زوزو يوسف أحد أبرز عازفي البزق، تتلمذ على يد والده المغني والعازف الكردي الكبير سعيد يوسف مؤلف كتاب "بدائع آلة البزق". وعلى رغم الحضور الذي حققه زوزو كعازف في سورية إلا انه قرر الذهاب الى بيروت في النصف الثاني من التسعينات حيث كانت انطلاقته الحقيقية مع زياد الرحباني الذي ضمه الى فرقته وقدمه في "مهرجانات بيت الدين العام 2000" مع فيروز في اغنيتها المعروفة "لا انت حبيبي ولا ربينا سوى" التي أعاد زياد الرحباني توزيعها، حيث الحضور الطاغي والمذهل لآلة البزق. هنا حوار معه: كيف اكتشفت آلة البزق؟ - في طفولتي كنت مولعاً ب"كرة القدم" وكنت أعود الى البيت دائماً متأخراً. وذات يوم طلب مني والدي المغني والعازف المعروف سعيد يوسف الكف عن الرياضة والاتجاه الى الموسيقى والعزف على آلة البزق مثله، وهو واحد من كبار العازفين عليها. قلت له: "لكن العزف صعب" فقضى ليلة بكاملها يعلمني العزف وفي الصباح كنت أعزف اغنية "بوكي دلالي" الكردية المعروفة. وصرت أعزف لأصدقائي في المدرسة وأشارك في الحفلات المدرسية والعائلية ولم أكن قد بلغت العاشرة بعد. وبعدما رأى والدي ولعي بهذه الآلة، بدأ يدرسني العزف وأشرف على تعليمي المقامات حتى الدراسة الأكاديمية. لماذا قررت الذهاب الى بيروت، وترك مدينتك القامشلي على رغم الشهرة الكبيرة التي حققتها هناك؟ - مللت الحفلات. حيث لا تمييز بين الفن الحقيقي والفن التجاري الرخيص الذي يقدمه عازفون ومغنون يظهرون بين ليلة وضحاها. اخترت بيروت لأنها عاصمة للفن والثقافة ولأنني أعشقها بلا سبب. كان لوالدي منزل قديم في بيروت وكان أسس هناك قبل اندلاع الحرب فرقة نوروز للفن الكردي، سكنت فيه و"بلشت" من الصفر. وعام 1995 نظم مركز تلفزيون "المستقبل" مسابقة للهواة في العزف والتمثيل والغناء شاركت فيها وحصلت على الميدالية الذهبية. وكانت لجنة التحكيم تضم توفيق الباشا واحسان المنذر. وكيف تعرفت الى زياد الرحباني؟ - بعد مشاركتي في المسابقة وحصولي على الجائزة، انهالت الدعوات عليّ للظهور في الكثير من برامج المنوعات والموسيقى في المحطات التلفزيونية اللبنانية. ويبدو أن أحد أصدقاء زياد الرحباني، أعجب بعزفي وسجل معزوفة لي من احدى المحطات وطلب من زياد الرحباني ان يبدي رأيه. ومن حسن حظي انني نلت اعجابه، وذات يوم اتصل بي فنان الكاريكاتير الكردي المعروف سعد حاجو وأخبرني أن زياد الرحباني يريد ان يراني. لم أصدق وبدا الأمر كله وكأنه حلم! ذهبت الى زياد الرحباني، وعزفت له بعض المقطوعات فأعجب بها جداً وطلب مني الانضمام الى فرقته. وقتها أحسست كأنني أولد من جديد، لأنني بصراحة كنت أحلم بالعمل مع هذا الموسيقي العظيم. والعمل مع زياد الرحباني حلم أي عازف بالتأكيد. وشاركت معه في الكثير من الحفلات في بيروت. وكيف كان اللقاء الأول مع فيروز؟ - بعد أربع سنوات من العمل مع زياد الرحباني، وفي العام الفائت أخبرني زياد انني سوف أشارك مع فيروز في "مهرجانات بيت الدين 2000"، كان ذلك قبل ثلاثة أشهر من بدء المهرجانات وكنت أنتظر بفارغ الصبر حلول موعد البروفات للعزف مع فيروز التي كنت أحلم برؤيتها فقط، ولم أكن أتصور انني سأعزف معها. وبالمناسبة قد يتصور البعض ان فيروز لا تضحك، ولا تمزح، على العكس من ذلك فهي انسانة رائعة وبسيطة وتضحك وتمزح وحتى "تنكّت" مع العازفين خلال البروفات. وفيروز تحب البزق جداً، لأن عاصي الرحباني كان يحب العزف على آلة البزق وأبدع العشرات من الألحان من خلال آلة البزق. ولا يزال زياد الرحباني يحتفظ ب"بزق" والده. وعلام اقتصرت مشاركتك مع "فيروز" في "مهرجانات بيت الدين 2000"؟ - شاركت عازفاً في فرقة زياد الرحباني، لكنني شاركت في شكل خاص مع فيروز في أغنية "لا انت حبيبي ولا ربينا سوى" التي أعاد زياد توزيعها. في هذه الأغنية حضور خاص وطاغ لآلة البزق. وقتها طلب مني زياد الرحباني المزيد من التمرين والتدريب لأنه كان يودّ أن يكون العزف قريباً - ولا مجال للمقارنة أبداً - من عزف عاصي الرحباني خلال تسجيل هذه الأغنية للمرة الأولى. وكانت هذه الأغنية للافتتاح ونالت اعجاب الحضور، لكن المهم ان زياد الرحباني كان راضياً وكذلك فيروز. وحتى الآن لا أصدق انني عزفت مع فيروز واشتغلت مع زياد الرحباني، لأن هذا انجاز كبير لي.