الدمام - "الحياة" - لا يختلف حال المنتخبات العربية كثيراً ضمن المجموعة الأولى الحديدية من التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة لمونديال 2002 في كرة القدم عنها في المجموعة الثانية تجاه تراجع نتائجهم، ما يهدد حظوظهم في التأهل بالتلاشي كلياً، فهل ينقذ المنتخب السعودي ماء وجه كرة القدم العربية، ويجنب الجماهير بحسرة وألم وعتب مقولة "وداعاً يا عرب". ولعل خسارة "الأخضر" ودياً اخيراً في الدمام امام منتخب الامارات، اكدت ان نقاط ضعف المنتخب اكثر من نقاط قوته، وهو ما ظهر جلياً في مبارياته الثلاث في التصفيات حتى الآن بتعادل مع البحرين 1-1 في الرياض، وخسارته امام ايران 2- صفر في طهران، فوز باهت على العراق 1- صفر في المنامة. ويطرح الاسئلة التالية اذذاك اين تميزه وتفرده؟ اين مواهبه ومهاراته الفردية والجماعية؟... وهل سيتمكن من قهر جماهير ورطوبة وامطار وطموحات منتخب تايلند في بانكوك في مباراتهما المقررة بعد غد؟ شكوك ان وضع المنتخب السعودي لا يبعث على الاطمئنان ابداً، حتى لو كان مدربه ناصر الجوهر مطمئناً، لأنه لم يعد يلعب كرة قدم حقيقية، وبات يعتمد على سمعته السابقة وعامل الحظ ونتائج الآخرين، ما يعكس صورة عدم قدرته على التحكم بمصيره ويجسد بالتالي طموحات الجمهور وتطلعاته. وحسابياً، فقد "الأخضر" نقطتين على ارضه و3 نقاط خارج ارضه، قبل ان يكسب 3، ما يعني ان مجموع ما فقده في ثلاث مباريات هو 5 نقاط في مقابل كسبه 4، فهل هذا كافٍ؟، والى متى سيستمر التأرجح بين الواقع والتمنيات؟ تأثيرات ولا ننكر في هذا الاطار ان غياب عدد من الدوليين اثر على اداء المنتخب، لكن اين كانت الاندية ما بين حقبة التألق بين 9419 و 1998في تهيئة البدلاء المناسبين في هذا الظرف الصعب؟ لا نريد ان ننبش في الاخطاء التي وقع فيها المنتخب بقيادة المدرب اليوغوسلافي سلوبودان سانتراش ثم الجوهر، ان لجهة اسلوب الاداء الذي افتقد الروح القتالية العالية والحماسة، باستثناء المباراة امام ايران، والتي تعرض فيها المنتخب لظلم فاضح، وخصوصاً عبر ركلة الجزاء غير العادلة التي احتسبت ضده، لكن ماذا نقول عن ادائه العقيم امام البحرين او حتى امام العراق حيث لم يكن وضعه الفني مرضياً. ويبقى ان تأهل "الأخضر" امر ملح وضروري، اذ انه في حال الغياب سيحتاج الى فترة زمنية طويلة لاستعادة هيبته وقدراته المتفوقة. وفي السياق ذاته، زاد الخشية من عدم تأهل اي منتخب عربي للنهائيات تراجع نقاط قوة المنتخب البحريني في مباراته الاخيرة على ارضه امام تايلاند والتي اسفرت عن تعادله معه 1-1، علماً ان بدايته كانت قوية بتعادله مع السعودية، وفوزه على العراق 2- صفر. وهو عكس صورة افتقاده قدراته الفنية العالية ومهارات لاعبيه الفردية، ما جعله منتخباً غير متوازن فنياً. ومن حق جماهيره بالتالي ان تستاء وتحزن لدى رؤيتها منتخبها يفقد نصف قوته، في وقت ضرب فيه منتخب ايران بقوة بفوزه على العراق 2-1. ويطرح السؤال نفسه، هل سيتمكن هذا المنتخب من الفوز على ايران في المباراة المقبلة في طهران وينتزع صدارة المجموعة برصيد 8 نقاط.اما الجواب فمتروك لارض الملعب، على رغم ان افضلية ايران اكبر، علماً انه يجب على البحرين ان تلعب باسلوب مختلف كلياً عنه في مباراتها السابقة امام تايلاند في حال ارادت الا تذهب احلامها في التأهل في مهب الريح. ويبقى العراق متأرجحاً بين القمة والسفح على صعيد الاداء والنتائج، فتارة يهزم تايلاند باربعة اهداف، وطوراً تتعاقب خساراته امام البحرين صفر-2، والسعودية صفر-1 وايران 1-2، فكيف يمكن لنا ان نضع منتخباً هذا حاله في حسابات المتأهلين؟ وامام عروض المنتخبات العربية البعيدة من الجوانب الفنية، فان المنتخبات العربية لم تقدم الا كرة تعيش على التمنيات والاحلام الوردية، فهل سيتغير حالها؟ العتيبي من جهة اخرى، لن يتمكن مرزوق العتيبي الذي تم اختياره ضمن التشكيلة التي ستمثل المنتخب في المباراة المقبلة المرتقبة امام تايلاند من الانتظام في التدريبات الجماعية لمدة لا تقل عن اسبوع كامل، وبالتالي لن يكون ضمن اللاعبين المختارين لتمثيل المنتخب في هذه المباراة. وكان مدرب "الأخضر" الجوهر اشرك في حصته التدريبية الاخيرة قبل يومين علي الحسن اليامي ومحمد الشلهوب ضمن التشكيلة الاساسية التي واجهت الاحتياطيين، وظهر تركيزه على الظهير الايمن محمد شلية للعب بدلاً من احمد الدوخي، ما عكس احتمال حدوث تغييرات عدة، خصوصاً ان سامي الجابر اضطلع بدور لاعب خط الوسط المساند للمهاجمين في التدريبات الاخيرة، في حين يتوقع ان يحتفظ الجوهر بورقة عبدالله الشيحان للشوط الثاني. يذكر ان العتيبي اصيب في تمرين الاثنين الماضي في مفصل قدمه الأيمن، وجاءت اصابته بعد اعلان استبعاد اربعة عناصر هم طلال المشعل، صالح الصقري، مبروك زايد، ومناف ابو شقير. وعموماً، اكد الجوهر حسن استعداد منتخبه للقاء تايلاند، مشيراً الى ان الحسابات لا بد إلا ان تتم على قاعدة حصد نقاط كل المباريات المقبلة من دون النظر الى نتائج المنتخبات الاخرى. وكانت بعثة المنتخب السعودي غادرت امس الاول الى بانكوك بعدما ادى اللاعبون تدريبهم الاخير على استاد الأمير محمد بن فهد. وكان الجوهر استدعى هذا الاسبوع ثلاثة عناصر هم: محمد الدعيع ومحمد الشلهوب اللذين شاركا في لقاء الامارات الودي، والظهير الايسر اسامة برناوي.