} تحول ميدان التحرير وحي غاردن سيتي وسط القاهرة امس إلى ثكنة عسكرية انتشر فيهما آلاف الجنود المدججين بأسلحة قمع التظاهرات وعشرات السيارات المصفحة لمنع تظاهرة شعبية تجاوز عددها الألف وتابعها عن قرب آلاف المصريين حاولوا اختراق الحصار للوصول إلى السفارة الاميركية وتقديم مذكرة احتجاج على دعم الولاياتالمتحدة للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. عكس موقف السفارة الاميركية في القاهرة من الوفد الشعبي المصري المناهض لسياسات الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط ضيقاً شديداً من الشعارات الحادة التي وجهها المتظاهرون ضد الرئيس جورج بوش ومواقف بلاده المؤيدة للعدوان الإسرائيلي. ورفضت السفارة استقبال الوفد المكون من أحد عشر شخصاً يمثلون كل الاتجاهات السياسية المصرية داخل مبنى السفارة واكتفت بإرسال نائب السفير رينو هارمش لمقابلتهم في الطريق العام بجوار المقر مباشرة وهو ما اثار ممثلي المتظاهرين الذين اكتفوا بتقديم رسالة التحذير الموجهة إلى بوش وانسحبوا بعد إبلاغ المندوب الاميركي احتجاجهم على الاسلوب المهين في التعامل مع ممثلي الشعب المصري. وضم الوفد رئيس حزب العمل المهندس ابراهيم شكري وعن حزب التجمع الكاتبة فتحية العسال وعن جماعة "الإخوان المسلمين" النائب محمد مرسي وعن الشيوعيين المفكر محمود أمين العالم وعضو المكتب السياسي للحزب الناصري فاروق العشري والنائب السابق أحمد طه ووكيل مؤسسي حزب "الوسط" المهندس أبو العلا ماضي وممثلي اللجنة الشعبية عن الانتفاضة فريد زهران وصلاح عدلي وعادل المشد ومجدي عبدالحميد. وأكدت المذكرة، التي حصلت "الحياة" على نسخة منها، أن "تصاعد القمع الوحشي الإسرائيلي ضد الانتفاضة الفلسطينية ما كان له أن يصل إلى ما وصل إليه من همجية لولا الموقف الاميركي الداعم تماما لسلطات الاحتلال الإسرائيلية". ولفتت المذكرة إلى أن "هذا التأييد المطلق من جانب الولاياتالمتحدة لسلطات الاحتلال الصهيوني العنصري إنما يشكل عداءً سافراً وصريحاً لمصالحها وأمانيها في التحرر والتقدم". وحذرت من أن "الغضب الشعبي العربي لن يترك المصالح الاميركية في المنطقة بمنأى عن هذا الغضب وسيتصدى لها بالدرجة نفسها من العداء".ودار حوار حاد شديد اللهجة بين الوفد الشعبي وممثل السفارة إذ حاول الأخير تأكيد توازن الموقف الاميركي في ملف الشرق الأوسط وهو ما قوبل باستنكار من الوفد . وحمل المتظاهرون الذين احتشدوا في ميدان التحرير لافتات كُتب عليها "شارون قاتل وبوش مُحتل والجهاد هو الحل" و"لا شرعية ولا دولية.. أميركية عنصرية" و"فليرحل سفير المجرمين عن قاهرة الأزهر" و"حزب الله يا حبيب.. روح اضرب تل أبيب". ومنعر الآلاف من أفراد الشرطة اقتراب التظاهرة من السفارة واقوها على بعد عشرات الامتار في حين ردد المتظاهرون هتافات اتسمت بالحدة ومنها "ياسر يا أبو عمار، ارجع تاني لخط النار" و"أحمد يا ياسين، كلنا صلاح الدين" و"أمريكا لمي فلوسك، بكره الشعب المصري يدوسك".