استمر القلق في أوساط الجاليات العربية والاسلامية في الولاياتالمتحدة والدول الغربية، مع تنامي مشاعر العداء ضدهم، وسط أجواء اعلامية تدعو الى الاستعداد لحرب طويلة ضد الارهاب، يخشى ان تترافق مع عمليات انتقام عشوائية. وأفادت صحيفة "اريزونا ريبابليك" اليومية أمس ان مجهولا في ميسا اريزونا قتل بثلاث رصاصات هندياً يقطن في الولاياتالمتحدة منذ عشر سنين وأخطأ اميركياً من اصل لبناني، في ما بدا عملية ثأر على ما يبدو للاعتداءات في الولاياتالمتحدة الثلثاء الماضي. وأفادت الصحيفة ان بلبير سينغ سودهي 49 سنة قتل في محطة للمحروقات برصاص رجل كان يقود سيارة لاذ بالفرار وتوجه الى محطة اخرى للمحروقات وأطلق النار على اميركي من اصل لبناني لكنه اخطأه. وقال هرجيت شقيق سودهي للصحيفة ان شقيقه قتل بسبب لون بشرته القاتم ولحيته وعمامته. وفي وست فيرجينيا هاجم مجهولون مسجداً ورشوا طلاء على جدرانه ورسموا صلباناً معقوفة وكتبوا شعارات عنصرية منها: "عودوا الى بلادكم ايها الزنوج". وتأتي الحادثتان في سياق تصاعد العداء الذي يغذيه بعض وسائل الاعلام الاميركية، اذ كتبت آن كولتر في مجلة "ناشونال ريفيو" أمس تحت عنوان "انها الحرب. فلنغزهم في بلدانهم": "ليس هذا أوان ترف البحث عن أماكن المتورطين بالعمليات الارهابية. المسؤولون عن هذه العمليات هم كل من ارتسمت على وجهه ابتسامة عندما سمع بالعمليات الثلثاء لا نحتاج الى تحقيقات مطولة أو أدلة جنائية، ولا الى تحالف دولي". وأضافت: "أمتنا غزتها طائفة متطرفة مجرمة ... علينا غزوهم في بلادهم وقتل قادتهم واجبارهم على التحول الى المسيحية". في المقابل بدأ عدد من المنظمات الاسلامية والاميركية حملة مضادة لتوضيح موقف المسلمين من الاعتداءات في نيويوركوواشنطن، ونشر "مجلس العلاقات الاسلامية الاميركية" كير اعلاناً مدفوعاً في صفحة كاملة في صحيفة "واشنطن بوست" تتضمن "ادانة المسلمين الاميركيين الاعتداءات الارهابية الآثمة والجبانة"، وعبر عن "الحزن العميق للعدد الكبير من القتلى وتعاطفه مع عائلات الضحايا". وقال مدير العمليات في "كير" خالد اقبال في اتصال هاتفي مع "الحياة" ان المجلس سينشر اعلاناً مماثلاً في صحيفتي "يو أس توداي" و"نيويورك تايمز"، في اطار حملة لاظهار ان المسلمين الاميركيين معنيون كغيرهم بالكارثة، مشيراً الى تنظيم تجمعات في عدد كبير من المدن والولايات الاميركية تأبيناً للضحايا. وذكر ان المجلس سجل حتى مساء الخميس الماضي 300 حالة تعرض واعتداء على عرب ومسلمين. ودعا أبناء الجالية الاسلامية الى عدم الانزواء والمشاركة في النشاطات الهادفة الى "اظهار عدم خوفهم ورفض ربطهم بالارهاب، عبر فتح منازلهم والتحدث الى جيرانهم الاميركيين عن حقيقة مشاعرهم". وأبلغت جنيفر شوك المسؤولة في جمعية "دي.سي ويب وومن" النسائية في واشنطن "الحياة" ان عدداً كبيراً من السيدات الاعضاء في المنظمة قررن ارتداء أغطية على رؤوسهن اليوم تعبيراً عن استنكارهن الحملة على المسلمين، والتي ركزت أساساً على محجبات. المانيا وفي المانيا حيث يقيم حوالى ثلاثة ملايين مسلم، سجل عدد من التحرشات والتهديدات التي طاولت مسلمين وعرباً وهيئات اسلامية معترفاً بها، بعد الهجمات الانتحارية في اميركا والتي أدت الى مقتل وجرح آلاف بينهم حوالى 300 الماني، وبعد ما تردد عن ثلاثة خاطفين عرب، سكنوا ودرسوا في هامبورغ وبوخوم. وتلقى المجلس المركزي للمسلمين في المانيا الذي يرأسه الدكتور نديم الياس اكثر من 40 رسالة الكترونية، يحمل بعضها تهديدات بتفجير مقر المجلس والاعتداء على المسلمين. كما ان محجبات سمعن كلاماً بذيئاً وهن يتبضعن. وحذّر الياس ومسؤولون آخرون في المجالس المركزية للمسلمين الاتراك في المانيا من "تحميل المسلمين وزر اعمال ارهابية يقوم بها اناس يسيئون الى الاسلام الذي يحمل رسالة انسانية ويدين قتل النفس". واصدرت غالبية المجالس والهيئات الاسلامية في المانيا بيانات دانت بشدة ما حصل في واشنطنونيويورك واكدت ان "المتطرفين لا يمثلون الاسلام". وسارع كبار المسؤولين في الحكومة وفي الاحزاب السياسية والاوساط الكنسية الى التنديد بالتهديدات والتحذير من ربط الاسلام بالارهاب وتحميل المسلمين مسؤولية العمليات الارهابية. وحذر وزير الخارجية يوشكا فيشر من "مواجهة بين الغرب والاسلام، لا تخدم سوى المتطرفين الذين يريدون الوصول الى صراع بين الثقافات". ودان الناطق باسم الحكومة الالمانية كارستن اوفه هايه محاولات زجّ المسلمين بالاعمال الارهابية داعياً مواطنيه الى "اختيار طريق التعايش مع المسلمين المسالمين في غالبيتهم المطلقة". واستهجن مطران مدينة ليمبيرغ الكاثوليكي كورت كامبهاوس محاولات "تحميل الاسلام والمسلمين في المانيا تبعات سلوك اقلية صغيرة متطرفة".