110 دقائق لعب فعلية فقط خاضها المنتخب السعودي في مشواره ضمن تصفيات المجموعة الآسيوية الاولى المؤهلة لمونديال 2002، اي ما يمثل نسبة 17 في المئة فقط من عدد دقائق المباريات السبع التي خاضها الاخضر حتى الآن 630دقيقة. واستحق "الاخضر" بالتالي لقب منتخب الشوط الواحد بعدما تألق لاعبوه في الشوط الثاني فقط من مباراتهم امام تايلاند وسجلوا ثلاثة اهداف، وفي الشوط الاول من مباراة الذهاب امام العراق وفي 20 دقيقة من مباراة الاياب امام ايران، حين سجل هدفاً واحداً، في حين لم تتبدل هذه الحال في المباراة الاخيرة امام العراق ذاته اياباً على رغم تغلبه عليه 2-1، اذ اضاع السعوديون فرصة تحقيق فوز كاسح يتناسب مع معطيات تسجيله هدفاً سريعاً ومباغتاً في الدقيقة الاولى من طريق المهاجم "الرصاصة" عبدالله الشيحان، بعدما نهج اسلوب لعب يهدف الى الحفاظ على النتيجة من دون التفكير في زيادة الغلة. وعكس اسلوب لعب "الاخضر" عموماً تجاهل لاعبيه تعليمات المدرب ناصر الجوهر في تفادي التمريرات العالية غير المجدية غالبية فترات المباراة باعتبارها تريح العراقيين ذوي القامات الممشوقة، علماً انها لا تفيد المهاجمين السعوديين نفسهم ذوي القامات القصيرة على غرار الشيحان ومرزوق العتيبي. وأكد لاعب خط وسط المنتخب حسين عبدالغني نفسه هذا الواقع، حين قال: "لم ينفذ اللاعبون تعليمات الجوهر خصوصاً بعد تسجيل الهدف". تشكيلة جديدة وعموماً، فوجىء السعوديون بتضمن لائحة تشكيلة المنتخب اربعة لاعبين شاركوا اساسيين للمرة الاولى في التصفيات، وفي مقدمهم حارس القرن في آسيا محمد الدعيع، الذي حل بدلاً من الموقوف محمد الخوجلي. وهو أكسب الدعيع ثقة الجماهير، الذين لمسوا اهمية الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها في الدقائق الاخيرة خصوصاً حين تصدى بقدمه لكرة عماد راضي. وبدوره، نجح "القصير الماكر" محمد الشلهوب في فرض حضوره القوي بعد غياب قصري عن المباريات بسبب الاصابة، وأعاد عرضه الممتاز تجسيد صورة تألقه الكبير في بطولة كأس الامم الآسيوية العام الماضي في لبنان، وهو مرر كرة الهدف الاول للشيحان. في المقابل، حصد لاعبا المنتخب الجديدان الآخران عمر الغامدي والعتيبي الفشل، علماً ان الاول، الذي يتميز بحسن تأديته المهمات الدفاعية، كان شارك بدلاً من ابراهيم ماطر في مباراة واحدة في التصفيات امام البحرين، وهو بدا بعيداً عن اجواء المباراة، وظهر عليه نقص اللياقة. اما العتيبي فلم تكن حاله افضل من بديله عبيد الدوسري، الذي واجه اخيراً انتقادات واسعة من قبل الجماهير السعودية التي لامته على تواضع ادائه، واهداره لفرص سهلة. من جهة اخرى، واصل عبدالله الواكد تقديم العروض الممتازة في خط الوسط، ما أكد واقع اعتباره احد الركائز الاساسية في صفوف المنتخب، لكن السعوديين سيشعرون بالتأكيد بغصة غيابه عن المباراة التالية امام تايلاند بسبب نيله بطاقتين صفراوين، وهو ما وافق الجوهر عليه بقوله: "كنت اشعر ببعض الانزعاج خوفاً من ان ينال الواكد البطاقة الصفراء الثانية. لا أنكر اننا سنفتقد لاعباً من طراز رفيع، لكن المنتخب لا يقف عند لاعب واحد". كما ان الواكد بدوره بدا منزعجاً من الغياب "حرصت على عدم تلقي البطاقة لكن ظروف المباراة تستدعي الالتحام القوي". وسار عبدالله سليمان وحسين عبدالغني وسعد الدوسري على طريق الواكد ذاتها في تقديم العروض الجيدة، في حين استحق الشيحان لقب "المنقذ" لتسجيله الهدفين الغاليين، مستفيداً من سرعته الكبيرة واجادته فنون المراوغة والتسديد بواسطة القدم اليسرى، في حين ان القدم اليمنى معطلة لديه بشكل كبير. وفي المجموعة ذاتها، حققت ايران فوزاً ثميناً على تايلاند بهدف وحيد سجله علي رضا وحيدي في الدقيقة 32، ورفع رصيده الى 12 نقطة في المركز الثاني في ترتيب المجموعة برصيد 12 نقطة وبفارق نقطتين خلف السعودية التي خاضت مباراة واحدة. وترافقت هذه المباراة مع خوض مهاجم منتخب ايران وهرتا برلين الالماني علي دائي 32 عاما مباراته الدولية المئة، والتي بلغ رصيد اهدافه فيها 76 منها اربعة في الدور الثاني من التصفيات الحالية وثلاثة منها في مرمى السعودية ذهاباً واياباً، وهو على بعد 7 اهداف من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم المجري الشهير فيرينك بوشكاش 83 هدفا في 84 مباراة دولية. وقدم المنتخب الايراني عرضاً جيداً لا يعكس النتيجة التي انتهت اليها المباراة اذ كان في امكانه تسجيل نتيجة كبيرة لكن التسرع امام المرمى التايلاندي حال دون ذلك. ودية وفي اطار استعدادات الجولة التالية من تصفيات هذه المجموعة، تغلب منتخب البحرين على نظيره قطر الاولمبي بهدف وحيد سجله سلمان عيسى في الدقيقة 75 في مباراة ودية اقيمت في المنامة. وتلتقي البحرين مع تايلاند في 13 الجاري في بانكوك، علماً انها خرجت من المنافسة على المركزين الاول والثاني، اللذين انحصرت المنافسة فيهما بين السعودية وايران. المجموعة الثانية ينتظر اكثر من مليار صيني بفارغ الصبر انتهاء مباراة منتخب بلادهم مع نظيره العماني اليوم البدء بالاحتفالات بتأهله للمرة الاولى في تاريخه لنهائيات المونديال، علماً انه يحتاج الى نقطة واحدة فقط لتحقيق هذا الهدف في ظل تصدره الترتيب برصيد 13 نقطة من 5 مباريات 4 انتصارات وتعادل امام الامارات 10. وتعتبر لعبة كرة القدم الاكثر شعبية في الصين، حيث يتابع الصينيون بشغف احداثها في مختلف دول العالم، وخصوصاً في البطولات المحلية الاوروبية، كما ان دوري المحترفين في الصين يضم عدداً كبيراً من اللاعبين الاجانب من اوروبا واميركا الجنوبية.