} شددت قوات حفظ السلام الدولية إجراءاتها لاعتقال المقاتلين الألبان الذين يحاولون التسلل من مقدونيا الى كوسوفو، فيما أخفق متشددون مقدونيون في عرقلة عملية الأطلسي لجمع الأسلحة التي دخلت يومها الثاني امس. اعلن هاوارد رودز الناطق باسم قوات حفظ السلام بقيادة حلف شمال الأطلسي، انه اعتقل امس، 35 ألبانياً للاشتباه في كونهم من المقاتلين في مقدونيا، ليرتفع بذلك عدد المحتجزين الألبان الى اكثر من 180 شخصاً منذ الجمعة الماضية. وأوضح ان هذه الاعتقالات جرت اثناء محاولة المشتبه بهم عبور الحدود الى اقليم كوسوفو في شكل غير مشروع "إلا انه لم تكن في حوزتهم اسلحة أو ذخيرة". وأضاف رودز: "إنها اشارة طيبة إذا كانوا من اعضاء جيش التحرير الوطني لألبان مقدونيا وتوقفوا عن القتال وبدأوا يخرجون من منطقة الحرب". وأشار الى أن قوات "كفور" العاملة في كوسوفو اعتقلت 785 البانياً اشتبهت في انهم من المقاتلين في مقدونيا، منذ بداية حزيران يونيو الماضي عندما سيرت دورياتها على طول الحدود. والى ذلك، أفاد ناطق آخر باسم قوات حفظ السلام، انه لا توجد ادلة على ان المقاتلين يهرّبون اسلحة الى كوسوفو كي لا يجمعها الحلف الأطلسي في مقدونيا، وأضاف: "يبدو انه جرى حلهم، وسمح قادتهم لهم بالعودة الى الوطن كوسوفو بعدما تركوا اسلحتهم في مقدونيا". وجاء ذلك في وقت واصلت قوات الحلف الأطلسي لليوم الثاني امس، مهمة "الحصاد الأساسي" لجمع اسلحة المقاتلين الألبان بإشراف جنود بريطانيين وفرنسيين، وامتدت العملية من شمال مقدونيا الى المرتفعات المطلة على مدينة تيتوفو. وأكد الناطق باسم عملية "الحصاد الأساسي" الكومندان الكس ديك، انه جمع في اليوم الأول 350 بندقية آلية، إضافة الى مدافع هاون ورشاشات ثقيلة وذخيرة، ونقلت الى موقع خاص للحلف جنوبمقدونيا، تمهيداً لنقلها الى اليونان وتدميرها هناك. ووصف ذلك في مؤتمر صحافي في سكوبيا بأنه "نجاح يبعث على الارتياح"، وأعرب عن امله في جمع ثلث 1100 قطعة الأسلحة لدى المقاتلين الألبان، المقدّر عددها الاجمالي بنحو 3300 قطعة، قبل يوم الجمعة المقبل. ومعلوم ان الحلف الاطلسي اتفق مع رئيس البرلمان المقدوني ستويان اندوف على بدء جلسات البرلمان في شأن التعديلات الدستورية الخاصة باتفاق التسوية السلمية، بعد جمع ثلث الأسلحة. ولا تزال الحكومة المقدونية تعترض على هذا العدد وتعتبره ضئيلاً جداً بالنسبة الى تقديراتها التي تزيد على ستين ألف قطعة سلاح. والتقى مسؤولون في الحلف مع الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي، في محاولة لحل الخلاف في شأن كمية الأسلحة. ويتوقع ان يصل الأمين العام للأطلسي جورج روبرتسون الى سكوبيا اليوم، للاسهام في ايجاد حل للخلافات القائمة بين الحكومة المقدونية ومسؤولي الحلف، اضافة الى ان روبرتسون سيتفقد سير عملية "الحصاد الاساسي". ووصفت صحيفة "دنيفنيك" المستقلة الصادرة في سكوبيا امس، ما سلّمه الألبان من اسلحة بأنه "يصلح للمتاحف فقط". وأوضحت ان الاسلحة التي سلّمت كانت في غالبيتها صينية الصنع وعادية جداً من النوع الذي كان سرق من مستودعات الاسلحة في ألبانيا، "وليس الأسلحة الحديثة التي استخدمها الارهابيون في مقدونيا". يذكر ان مجلة بريطانية متخصصة في شؤون الدفاع رجحت ان يكون في حوزة المقاتلين الألبان في مقدونيا 8700 قطعة سلاح موزعة كالآتي: 8 آلاف بندقية متنوعة، و250 رشاشاً ثقيلاً و200 بندقية قنص ونحو 200 مدفع هاون و50 قاذفة صواريخ فردية بعضهامن طراز "ستينغر" الأميركي التي يمكن استخدامها ضد الطائرات والمروحيات. وفي محاولة لإعاقة عملية جمع الأسلحة، اقام المئات من المقدونيين حواجز لمنع القوات المقدونية من سحب مدفعيتها الثقيلة من مناطق المواجهات في مرتفعات تيتوفو، وهو احد شروط تسليم الألبان لأسلحتهم. وزار مقدونيا امس وزير الدفاع الفرنسي آلان ريشار والتقى نظيره المقدوني فلادو بوتشكوفسكي، وتفقد الجنود الفرنسيين العاملين في مهمة "الحصاد الأساسي".