} نفى "جيش التحرير الوطني" لألبان مقدونيا تورطه في انتهاكات وقف النار الأخير وحمّل مسؤوليتها لعناصر معارضة لأي تسوية مع سلطات سكوبيا، فيما اعلنت الحكومة المقدونية استعدادها لتقديم كل التسهيلات المطلوبة لمهمة حلف شمال الأطلسي في جمع سلاح المقاتلين. جدد المسؤول السياسي للمقاتلين الألبان في مقدونيا التزام المقاتلين الذين ينتمون الى "جيش التحرير الوطني" الألباني بقيادة علي احمدي وقف النار وتسليم اسلحتهم الى الحلف الأطلسي. وشدد احمدي على إدانته لانتهاكات وقف النار. وقال في تصريح صحافي نشر في سكوبيا امس: "أؤكد ان كل العمليات التي جرى فيها خرق للهدنة، تمت من دون موافقتنا". وأضاف: "نحن نحاول تهدئة الأوضاع ولا نتحمل المسؤولية عما يرتكبه غيرنا". وكانت وحدة طلائعية بريطانية تابعة للحلف الأطلسي التقت بقادة المقاتلين الألبان وناقشت معهم الكيفية التي سيتم بموجبها جمع الأسلحة. وساد الاعتقاد في سكوبيا ان الانتهاكات التي حدثت في الأيام الأخيرة، اثارتها جماعات ألبانية متشددة تنتمي الى تنظيم "الجيش الوطني الألباني" الذي تم تشكيله منذ اسبوعين من مقاتلين من ألبانيا وكوسوفو وجنوب صربيا ومقدونيا، كمنافس ورافض للنهج المعتدل الذي أظهره "جيش التحرير الوطني" الذي قاد الحركة المسلحة منذ قيامها في مقدونيا قبل نحو سبعة اشهر. وأعلنت الحكومة المقدونية استعدادها لتقديم كل التسهيلات اللازمة لقوات الحلف الأطلسي في مهمتها الخاصة بجمع اسلحة المقاتلين الألبان. ونقل تلفزيون سكوبيا عن مصادر مطلعة، ان الرئيس بوريس ترايكوفسكي ابلغ القائد الأعلى للحلف الأطلسي الجنرال الأميركي جوزيف رالستون، استعداد الجانب المقدوني للتعاون الكامل مع جنود الحلف في مجال التسهيلات اللازمة لمهمتهم، بما في ذلك إبعاد القوات المقدونية مسافة مناسبة عن خط المواجهة اثناء بدء عملية جمع اسلحة المقاتلين الألبان. ورجح المراقبون في سكوبيا ان تمضي عملية جمع الأسلحة قدماً، على رغم استمرار وقوع خرق متقطع لوقف النار في بعض الجبهات خصوصاً في محيط مدينة تيتوفو. وإلى ذلك، افاد ديبلوماسي غربي في سكوبيا، ان كل الشروط اللازمة لانتشار القوات الأطلسية اصبحت متوافرة، باستثناء وقف النار الكامل، لكن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وذلك على رغم الشكوك التي تحيط بإمكان نجاح العملية في نزع سلاح المقاتلين وإعادة الاستقرار الى مقدونيا. وبحسب الخطة المعلنة للحلف الأطلسي، فإنه سيتم نشر 3500 جندي بمجرد ان يتبين ان اتفاق التسوية السلمية المبرم بين الأحزاب المقدونية والألبانية بات ثابتاً، وذلك على رغم انه من المستبعد ان يسلم المقاتلون كل اسلحتهم، لكنهم سيكونون مرغمين على تسليم آلاف القطع التي سيتم نقلها الى خارج مقدونيا وتدميرها.