قدم الشيشانيون اقتراحات مهمة لوقف الحرب بينها استقالة الرئيس أصلان مسخادوف والتخلي عن المطالبة باستقلال الجمهورية، واعتبرت موسكو هذه الأفكار "خطوة على الطريق الصحيح". ومع استمرار البحث عن تسوية سلمية، شهدت الشيشان تصاعداً في المواجهة العسكرية. وعلى رغم ان "المركز الفيديرالي" منع الصحافة الروسية من نشر تصريحات القادة الشيشانيين، فإن أسبوعية "أنباء موسكو" نشرت مقابلة مع فاخا ارسانوف الذي انتخب عام 1997 نائباً للرئيس أصلان مسخادوف واختلف معه لاحقاً ثم أصبحت العلاقة بينهما قوية منذ اندلاع الحرب الثانية. وذكر ارسانوف أنه ومسخادوف اتفقا على الاستقالة فور توقيع اتفاق لوقف العمليات العسكرية "لكي يتسنى للشيشانيين انتخاب قيادة جديدة". وأضاف: "إذا أصرت موسكو على رفض التفاوض مع مسخادوف، فإن الشيشانيين مستعدون لاختيار شخص آخر يخولونه التوقيع باسمهم". وتابع ان أشخاصاً "معروفين جداً أو على نطاق محدود" يقومون حالياً بمحاولات لتنظيم مفاوضات يرى الشيشانيون أن هدفها الرئيسي يجب أن يتمثل في انهاء الحرب. وشدد على أن الجانب الشيشاني "مستعد لتقديم تنازلات جوهرية قد تفوق ما يتوقعه الجانب الروسي"، ومن ذلك التخلي عن المطالبة بالاستقلال، شرط موافقة موسكو على عدم مناقشة الوضع القانوني للجمهورية في الوقت الحاضر. وعن احتمال قيام الراديكاليين بمحاولات لنسف أي اتفاق لوقف النار، قال ارسانوف "يجب وقف الحرب بأي ثمن ومن يرفض السلام ينبغي ان يباد أو يطرد من الشيشان". وزاد ان لدى القيادة الشرعية القوة الكافية ل"ممارسة تأثير" على شامل باسايف وخطاب وغيرهما من القادة الميدانيين المعروفين بموقفهم المتشدد، لكنه لم يذكر أن هناك استعداداً لتسليمهم تلبية لمطالب موسكو. وفي أول رد فعل رسمي، قال الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي إن تصريحات ارسانوف "تدل على تطور في الذهنية". وأضاف ان الاقتراحات، خصوصاً البند المتعلق باستعداد القيادة الشيشانية للاستقالة "إن لم يكن خداعاً وإذا كان جاداً فعلاً، فهو خطوة في الاتجاه الصحيح". وزاد ان مسخادوف "لا مكان له" في الترتيبات المستقبلية في الشيشان. وأبدى الناطق الروسي اهتماماً خاصاً بسحب المطالبة باستقلال الشيشان، لكنه رفض عملياً الشرط الذي وضعه الطرف الآخر بتعليق مناقشة هذا الموضوع، مشيراً إلى أنه "لا مكان لحل وسط، فالشيشان جزء لا يتجزأ من روسيا". وعلى الصعيد الميداني، أكدت القيادة العسكرية الفيديرالية ان قواتها شنت هجمات واسعة ضد تجمعات تضم 2000 مقاتل شيشاني في منطقتي فوجاي يورت وفيديفو وتمكنت من قتل 65 مقاتلاً. واعترفت القيادة بستة قتلى وأعداد من الجرحى في صفوف الجيش في مكمن نصب لقافلة تابعة لقوات مكافحة الشغب.