أبدت مقدونيا موافقتها المبدئية على مواصلة بقاء مئات عدة من الجنود الأطلسيين في أراضيها، فيما سعى نواب مقدونيون الى عرقلة تنفيذ اتفاق السلام من خلال عرضه على الاستفتاء العام. وأفادت الصحف الصادرة في سكوبيا أمس، ان الضغوط التي مارسها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون الذي زار مقدونيا أول من أمس، أفلحت في حصوله على وعد من الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي باستمرار بقاء ما بين 250 و350 من جنود الحلف في مقدونيا، للانتشار في المناطق التي كانت مسرحاً للمواجهات، وذلك من أجل حماية خبراء منظمة الأمن والتعاون الأوروبية الذين سيراقبون تطبيق الطرفين المقدوني والألباني اتفاق السلام. وأشارت صحيفة "دنيفنيك" المقدونية الى ان طلب روبرتسون تضمن أيضاً "زيادة عدد الجنود المتفق عليه مبدئياً، اذا حصلت مشكلات تتطلب ذلك". لكن الحكومة المقدونية لا تزال مصرة على انتهاء مهمة القوات الاطلسية الحالية في مقدونيا ضمن موعدها المحدد، وان اي وجود آخر ينبغي أن يكون من خلال اتفاق جديد. وكانت المصادر الحكومية في سكوبيا، أكدت ان المسؤولين وزعماء الأحزاب المقدونية يتعرضون الى ضغوط غربية كبيرة، من اجل تغيير موقفهم المعارض لتمديد الوجود العسكري لقوات الحلف الأطلسي. ومن جهة أخرى، أكد روبرتسون اثناء لقائه بالمسؤولين المقدونيين ضرورة صدور قانون العفو العام عن المقاتلين الألبان في موعد أقصاه 26 الشهر الجاري، وان تنتهي كل الاجراءات المتعلقة باتفاق السلام المقدوني - الألباني مع بداية تشرين الأول اكتوبر المقبل. كما أعرب الأمين العام للحلف الأطلسي عن استيائه من محاولات وضع عدد من التعديلات الدستورية المهمة في عهدة الاستفتاء الشعبي العام. ووصف روبرتسون هذه المحاولات التي يقوم بها نواب مقدونيون بأنها ترمي أصلاً الى "عرقلة التصديق الكامل على اتفاق السلام، والتهرب من تنفيذ كل بنوده". ويذكر ان البرلمان المقدوني سيبحث غداً الاثنين عرض عدد من التعديلات الدستورية على الاستفتاء العام، بناء على طلب مجموعة من النواب أكدت انها "تضر الشعب المقدوني، وينبغي ألا يتحمل البرلمان مسؤولية اتخاذ قرار خطير في شأنها". ويتطلب عرض هذه التعديلات على الاستفتاء العام موافقة 61 نائباً من بين 120 مجموع اعضاء البرلمان على سحبها من مناقشات البرلمان لتصبح الموافقة عليها منوطة مباشرة بالناخبين. وعلى صعيد آخر، أعلن مسؤولو الحلف الأطلسي في مقدونيا انهم جمعوا 1276 قطعة سلاح من المقاتلين الألبان في المرحلة الثانية من عملية "الحصاد الأساسي"، في حين كان جُمع في المرحلة الأولى 1194 قطعة، وبقي حوالى 830 قطعة ليتم جمعها في وقت لاحق من الشهر الجاري.