الناصرة - "الحياة" - نقلت الاذاعة الاسرائيلية امس عن مصادر سياسية رفيعة في تل ابيب قولها ان الحكومة قررت، حيال رفض السلطة الفلسطينية تسليم قتلة وزير السياحة رحبعام زئيفي والقضاء على البنية التحتية للارهاب، اعتبار السلطة الفلسطينية تساند الارهاب والتعامل معها على هذا الاساس، مما قد يعني المطالبة برأس الرئيس ياسر عرفات وتقويض أركان السلطة وفق ما تطالب به غالبية وزراء اليمين. وأضافت الاذاعة ان توسيع رقعة توغل قوات الاحتلال لتشمل طولكرم وقلقيلية في الضفة الغربية واعتقال عدد كبير من الناشطين الفلسطينيين يندرجان في هذه الرؤية. وتابعت ان هذه القوات ستواصل تصعيدها وحملة الاعتقالات تنفيذاً لقرار المجلس الوزاري المصغر الذي اتخذ بالاجماع فور مقتل زئيفي. وزادت ان اجتماعاً سيعقد اليوم بين القادة السياسيين والعسكريين لتقويم الأوضاع واقرار الخطوات المقبلة. وقالت الوزيرة المسؤولة عن الاعلام في الحكومة تسيبي ليفنه للاذاعة امس ان التصعيد الاسرائيلي أو عدمه رهن بنشاط السلطة الفلسطينية ضد الارهاب. وزادت ان الحكومة لم تقر بعد الاعمال التي ستقوم بها في حال انتهاء المهلة التي حددتها للسلطة للرضوخ لإملاءاتها "كما ان الحكومة لم تبين بعد معنى اعتبارها السلطة تساند الارهاب". ورفضت التحدث عن امكان اعلان اسرائيلي رسمي اعتبار السلطة "كياناً ارهابياً" يجب تدميره. الى ذلك، ابلغ رئيس الحكومة ارييل شارون نظيره البريطاني توني بلير ان اسرائيل لن تتراجع عن المطالب التي قدمتها للسلطة "وان رفض السلطة لها يعني اعتبارها سلطة تؤوي الارهاب، مع كل ما يتضمنه هذا التعريف من معنى". وأعلنت اسرائيل رفضها اقتراحاً فلسطينياً تقدم به رئيس جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب عبر وسطاء أوروبيين يقضي بانسحاب الجيش الاسرائيلي من بيت لحم وبيت جالا مقابل تعهد فلسطيني بضمان أمن مستوطنة "غيلو"، على غرار الاتفاق بعد الانسحاب من الخليل الاسبوع الماضي. من جهة اخرى، أعلن وزير الخارجية شمعون بيريز دعمه قرار المجلس الوزاري المصغر بمطالبة السلطة تسليم قتلة زئيفي و"حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مضيفاً ان هذا الحق لا يعني ان اسرائيل ليست معنية بتحقيق السلام. وغادر بيريز تل ابيب امس متوجهاً الى الولاياتالمتحدة حيث يلتقي اليوم الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان ويلتقي بعد غد نظيره الاميركي كولن باول. وتأتي زيارة بيريز ضمن الحملة الاعلامية التي تقوم بها اسرائيل لتبرير تصعيدها العسكري.