حذر الوسيط الاوروبي الى مقدونيا فرانسوا ليوتار، من ان التوصل الى اتفاق بين الاطراف السياسية المقدونية والألبانية "لا يعني ان كل شيء قد انتهى، لأن التوتر لا يزال مرتفعاً جداً والمواجهات جارية". وقال امس في تصريحات صحافية ادلى بها في منتجع اوخريد حيث تدور المحادثات: "توصلنا الى ما قد يكون نهاية هذه المحادثات، بعد ساعات صعبة جداً وشديدة التوتر، حتى تمكنا من انجاز التقدم الذي حصل". وأوضح ليوتار ان موقف الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة "هو التوصل عبر تعديلات دستورية، لا لوقف النار فحسب، بل لانتشار حلف شمال الاطلسي في المناطق التي تسيطر عليها حركة التمرد وجمع اسلحتها". والى ذلك، اعرب الحلف الاطلسي عن استعداده لارسال حوالى 3 آلاف و500 جندي الى مقدونيا للانتشار خلال 48 ساعة في الاماكن المحدد لها، بعد ابرام اتفاق سلام كامل وموافقة مقاتلي "جيش التحرير الوطني" الألباني على تسليم اسلحتهم. وأعلن الناطق باسم الحلف باري جونسون في سكوبيا امس، ان مهمة الجنود الاطلسيين "ستكون الاشراف على نزع اسلحة المتمردين الألبان". وكان منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، اعلن في اوخريد مساء اول من امس عن توصل الزعماء السياسيين للمقدونيين والألبان الى اطار عام للاتفاق من خلال حل المشكلات العالقة في قضيتي اللغة والشرطة. وتواصلت المحادثات امس لصوغ تفاصيل الاتفاق الذي يتوقع توقيعه في سكوبيا اليوم او غداً الاربعاء. وبموجب ما تم الاتفاق عليه، فإن اجهزة الشرطة والأمن في البلديات والمناطق ذات الكثافة السكانية الالبانية، ستبقى مرتبطة بوزارة الداخلية وبصلاحيات مساوية لأي منطقة مقدونية اخرى، لكن مع زيادة عدد أفرادها من الألبان، في غضون العامين المقبلين، بحوالى ألف شرطي، نصفهم من المقاتلين الذين لا تعترض الحكومة المقدونية عليهم، وهو ما يجعل نسبة الألبان في جهاز وزارة الداخلية 23 في المئة وهي النسبة السكانية للألبان في مقدونيا بموجب الاحصاءات الرسمية من المجموع الكلي لأفراده. ووصف المراقبون الاتفاق الذي تم "بضغوط" من سولانا، بأنه جاء قريباً من الموقف المقدوني، خصوصاً ما يتعلق ببقاء تشكيلات الشرطة والأمن في المناطق الألبانية مرتبطة بوزارة الداخلية، وهو ما بدّد مخاوف المقدونيين من استقلاليتها وتحكم الألبان فيها واستغلالها من اجل الانفصال. اما من ناحية اللغة الألبانية، فإن الاتفاق اعطاها وضعاً مماثلاً للغة المقدونية في الاماكن التي لا يقل عدد المتحدثين فيها عن 20 في المئة من مجموعة سكانها، مع السماح للنواب الألبان بالقاء كلماتهم ومداخلاتهم في الجلسات العامة للبرلمان المقدوني بلغتهم، في حين تبقى المقدونية اللغة الوحيدة لصوغ محاضر البرلمان ووثائقه، اضافة الى مؤسسات الحكومة المركزية والاتصالات الدولية لمقدونيا. ولم يظهر رد فعل امس عن المقاتلين الألبان الذين كانوا وضعوا شرط تلبية اي اتفاق لمطالبهم التي "توفر الحقوق التي يريدها الشعب الألباني، اضافة الى اصدار عفو حكومي عام عنهم، كي يحظى الاتفاق بقبولهم" ويبدو انهم ينتظرون صدور الاتفاق الكامل. هجوم في كوسوفو الى ذلك، افادت قوات حفظ السلام كفور التابعة لحلف شمال الاطلسي امس ان اربعة اشخاص، بينهم صربيان، اصيبوا في انفجار قنبلة في قرية سيرنيتسا الصربية جنوب شرقي كوسوفو. ولم يكشف الناطق باسم "كفور" الذي اعلن ذلك، الخلفية العرقية للشخصين الآخرين المصابين، لكنه استبعد ان يكون الهجوم بدافع تناحر عرقي. وكان فرّ حوالى 180 ألف صربي من كوسوفو، بعد استهدافهم في سلسلة من الهجمات الانتقامية من جانب الألبان منذ انسحاب القوات اليوغوسلافية من الاقليم قبل اكثر من عامين.