} أكد الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف ان الحملة القوقازية الثانية اخفقت في تحقيق اهدافها وان الجيش الروسي "تفسخ وانهار"، داعياً الى مفاوضات سلمية تحقق هدنة بين روسيا والشيشان الامر الذي رفضه الكرملين ودعا ناطق باسمه وسائل الاعلام الى الامتناع عن نشر تصريحات مسخادوف. وعادت اخبار الحرب الشيشانية الى تصدر الصحف الروسية لمناسبة الذكرى الخامسة لتوقيع اتفاق خساديورت الذي انهى الحرب الاولى وصادفت يوم امس. وكان اصلان مسخادوف، رئيس اركان القوات الشيشانية آنذاك، وقع مع الجنرال الكسندر ليبيد سكرتير مجلس الامن القومي الروسي الاتفاق الذي نص على ان الطرفين يمتنعان عن استخدام القوة ويعترفان بأن الشيشان. "طرف في القانون الدولي". ولكن الاتفاق الذي اعتبر تكريساً ل"استقلال مشروط" للجمهورية الشيشانية، لم ينفذ وحمَّل كل من الطرفين الجانب الآخر المسؤولية. وشدد مسخادوف في حديث الى صحيفة "كومير سانت" امس على ان الحرب الثانية التي بدأت في آب اغسطس عام 1999، بعد ثلاثة اعوام من توقيع اتفاق السلام، لم يحقق اياً من اهدافها المعلنة، اذ ان القوقاز لم يصبح منطقة هادئة، ولم تعرف المناطق الروسية الجنوبية الاستقرار. وتابع مسخادوف ان الجيش الفيديرالي "منهار ومتفسخ ... وتحول عصابات" بفعل وجود اعداد من المرتزقة الذين يحاربون بأجور. وشدد مسخادوف على ان الجيش النظامي الفيديرالي "لا يعرف من اين تأتيه الضربات او من هو العدو ومن هو الصديق". وقال ان الوضع الحالي يذكر بما حصل عام 1996 عندما فشل هجوم واسع في كسر شوكة المقاومة، ثم سجلت سلسلة هزائم للقوات الفيديرالية اهمها استيلاء الشيشانيين على غروزني ومدن اخرى ما دفع موسكو الى توقيع اتفاق "خساديورت". ودعا مسخادوف الى وقف "الحرب التي لم يعد لها معنى" والشروع في مفاوضات لتوقيع اتفاق السلام. وأعرب سيرغي ياسترجيمبسكي مساعد الرئيس الروسي للشؤون الاعلامية عن اعتقاده بأن نشر تصريحات للقادة الشيشانيين "أمر مرفوض تماماً" وقال ان "الخيار الداخلي" للصحافيين "لا يفعل فعله دائماً" اي انهم ينشرون مثل هذه التصريحات على رغم ان الكرملين طلب منهم الامتناع عن ذلك. ولذا دعا ياسترجيمبسكي الى سن قوانين واضحة للحيلولة من دون ظهور آراء قادة المقاومة في وسائل الاعلام الروسية. ويرى المراقبون ان مثل هذا الاقتراح يمثل اعترافاً واضحاً بأن الحرب يمكن ان تمتد لفترة طويلة حيث انها تقتضي اقرار تشريعات خاصة لمنع مسخادوف وزملائه من عرض آرائهم. وأكد ياسترجيمبسكي ان اتفاق السلام الذي وقع في خساديورت كان "خيانة" من الناحية العسكرية و"مصدر ضرر" من الناحية السياسية، وشدد على ان "التفاوض مع الارهابيين والانفصاليين لا معنى له" وقال ان الطرف الوحيد المخول الحديث مع مسخادوف هو النيابة العامة.