لندن، باريس - "الحياة"، أ ف ب - دعت بريطانيا وفرنسا امس السلطات الاسرائيلية الى وضع حد "سريعا" لاحتلال بلدة بيت جالا في الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية. وأصر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو للمرة الثانية في اقل من 24 ساعة على شجبه سياسة الاغتيالات التي تمارسها اسرائيل ضد الناشطين الفلسطينيين، مؤكداً انه يستخدم كلمة "اغتيال" في هذا المجال بدلاً من عشبارة "عمليات القتل المستهدفة" التي تفضلها اسرائيل. واوضح سترو في حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي ليل الثلثاء - الاربعاء ان عمليات القتل في هذه الظروف تبرر استخدام اغتيال. واكد من جديد ان بريطانيا ترى ان توغل القوات الاسرائيلية في بلدة بيت جالا ليس له ما يبرره، وذلك لان هذه الخطوة تمثل انتهاكاً للاتفاقات القائمة التي وقعها الفلسطينيون والاسرائيليون. وانتقد وزير الخارجية البريطاني ايضاً بشدة التصعيد الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة. وهذه هي المرة الثانية التي يوجه فيها سترو انتقادات شديدة للسياسات الاسرائيلية التي وصفها بأنها "مفرطة وغير متناسبة" بعد البيان المطول الذي اصدره امس. ومضى الوزير البريطاني قائلاً في حديثه مع "بي بي سي" انه يتعين علينا ان نسأل: "الى اين ستقود هذه السياسة الاسرائيلية؟" وردّ على هذا السؤال بقوله: "اننا نرى ان هذه السياسة لن تؤدي الى تسهيل عملية تنفيذ توصيات لجنة ميتشل". وشدد على ان هذه "السياسة الاسرائيلية ستؤدي في حقيقة الامر الى بروز موقف اكثر صعوبة". وفي الوقت نفسه قال انه يتفهم تماماً الغضب والقلق الذي تشعر به الحكومة الاسرائيلية والشعب الاسرائيلي بسبب التهديدات المستمرة لأمنهم من "اعمال الارهاب التي تأتي من المناطق الفلسطينية". ورداً على سؤال عن المبررات التي ساقتها اسرائيل بعد اغتيال زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ابو علي مصطفى قال سترو: "انه ينبغي ان يكون هناك حدود للاعمال التي تقوم بها الدولة التي تلتزم القوانين، وينبغي ان تكون هذه الاعمال مختلفة عن تلك التي تقوم بها منظمات ارهابية". واكد سترو انه لهذا السبب يعرب عن القلق الكبير ازاء هذه التصرفات الاسرائيلية ولهذا قرر ان يصدر البيان الشامل المطوّل الذي اذاعته وزارة الخارجية البريطانية باسمه اول من امس الثلثاء. باريس وفي باريس، صرح فرنسوا ريفاسو الناطق باسم الخارجية الفرنسية بان "الوجود الاسرائيلي في بيت جالا يتعارض مع الاتفاقات الموقعة ويغذي التوتر. اننا ندعو السلطات الاسرائيلية الى وضع حد لذلك بلا تأخير". واضاف الناطق "ان استئناف الحوار فورا وبلا شروط بين الجانبين يمثل اولوية مطلقة"، موضحا ان وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين كان "شجع" نظيره الاسرائيلي شمعون بيريز على "متابعة جهوده في هذا الاتجاه وذلك في اتصال هاتفي الثلثاء". وعزز الجيش الاسرائيلي امس احتلاله لقسم من بيت جالا على رغم الانتقادات الدولية. وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان رئيس الوزراء ارييل شارون ووزير الدفاع بنيامين اليعيزر قررا ابقاء الجنود الاسرائيليين في بيت جالا طالما استمر اطلاق النار الفلسطيني على مستوطنة "غيلو" على رغم من مطالبة الولاياتالمتحدة اسرائيل باخلاء هذه المدينة القريبة من بيت لحم. واعلن مسؤولون امنيون فلسطينيون ان اسرائيل والسلطة الفلسطينية توصلتا الى تفاهم بعد ظهر الاربعاء ينسحب الجيش الاسرائيلي بموجبه من المناطق التي اعاد احتلالها في بيت جالا.