الناصرة - "الحياة" - عادت حركات السلام الاسرائيلية، بعدما غطت في سبات عميق الى اسماع صوتها، اذ خرج اكثر من عشرة آلاف شخص من انصارها في تل ابيب مساء اول من امس في تظاهرة احتجاج على التصعيد العسكري الذي تمارسه حكومة ارييل شارون في الاراضي الفلسطينية. واعتبر رئيس المعارضة البرلمانية الاسرائيلية زعيم حركة "ميرتس" اليسارية يوسي سريد التظاهرة التي نظمتها حركته وحركات سلام أخرى قبالة مقر وزارة الدفاع بداية نشاط جماهيري ضد سياسة الحكومة الاسرائيلية العدوانية التي تقود المنطقة الى منزلق خطير و"لتقول لشارون وشمعون بيريز وبنيامين بن اليعيزر انهم لا يملكون حق توريط اسرائيل في حرب لا لزوم لها على غرار حرب لبنان" اجتياح لبنان عام 1982. وتأتي هذه التظاهرة التي شارك فيها ايضاً المئات من عرب الداخل، بعد السبات الذي غط فيه اليسار الصهيوني منذ اندلاع انتفاضة الأقصى والتردد في مواقفه من العدوان الاسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين، كما انها التظاهرة الأولى التي يشارك فيها قادة من عرب الداخل منذ الهبة التضامنية مع الانتفاضة في تشرين الأول اكتوبر الماضي واستشهاد 13 مواطناً عربياً. ورفع المتظاهرون شعارات دعت الى تفكيك المستوطنات وجاء فيها: "نرفض أن نكون قتلة" و"دعوا السلام ينتصر" و"القدس عاصمة لدولتين" و"موازنات للتطوير وليس للمستوطنات". وقال سريد ان إخلاء المستوطنات والعودة الى حدود 4 حزيران 6719 "كفيلان بأن نواصل العيش بأمان وسلام وأمن". وزاد ان لا طائل من اللجوء الى القوة في غياب مشروع سياسي. وختم بان هذه التظاهرة جاءت لتؤكد ان نعي معسكر السلام لم يكن في محله وأن من شأن مواقف هذا المعسكر وحدها ان تقود الى السلام المنشود. وقالت اسرائيلية قتلت ابنتها في عملية تفجير في القدس قبل أربعة أعوام انها ترفض أن يتحول ابناؤها الى قتلة ومجرمي حرب. واضافت انه بعد مقتل الطفلين الفلسطينيين اشرف وبلال أبو خضر في مجزرة نابلس الاربعاء الماضي زارت قبر ابنتها وأبلغتها ان لديها الآن شركاء من الأطفال الفلسطينيين. وقال الوزير العمالي السابق يوسي بيلين: "نريد العيش بسلام من دون خوف واساءة للآخرين". وتساءل ماذا سيحدث "لو انتصرنا في الحرب وعدنا مرة أخرى الى الخليل وغزة؟". وزاد ان نافذة العودة الى المفاوضات مفتوحة على رغم صعوبتها ما دام شارون رئيساً للحكومة. وهاجمت ايلانة مأور من شبيبة "السلام الآن" قادة اسرائيل الذين يدّعون غياب شريك فلسطيني، وقالت انها شاركت في لقاء شبابي مع فلسطينيين "تعرفنا خلاله على معاناة أطفال فلسطين والاهانات التي يتعرضون لها وتوقهم لحلم السلام".