا في تعاظم قوة حزب الله، فإننا اذا ما اصررنا على تفكيك السلطة سنحصل على نظام بزعامة حماس والجهاد الاسلامي". وحسب الضباط فان الحل الوحيد للازمة سياسي حتى ان لجأت اسرائيل الى توجيه ضربة عسكرية عنيفة. وختموا بالقول ان من الخطأ بمكان وسم الفلسطينيين وقادتهم بالارهابيين و"الاجدر بنا ان نسعى الى اقناع السلطة نبذ طريق الارهاب لا لضربها فالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هو الضمانة الوحيدة لعدم صعود حماس والجهاد الاسلامي الى الحكم". وتلتقي انتقادات الضباط هذه مع السياسة التي يدعو اليها وزير الخارجية شمعون بيريز ويدعمه فيها وزراء العمل ومن بينهم وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر بضرورة اجراء حوار سياسي مع الفلسطينيين لوقف النار ومنح المواطنين تسهيلات اقتصادية تخفف من وطأة اوضاعهم الاقتصادية. وحذّر بيريز امس من مخاطر انفجار في حال بقاء الحصار المفروض على الفلسطينيين منذ عشرة شهور، وقال للاذاعة الرسمية: "هناك ثلاثة ملايين فلسطيني يعيشون تحت وطأة نظام الحصار منذ عشرة شهور ويجب الادراك انها مشكلة حيوية وان كل ذلك يهدد بالانفجار في وجهنا. وقال بيريز، في حديث للاذاعة العبرية امس ان رئيس الحكومة ارييل شارون يشاطره الرأي في منح التسهيلات لكن تنفيذها يتأخر في غياب "حلول ابداعية". واضاف بيريز ان الحوار لا يمكن ان ينحصر في المستوى الامني، انما يجب ان يشمل المستوى السياسي لأن العمل على وقف النار يتضمن شؤوناً مدنية كوقف التحريض وتحسين المعيشة.، ورفض بيريز التعقيب على اتهام الضباط الحكومة بعرقلة استئناف المفاوضات. الى ذلك، انشغلت الصحف العبرية امس بتحليل نتائج زيارة شارون الى تركيا واجمع المعلّقون على انها أساءت الى العلاقات الحميمة بين البلدين، ورأى المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" الوف بن ان لقاء شارون برئيس الحكومة التركية والمواجهة المتلفزة بينهما اكدا ان اللقاء كان الاصعب في تاريخ اللقاءات السياسية بين زعماء البلدين في العقد الاخير. وكتب المدير العام لوزارة الخارجية السابق الون ليئل في "يديعوت احرونوت" يقول ان شارون اخطأ بقراره زيارة تركيا وبالذات بعد الزيارة الناجحة التي قام بها وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر قبل شهر لتركيا و"لقد حمّلنا العلاقات مع تركيا اكثر مما تستطيع ان تتحمل". وزاد ان على اسرائيل ان تساعد تركيا في اسكات العالم الاسلامي الذي انتقدها على استقبالها شارون "لانه اذا ما توصلت تركيا الى استنتاج مفاده ان حكومة اسرائيل ليست جدية في نياتها السلمية فسنخسر صداقتها وهذا سيكون بمثابة كارثة ديبلوماسية".