فرقت الشرطة المقدونية متشددين تظاهروا أمام مداخل البرلمان، ما أدى الى تأخر بدء جلساته الخاصة بالتعديلات الدستورية، فيما صادق الرئيس بوريس ترايكوفسكي على اعلان الحلف الاطلسي جمع ثلث اسلحة المقاتلين الألبان، ودعا البرلمان الى التصديق على التعديلات لوضع حد للحرب. وضع آلاف المتشددين المقدونيين الحواجز منذ صباح أمس عند المداخل الثلاثة للبرلمان المقدوني في سكوبيا، ومنعوا النواب من الدخول، ما أدى الى تأخر جلساته المخصصة لمناقشة التعديلات الدستورية التي وردت في خطة التسوية السلمية المقدونية الألبانية. واعتبر المتظاهرون ان التعديلات الدستورية المقترحة، فرضتها الدول الغربية على المقدونيين، ورفعوا شعارات وصفت الحلف الاطلسي بالنازية وطالبت بمغادرته الأراضي المقدونية "لانحيازه الى جانب الألبان". وطالب المتظاهرون بعرض التعديلات على الاستفتاء الشعبي، لأن الدول الغربية "ترغم النواب على التصويت ضد مصلحة الشعب المقدوني". وتدخلت الشرطة وفرقت بعض المتظاهرين لتمكين النواب من دخول البرلمان وبدء المناقشات. وأفيد ان 81 نائباً حضروا وغاب 39. ومعلوم ان تشريع التعديلات الدستورية، يتطلب مصادقة ثلثي اعضاء البرلمان 81 نائباً من 120 ومارست الدول الغربية ضغوطاً شديدة على الحزبين المقدونيين الرئيسين المشاركين في الائتلاف الحكومي لتأييد التعديلات. وأكد الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي ان الحلف الاطلسي أكمل المرحلة الأولى من جمع اسلحة المقاتلين الألبان، وهو ما جعل الشروط مستوفية لبدء البرلمان اجراءاته التشريعية. وجاء هذا القرار، بعدما قدم له قائد قوات الحلف الاطلسي في مقدونيا الجنرال الدنماركي جونار لانج مذكرة اوضحت ان المقاتلين الألبان سلموا اكثر من 1400 قطعة سلاح، وهو ما يزيد على ثلث عدد الأسلحة الذي اتفق عليه بين الحلف والمقاتلين. ودعا المسؤول السياسي للمقاتلين الألبان علي أحمدي كلاً من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي الى ضمان موافقة البرلمان المقدوني على ما تضمنته خطة السلام في مقدونيا. وحذر من ان معارضة النواب المقدونيين لبنود الاتفاق ستؤدي الى تدمير العملية السلمية. وتعهد أحمدي بمواصلة التزام المقاتلين الألبان بكل ما يتطلب منهم تنفيذه من الاتفاق. وتشمل التعديلات الدستورية التي تنتظر تشريعاً برلمانياً يتوقع ان يصدر آخر الأسبوع الجاري، الاعتراف باللغة الألبانية لغة رسمية ثانية خصوصاً في المناطق ذات الغالبية من السكان الألبان ومنح تلك المناطق ادارة ذاتية اضافة الى زيادة تمثيل الأقلية الألبانية في الوظائف الحكومية وأجهزة الشرطة والأمن. وسيتوقف تنفيذ المرحلة الثانية من جمع أسلحة المقاتلين الألبان، التي حدد لها ان تبدأ الاثنين المقبل، على النتائج الايجابية التي يتخذها البرلمان في ضوء تسليم اسلحة المرحلة الأولى التي اعتبرت مستوفية الشروط المطلوبة منها. وعلى صعيد آخر، أقام المئات من المقدونيين الحواجز على الطرق المؤدية الى المعابر الحدودية مع كوسوفو، ومنعوا وصول الامدادات الى قوات حفظ السلام كفور في الاقليم. ودعا الحلف الاطلسي الحكومة المقدونية الى منع المتشددين من مواصلة عرقلة عمل قوات حفظ السلام في كوسوفو.