وقع الرئيسان الروسى فلاديمير بوتين والاذربيجانى حيدرعلييف الليلة قبل الماضية اتفاقية حول ترسيم حدود الجزءين المتحاذيين العائدين لهما من قاع بحر قزوين وتقاسمه على أساس طريقة الخط الوسيط المعدل باتفاق الطرفين. القمة الروسية الاذربيجانية اسفرت أيضا عن التوقيع على جملة من الاتفاقيات الاخرى. واوضح بوتين فى معرض التعليق على نتائج القمة الروسية الاذربيجانية نهج بلاده الرامي لتحقيق التسوية الثنائية بينها وبين الدول الاخرى المطلة على بحر قزوين دون التخلى عن التسوية الجماعية للمشكلة فى اطار الاتفاقات الموحدة بين الدول المحاذية لقزوين. كما دعا بوتين الى زيادة حصة النفط الاذربيجانى عبر الخطوط الروسية بعد أن تضاعفت من 2ر3 مليون طن فى العام المنصرم الى 2ر5 مليون طن فى العام الجارى كما تعهد بتأمين الغاز الطبيعى لاذربيجان وبالكميات التى تحتاج اليها. ورأى بوتين أن تفاعل روسيا وأذربيجان وكازاخستان لدى استغلال الموارد المعدنية لقاع قزوين الاوسط والشمالى بات يرتكز على قاعدة حقوقية دولية وطيدة دون أن يعني هذا وقف المفاوضات الخماسية واعتبر مسألة نقل نفط وغاز قزوين الى الخارج بمثابة المهمة العاجلة أمام الدول المطلة على البحر. الجدير بالذكر أن العمل على مد أنبوب باكو و جيهان الذى يحاذى روسيا من الجنوب دون المرور بأراضيها قد بدأ به فى العشرين من الشهر الجارى. وتواصل روسيا التمسك بموقفها السلبى تجاه مشروع باكو جيهان وتشكك فى جدواه الاقتصادية. غير أنه من الواضح ان روسيا وتحت الاصرار الاذربيجانى والدعم الامريكى لتنفيذ مشروع باكو جيهان قد تراجعت عن موقفها المناوئ له الامر الذى مهد التوصل الى حل وسط بشأن اقتسام القطاعات المتجاورة من قاع البحر. وينطلق التغيير فى الموقف الروسى ازاء الشروع العملى فى مد خط أنابيب باكو جيهان من أن تنفيذ المشروع لا يحول دون العمل على تنويع مسارات خطوط الانابيب المنطلقة من قزوين والتى يمكن أن يمر جزء هام منها عبر الاراضى الروسية. الجدير بالذكر أيضا أن الرئيسين الروسى فلاديمير بوتين والكازاخستانى نورسلطان نزرابايف كانا قد وقعا فى مايو الماضى اتفاقية مماثلة لتقاسم ثروات البحر فى قاع قزوين فى المناطق المحاذية لحدودهما. اتفاق كل من روسيا كازاخستان وأذربيجان على تسوية الخلافات القائمة بشأن تقاسم ثروات بحر قزوين جاء رغم فشل القمة الخماسية التى انعقدت مطلع العام الجارى فى عشق أباد بمشاركة قادة الدول الخمس المطلة على البحر روسيا وكازاخستان وأذربيجان وتركمانستان وايران فى التوصل الى تسوية للوضع القانونى الجديد الذى يكفل الاستغلال الامثل لثرواته. وتعارض ايران وتركمانستان الاتفاقيات التى وقعتها كل من روسيا وكازاخستان وأذربيجان والتى تنص على تقسيم قاع بحر قزوين عبر الخط الوسيط.