سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"هآرتس" اكدت ان أي فلسطيني لا يمكن ان يقبل باقترحات رئيس الوزراء الاسرائيلي . ساسة ومعلقون اسرائيليون يعتبرون حديث شارون عن خطة سلام وسيلة لإبقاء التحالف بين "ليكود"و"العمل"
اتفق المعلقون الاسرائيليون في الشؤون السياسية، مع تقديرات أوساط سياسية رفيعة ان اعلان رئيس الحكومة ارييل شارون انه يعكف ووزير خارجيته شمعون بيريز على وضع خطة سياسية تقود الى سلام مع الفلسطينيين ليس سوى كلام فارغ و"محاولة مكشوفة من شارون لصد امكان حل الائتلاف الحكومي الحالي" كما كتبت صحيفة "معاريف" امس. وقال مراسل اذاعة الجيش افيف دروكر ان الهدف من اعلان شارون وبيريز عن خطة تتم بلورتها هو لتخفيف ضغط دولي يتوقع ان يواجهه بيريز في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة وآخر مماثل يخشى شارون مواجهته في زيارته المرتقبة الى الولاياتالمتحدة. وأضاف ان ما رشح في صحيفة "هآرتس" عن مضمون الخطة التي ترتكز الى اقامة دولة فلسطينية على 42 في المئة من الأراضي الفلسطينية وعدم تفكيك أية مستوطنة والإبقاء على غور الأردن تحت السيادة الاسرائيلية لن يكون مقبولاً لأي فلسطيني "مهما اتسمت مواقفه بالاعتدال". وأشار المراسل الى ان حكومات اسرائيل المتعاقبة منذ عام 1989 لم تقدم أية خطة سياسية واضحة المعالم لحل النزاع مع الفلسطينيين. واكد وزير الخارجية السابق شلومو بن عامي ان الهدف من الحديث عن خطة سياسية جديدة ليس سوى ضمان ديمومة التحالف بين "ليكود" و"العمل"، فيما قال زعيم حركة "ميرتس" اليسارية يوسي سرىد ان الحديث في الواقع هو عن تسوية بين شارون وبيريز وليس بين اسرائيل والفلسطينيين تضمن استمرار الائتلاف الحكومي. وتحدث الوزير اليميني العنصري بيني ألون متهكماً عن خطة سياسية جديدة وقال لاذاعة الجيش انه على علم بخطة عسكرية جديدة لشارون و"طريقة جديدة لمحاربة الارهاب الفلسطيني". ونفى بيريز في حديث للاذاعة العبرية ان يكون انتهى من وضع خطته الجديدة مضيفاً انه باشر في الحديث عن بعض ما تتضمنه مع شارون "بهدف بلورة خطة تحظى بتأييد شعبي واسع". لكن صحيفة "هآرتس" نشرت ان خطة بيريز تعتمد اساساً اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على ان يتفق على حدودها بين الجانبين، وتقوم الدولة أولا في غزة كنموذج لباقي المناطق الفلسطينية ويتم الحفاظ على الوضع الراهن في القدس بما في ذلك ادارة فلسطينية للحرم القدسي الشريف. ويعارض بيريز بشدة قبول اسرائيل بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين. وقالت صحيفة "معاريف" ان شارون يعارض تفكيك المستوطنات في غزة ويتحدث عن "اتفاق لا حرب" يتضمن اقامة دولة فلسطينية بشروطه وسلسلة من التسويات المرحلية لمدى بعيد. الى ذلك، هددت أوساط عسكرية اسرائيلية رفيعة، لم تكشف اذاعة الجيش عن هويتها الرئيس الفلسطيني برد عسكري عنيف في حال أعلن قيام دولة فلسطينية "لأن من شأن اعلان كهذا زعزعة المنطقة وهذه الزعزعة ستطاله حتماً، فقد سبق ورأى ان اسرائيل لا تتردد في التوغل في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية عند الضرورة وهذا يعني ان سيادتها لهذه الأراضي ليست حقيقة ناجزة أو مفروغاً منها". واعتبر بيريز اعلاناً محتملاً كهذا "مجازفة خطيرة للغاية لأن الدولة ستكون من دون حدود واعتقد بأن عرفات سيتردد كثيراً قبل الاعلان عن دولة فلسطينية". من جهته كرر وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر مواقفه المتشددة من السلطة الفلسطينية وردد كلام رئيس حكومته ان اسرائيل "ستغير نمط نشاطها العسكري والوسائل المتبعة ضد الارهاب الفلسطيني"، واشترط مواصلة انسحاب قوات الاحتلال من سائر المدن الفلسطينية بالتزام السلطة فرض الهدوء في هذه المدن ومنع انطلاق عمليات عدائية منها.