أعلنت سلطات منطقة مولنبيك في العاصمة البلجيكية بروكسيل أمس، ان أسماء أربعة مشبوهين في الإضطلاع بدور محوري في اعتداءات 13 الشهر الجاري في باريس أُدرجت على لائحة تضم 85 اسماً لمتطرفين أرسلتها أجهزة الإستخبارات البلجيكية. وصرح مسؤول مقرب من سلطات المنطقة رفض كشف اسمه: «أؤكد ان أسماء عبدالحميد أباعود والشقيقين إبراهيم وصلاح عبدالسلام ومحمد عبريني وردت في لائحة وجّهها جهاز التنسيق لتقويم التهديدات في حزيران (يونيو) 2015 الى رئيسة بلدية مولنبيك، فرنسواز شيبمان، وقائد قسم الشرطة في المنطقة». وصنفت اللائحة أباعود المغربي الأصل المشبوه في أنه العقل المدبر لاعتداءات باريس والذي قتل لدى اقتحام الشرطة الفرنسية شقة في سان دوني شمال باريس، بأنه «متشدد، ذهب الى سورية». ووصفت اللائحة إبراهيم عبدالسلام الذي شارك في فرقة هاجمت مقاهي وفجّر نفسه في باريس، وشقيقه صلاح الذي ذهب الى بلجيكا بعد ساعات على الهجمات وما زال البحث عنه جارياً، بأنهما «متطرفان ينتميان الى التيار الاسلامي». كما أفادت بأن عبريني الذي شوهد برفقة صلاح عبدالسلام قبل يومين على الهجمات، وصدرت في حقه مذكرة توقيف دولية، «يشتبه في ذهابه الى سورية وعودته منها». ووضع جهاز التنسيق هذه اللائحة بعد تفكيك خلية جهادية في فيرفييه (شرق) في كانون الثاني (يناير) الماضي «من أجل رسم صورة واسعة لعدد الأشخاص الذين قد يكونون على علاقة بجهاديين غادروا الى القتال في سورية أو عادوا منها». كما أرسل لوائح مماثلة الى بلديات مختلفة في البلاد. أميركا وفي الولاياتالمتحدة، أظهرت وثيقة أن وزارة العدل قدمت هذه السنة اقتراحات محددة لحكومات في أوروبا وغيرها حول كيفية تشديد قوانين مكافحة الارهاب لاعتقال الراغبين في الانضمام الى جماعات متشددة مثل تنظيم «داعش». لكن لم يتضح كيف استقبلت هذه الحكومات اقتراحات الوزارة الأميركية، أو إذا كانت أي تعديلات قانونية أجريت نتيجة لها. وإضافة إلى المناقشات مع المسؤولين الأوروبيين واصلت واشنطن الضغط على تركيا لبذل المزيد وتشديد الرقابة على حدودها مع سورية. وأشارت الوثيقة المؤرخة في آذار (مارس) 2015 الى ان المسؤولين الأميركيين باشروا منذ مطلع 2014 مطالبة الدول الأوروبية بتنفيذ تعديلات قانونية تستهدف «داعش»، وبينها تقديم من يطمحون في القتال بالخارج الى المحاكمة قبل أن يتوجهوا إلى سورية أو العراق، وتجريم السفر إلى مناطق تخضع لسيطرة «داعش» أو محاولة الإنضمام الى جماعة ترى حكومة أجنبية أنها منظمة إرهابية. وأوردت الوثيقة أنه «بموجب القانون الأميركي ليس على المدعين الفيديراليين إثبات وجود صلة بنشاطات إرهابية محددة من أجل اتهام مشبوه في جريمة ما، وليس عليهم إلا إظهار أن الشخص المشبوه كان ينوي دعم أو الانضمام إلى جماعة صنفتها الحكومة بأنها إرهابية». وتابعت: «في الولاياتالمتحدة، أثبت هذا النهج فاعليته في التصدي لسفر الراغبين في القتال بالخارج»، علماً ان السلطات الأميركية اعتقلت 64 فرداً بين كانون الثاني (يناير) 2014 وأيلول (سبتمبر) 2015 لمحاولتهم الانضمام ل «داعش» أو تنفيذ نشاطات تتعلق بالإرهاب وعلى علاقة بالتنظيم. ويتزامن كشف الوثيقة مع تجدد النقاش حول كيفية الموازنة بين الأمن والخصوصية في الولاياتالمتحدة، وتجدد التدقيق في الأخطار الأمنية الخاصة ببرنامج لإسقاط شرط نيل تأشيرة سيسمح لمواطني معظم الدول الأوروبية بزيارة الولاياتالمتحدة من دون قيد أو شرط. على صعيد آخر، بلغت أعمال تخريب المساجد والتهديدات ضد المسلمين مستويات غير مسبوقة في الولاياتالمتحدة بعد اعتداءات باريس. وغذى ذلك تشدد اليمين وسط حملة الانتخابات الرئاسية الجارية. واوضح ابراهيم هوبر، الناطق باسم مجلس العلاقات الاميركية - الاسلامية، اكبر جمعية مسلمة للحريات المدنية، «ان هذا الأمر حصل خلال فترة قصيرة جداً، ما يجعله غير مسبوق»، مشيراً الى ان «تعديات كثيرة حصلت بعد اعتداءات 11 أيلول 2001، لكن ظهر في المقابل دعم كبير لمجموعة المسلمين، وهو ما لا نراه اليوم». وسجل المجلس منذ 13 الجاري عشرات الحوادث المعادية للإسلام بينها إطلاق نار على مسجد ميريدن في كونيتيكت، وتخريب في مركز اسلامي في بفلوغرفيل بولاية تكساس، ورسوم غرافيتي صورت برج إيفل رمزاً لاعتداءات باريس على جدار مركز إسلامي في أوماها بولاية نبراسكا. وشهدت تكساس وحدها ستة تعديات حيث جرى تحطيم الاضواء الخارجية والباب الزجاجي لمسجد لابوك. وتلقى المركز الاسلامي في كوربوس كريستي تهديداً دعا رواده الى اعتناق المسيحية «قبل فوات الاوان». وفي ارفينغ، تجمع متظاهرون امام مركز اسلامي تنديداً ب «أسلمة اميركا». كما دخل رجل بملابس عسكرية يحمل حقيبة ظهر كبيرة وعلماً اميركياً مسجداً في سان انتونيو، وشتم مصلين. وحملت هذه الحادثة مدرسة تابعة للمسجد على تعليق الدروس ومراجعة اجراءاتها الامنية. كما أكد المجلس تعرض منزل زوجين مسلمين لإطلاق نار في أورلاندو بفلوريدا، والقول لمحجبة انها «ارهابية» في سينسيناتي في أوهايو، فيما قام راكب سيارة أجرة بضرب وتهديد السائق الاثيوبي المسيحي لاعتقاده انه مسلم، في شارلوت في نورث كارولاينا.