أعلن العراق ان دفاعاته الجوية أسقطت طائرة "تجسس" اميركية من دون طيار، فوق منطقة البصرة، في حادث هو الثاني خلال اسبوعين. وعرض التلفزيون العراقي مشاهد لحطام الطائرة، فيما أكد الجيش الأميركي "اختفاء" طائرة استطلاع أميركية فوق جنوبالعراق. واعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي في بيان ان طائرة من طراز "بريديتور ار. كيو - 1 بي" تابعة لسلاح الجو الأميركي، وتحلق من دون طيار "اختفت صباح اليوم أمس بينما كانت في مهمة روتينية، في اطار مراقبة منطقة الحظر الجوي جنوبالعراق". وأضافت ان "الطائرة قد تكون تحطمت أو اسقطت". وأكدت ان البنتاغون لا ينوي السعي الى استعادة الحطام، موضحاً ان خسارة الطائرة لن تطاول التكنولوجيا الحساسة. وأفاد مسؤول عسكري طلب عدم كشف هويته ان الاتصال بالطائرة انقطع بينما كانت تحلق قرب مدينة البصرة، وقال الأميرال كريغ كويغلي الناطق باسم البنتاغون ان "الوضع شبيه جداً بما حدث قبل اسبوعين". وكانت "وكالة الأنباء العراقية" نقلت عن ناطق عسكري في بغداد تأكيده "اسقاط طائرة تجسس اميركية ثانية ثأراً لشهداء العراق العظيم وفلسطين الحرة". وزاد انها "كانت آتية من الكويت، وكان العدو الأميركي يستخدمها لتأمين المعلومات لطائراته عن منشآتنا وأهدافنا الحيوية وتشكيلات دفاعنا الجوي، وهي تحمل اجهزة استطلاع متطورة جداً". وفي الكويت اعترف مصدر عسكري ب"فقدان الاتصال مع طائرة بريديتور" بعد نحو 45 دقيقة من اقلاعها من حاملة الطائرات الأميركية "كارل فينسون" في مياه الخليج. وكان العراق أعلن في 27 آب اغسطس الماضي اسقاط طائرة استطلاع اميركية في الجنوب، واعترفت وزارة الدفاع الأميركية بفقدان طائرة من دون طيار في العراق، من دون أن تستبعد اسقاطها. ونقلت صحف بغداد أمس عن مصدر عسكري ان العراق يمكنه الآن، بعد تحديث دفاعاته الجوية، اصابة طائرات اميركية وبريطانية "بنجاح". وجاء اسقاط الطائرة الثانية بعد جهود متزايدة في الأسابيع الأخيرة من الطائرات الحربية الأميركية والبريطانية لمهاجمة الدفاعات الجوية العراقية، بهدف الحد من فاعليتها. كما جاء بعد يوم على قصف الطائرات الأميركية والبريطانية مواقع عراقية خارج منطقة حظر الطيران في منطقة النعمانية 110 كلم جنوببغداد، وهي المنطقة ذاتها التي قصفتها 50 طائرة اميركية في شباط فبراير الماضي، الى جانب مواقع قريبة من بغداد. وذكرت مصادر عسكرية عراقية في عمان ان بغداد عملت لتحسين دفاعاتها الجوية وزيادة فاعلية صواريخها المضادة للطائرات، فركزت قيادة الدفاع الجوي على زيادة مدى صواريخ "سام 2" و"سام 3" الروسية الصنع. ويعتقد أن أنظمة اتصالات حديثة تقول واشنطن ان شركات صينية بنتها خصيصاً للدفاع الجوي العراقي، ساهمت في تحسين وسائل مقاومة الطائرات التي تغير على منطقتي الحظر في جنوبالعراق وشماله. واعترفت واشنطن الشهر الماضي بأن أحد الصواريخ العراقية انفجر قرب احدى طائرات المراقبة الجوية "أواكس".