بات التأهل إلى النهائيات الحلم المفضل بالنسبة لجماهير وطننا الحبيب السعودية التي لم تعتاد غياب (أخضرها) عن المونديال منذ تأهله الأول إلى نهائيات كأس العالم عام 1994 في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أتبعها في فرنسا 1998 وكوريا الجنوبية واليابان 2002 وألمانيا 2006. اللافت أن منتخبنا لطالما انتهج أسلوباً صعباً سار عليه في 3 من أصل 4 مرات بلغ من خلالها المونديال، حيث كان يخوض التصفيات النهائية بخطى (متعرجة) قبل أن يصحو في منتصف التصفيات ثم يخطف بطاقة التأهل في الجولة الأخيرة. وكانت البداية في التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال 1994 والتي أقيمت بطريقة التجمع في الدوحة حيث اكتفى بفوز وحيد على كوريا الشمالية 2-1 مقابل 3 تعادلات أمام اليابان وكوريا الجنوبية والعراق، وما رافق ذلك من مستوى متذبذب كان من خلاله شبح الخروج يهدد السعوديين كثيراً. لكن لاعبي العصر الذهبي آنذاك استطاعوا في الجولة الأخيرة تحقيق الفوز على المنتخب الإيراني 4-3 والتأهل للمرة الأولى إلى النهائيات. وتكرر المشهد في تصفيات مونديال 1998 التي أقيمت بنظام الذهاب والإياب، فتعرض المنتخب السعودي لنكسات عدة لعل أبرزها التعادل مع نظيره الإيراني 1-1 في طهران، والخسارتين المتتاليتين أمام الصين صفر-1 في بكين، والكويت 1-2 في الكويت، ثم التعادل مع الصين 1-1 في الرياض، لتأتي مباراة قطر الأخيرة في الدوحة والتي كان فوز العنابي فيها يؤهله إلى مونديال فرنسا للمرة الأولى في تاريخه، إلا أن المنتخب السعودي استطاع الفوز بهدف وتحقيق التأهل الثاني على التوالي ومن الدوحة أيضاً. وفي تصفيات المونديال الذي أقيم في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، كان المشوار الأصعب إذ انتظر السعوديون الجولة الأخيرة للمرة الثالثة للتأهل، لكن هذه المرة مع خدمة كبيرة من منتخب البحرين. وسجل (الأخضر) بداية سيئة بتعادله على أرضه مع البحرين 1-1، ثم خسر بهدفين نظيفين أمام إيران في طهران، ما أدى إلى إقالة المدرب الصربي سلوبودان يانتراتش وتعيين ناصر الجوهر بديلاً. ورغم الفوز على تايلاند 3-1 في بانكوك، والعراق 1-صفر و2-1، فان التعادل أمام إيران في جدة 2-2 أجل الحسم إلى الجولة الأخيرة وهو ما جعل موقف (الأخضر) صعباً كونه كان يتخلف بفارق نقطة عن المنتخب الإيراني وكان يتعين عليه الفوز على تايلاند في الرياض وانتظار المفاجأة في المنامة وهو ما حدث تماما ففازت السعودية 4-1 وخسرت إيران أمام البحرين 1-4. أما في تصفيات مونديال ألمانيا 2006، فشهدت خروج (الأخضر) عن القاعدة وخطف بطاقة التأهل في الجولة ما قبل الأخيرة من التصفيات بتغلبه على أوزبكستان في الرياض بثلاثة أهداف دون مقابل، قبل أن يعود لعادته في التصفيات الحالية بعدما تعرض لسلسلة هزات اضطرته للانتظار لجولة الحسم اليوم.