خيم التفاؤل امس على محادثات السلام المقدونية، وبدا ان المشاركين قد يتوصلون الى حل غداً الخميس، عقب التقدم البطيء الذي حققوه في قضية اللغة، في حين حمّلت الولاياتالمتحدة المقاتلين الألبان مسؤولية انتهاكات وقف النار. واعلن مكتب الرئاسة المقدونية امس ان محادثات التسوية السلمية التي انطلقت السبت الماضي في المقر الصيفي للرئيس المقدوني في منتجع اوخريد السياحي "بدأت باجتياز معوقات حاجز اللغة، بعدما قدّم الطرفان، المقدوني والألباني، المشاركان فيها تنازلات متبادلة. وأوضح المكتب في بيان نقلته محطات التلفزة في سكوبيا "ان المقدونيين وافقوا على تحدث النواب الألبان بلغتهم في الجلسات البرلمانية العامة بينما تخلى الألبان عن الحديث بلغتهم في المؤسسات الحكومية وخلال المحادثات الدولية. ولا يزال الحوار المكثف مستمراً لتحديد مجالات استخدام اللغة الألبانية ولغات الأقليات العرقية الأخرى، وطريقة الصياغة القانونية لذلك". وأضاف مكتب الرئاسة ان الرئيس بوريس ترايكوفسكي عقد اجتماعات منفصلة مع كل من زعماء الأحزاب المقدونية والألبانية المشاركة في المحادثات في حضور الوسيطين: الأميركي جيمس بارديو والأوروبي الفرنسي فرانسوا ليوتار "تمهيداً لعقد اجتماع نهائي لصوغ اتفاق في شأن اللغة المقدونية الرسمية ومجالات استخدام لغات الأقليات الرئيسية في البلاد". الى ذلك، توقعت محطات تلفزيونية محلية في سكوبيا، نقلاً عن مصادر ديبلوماسية غربية ان تعلن الاتفاق النهائي غداً الخميس الذي يصادف ذكرى مناسبة وطنية للسلافيين المقدونيين. لكن المسؤول السياسي ل"جيش التحرير الوطني" علي احمدي رفض التأييد المسبق لأي اتفاق سلام. ونقلت عنه محطات تلفزيونية انه يريد حلاً سلمياً للأزمة الراهنة، لكنه قال ان قيادة المقاتلين "لن تقبل اي اتفاق لا يضمن استخداماً واسعاً للغة الألبانية. من جهة اخرى، اعربت الولاياتالمتحدة عن عدم ارتياحها الى التصرفات العدائية التي تحول دون استتباب الأمن في مقدونيا. ودان ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية "انتهاكات المقاتلين الألبان الهدنة، بما في ذلك اطلاق النار على موكب وزير الداخلية المقدوني". ووصف هذه الانتهاكات لوقف النار من الجانب الألباني بأنها "محاولة لإجهاض المفاوضات من خلال اعمال العنف الموجهة الى السكان العزّل". وأعرب منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا عن قلقه من الوضع المتوتر في مقدونيا، ودعا الطرفين المقدوني والألباني الى إحراز تقدم في المفاوضات. وذكرت الصحف الصادرة في سكوبيا امس ان المدعي العام المقدوني تقدم بمذكرة الى الجهات القضائية لإصدار امر باعتقال احد عشر شخصاً من قادة المقاتلين الألبان، بينهم المسؤول السياسي علي احمدي "بتهم تتعلق بالإرهاب". واعتبر المراقبون ان المذكرة موجهة أصلاً ضد قوات حفظ السلام كفور في كوسوفو، لأن غالبية المطلوبين، يقيمون فيها ويقومون بنشاطاتهم واتصالاتهم بمعرفة المسؤولين المدنيين والعسكريين الدوليين في الإقليم.