القاهرة - "الحياة" - علمت "الحياة" أن الاجتماع الثلاثي الذي عقد في مقر الخارجية المصرية امس وضم وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر ونظيره الاردني السيد عبدالإله الخطيب ووزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث، توصل الى "ورقة مشتركة" تؤطر الموقف العربي العام الذي سيطرحه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني رئيس القمة العربية في لقائه المرتقب مع الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن. وعقب اللقاء الثلاثي الذي استمر نحو ساعتين قال ماهر للمحررين الديبلوماسيين في الخارجية إن الاجتماع تم بناء على توجيهات زعماء الدول الثلاث الرئيس حسني مبارك والملك عبدالله والرئيس ياسر عرفات. وأكد ماهر أن هذا التنسيق يأتي تحقيقاً للمصلحة الوطنية وخدمة للقضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية. وأشار الى أن التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية واستمرار إسرائيل في سياسة العزل والإغلاق والحصار كانت محل نقاش خلال الاجتماع الثلاثي وتم التشاور في أسلوب مواجهتها. من جهته أكد شعث في تصريحات له في مقر الجامعة العربية أمس ان الاجتماع الثلاثي اسفر عن اعداد رسالة عربية يحملها الملك عبدالله الى واشنطن. وتعليقاً على التفجيرات التي تمت أمس في شمال إسرائيل أكد شعث استحالة وقف العنف من دون اتفاق شامل توقف فيه إسرائيل عدوانها وتواصل عملية السلام، واصفاً الوضع الحالي بأنه مسلسل من العنف تبدأه إسرائيل دائماً، مشيراً الى إدانة الرئيس ياسر عرفات للعنف الموجه للمدنيين سواء كانوا فلسطينيين او إسرائيليين. وقال الخطيب ان الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة "في منتهى الصعوبة وهناك تصعيد خطير"، وأعرب الخطيب عن أمله في أن يكون اجتماع وزراء الخارجية العرب مجالاً ومناسبة لتقديم دعم حقيقي سياسي واقتصادي للشعب الفلسطيني. ورداً على سؤال حول الاجتماع المرتقب بين عرفات ووزير خارجية إسرائيل شمعون بيريز قال شعث إن هذا الاجتماع لن يتم من دون الإعداد الكامل ولن يعقد من دون بحث كل القضايا التي وردت في تقرير ميتشل والقضايا الاساسية. وقال إن الجانب الفلسطيني لن يقبل بعقد هذا اللقاء لمجرد عقده و"لن يحدد المكان والزمان إلا عندما نتأكد أن الاعداد له قد أوصلنا الى نقطة أن هناك تفويضاً حقيقياً من شارون لبيريز وان هناك خطة معدة وان هناك حديثاً عن كل القضايا وعلى رأسها القضايا السياسية". وأوضح أن الإسرائيليين يتحدثون الآن عن كل قضايا ميتشل وأغلب هذه القضايا سياسية وهدفها انهاء الاحتلال الاسرائيلي على الأرض. وحذر من خطورة ما يجري بالنسبة الى القدس من جانب اسرائيل، مشيراً الى أن ما يحدث ليس شيئاً منفصلاً عن التخطيط الذي يجري لكل الارض الفلسطينية، أي عزل القرى والمدن الفلسطينية في كل الضفة الغربيةوغزة. وقال إن "إسرائيل بدأت فعلاً في عزل القدس وكانوا قد بدأوا عملياً بعزل غزة، ولكن عزل القدس هو تنفيذ للخطة الجديدة التي تخلق واقعاً جديداً على الأرض يجب التصدي له بكل الإمكانات وبكل قوة".