دخل وقف النار في مقدونيا حيز التنفيذ، منتصف الليل الماضي بالتوقيت المحلي بعد اعلان الرئىس المقدوني بوريس ترايكوفسكي اتفاقاً بين السياسيين المقدونيين والألبان على اطار عام للتعديلات الدستورية. نقل تلفزيون سكوبيا الرسمي امس عن مصادر حكومية ان اتفاقاً لوقف النار بين المقاتلين الألبان والحكومة المقدونية جاء بموجب تعهد خطي قدمه قائد جيش التحرير الوطني الألباني علي أحمدي الى ممثلين عن حلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية ناتو، اجتمعوا معه في مدينة بريزرين جنوب كوسوفو، حيث اعلن وقف النار "من دون شروط وإلى أجل غير محدد". وذكر التلفزيون ان الممثلين انفسهم التقوا بعد ذلك كلاً من رئيس اركان الجيش الجنرال باندي بيتروفسكي وقائد العمليات العسكرية الجنرال ريستو غاليفسكي، اللذين وقّعا التعهد عن الحكومة المقدونية. وأضاف ان الاتفاق أرسل الى منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا والأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون، اللذين صادقا عليه "كشاهدين ضامنين للتنفيذ". وأكد وزير الدفاع المقدوني فلادو بوتشكوفسكي، ان الأوامر صدرت الى القوات المقدونية التزام الاتفاق كاملاً. ونقلت محطات التلفزيون في سكوبيا عن علي احمدي انه "ابلغ جميع قادة المقاتلين بضرورة تطبيق الاتفاق". وإلى توصل الطرفين السياسيين المقدوني والألباني الى اتفاق في شأن التعديلات الدستورية يقضي وقف النار بانتشار ثلاثة آلاف جندي تابع للحلف الأطلسي في مناطق المواجهات لنزع أسلحة المقاتلين في غضون شهر. ونقلت محطات التلفزيون في سكوبيا عن اوساط حكومية تفاؤلها بأن هذا الاتفاق خطوة ايجابية سيضع حداً لأعمال القتال "لكونه مضموناً ومصادقاً عليه من المجتمع الدولي". وجاء ذلك بعد ساعات من اعلان الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي تحقيق انفراج في المحادثات السياسية مع زعماء الأحزاب الألبانية، والتي شارك فيها المبعوثان الأميركي جيمس بارديو والأوروبي الفرنسي فرنسوا ليوتار. وأوضح ترايكوفسكي ان قادة الاحزاب السياسية المقدونية والألبانية، اتفقوا على أسس جديدة للحوار والبحث في مشروع لتعديل الدستور، يقوم على تحويل مقدونيا "دولة لكل مواطنيها" يضمن حقوق الجميع وينهي الأزمة السياسية. وأعلن الرئيس المقدوني أمس تشكيل لجنة من الخبراء المحليين تضم اثنين من الاختصاصيين المقدونيين المستقلين، وممثلاً عن كل حزب مقدوني أو ألباني مشارك في المحادثات، وتتعاون مع خبراء فرنسيين في الأمور الدستورية وحقوق الانسان. واعتبر الحزبان الألبانيان المشاركان في المحادثات، الديموقراطي والرفاه، ان اعلان الرئيس ترايكوفسكي، يتضمن تعاطياً ايجابياً مع مطالب عدة للألبان، لكنهما اوضحا ان للحزبين "تحفظات في امور لا تضمن وضوحاً في شأن حقوق الألبان، اضافة الى ضرورة ان يكون اي اتفاق ضمن مؤتمر دولي ضامن لحقوق الجميع". وتواصلت الاشتباكات بين القوات المقدونية والمقاتلين الألبان أمس، على كل الجبهات. وتبادل الطرفان نيران الأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون. وشاركت طائرات مروحية حربية حكومية في قصف مواقع المقاتلين.