فاجأت السوق العقارية في جدة المتعاملين بعد ارتفاع الاسعار نتيجة للطلب الكبير على الارض الذي نتج عن التحسن المستمر في الاقتصاد السعودي. وقال المثمن والخبير العقاري مدير "مكتب الضبيعي للعقارات" خالد الضبيعي ل"الحياة" ان ارتفاع اسعار العقارات خصوصاً في جدة مستمر منذ اكثر من عامين بعد تحسن اسعار النفط اضافة الى تقارير مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" عن موجودات المصارف الامر الذي ساعد اصحاب روؤس الاموال الكبيرة في طلب شراء مساحات كبيرة. وذكر الضبيعي ان اسعار العقار تواصل مسيرتها الصعودية وارتفعت بنسب راوحت بين 30 و50 في المئة لأسباب عدة ابرزها تحسن مستوى السيولة والزيادة السكانية الطبيعة وزيادة الهجرة الى جدة من المناطق القريبة منها اضافة الى دخول مستثمرين اجانب متخصصين في التطوير العقاري لشراء مساحات كبيرة وبناء فلل للبيع. وتحفظ عن ذكر اسم اي شركة او اسماء المستثمرين لكنه اشار الى ان احدى الشركات المتخصصة في البناء ترغب في الحصول على 800 ألف متر مربع لبناء الفلل السكنية مع شريك سعودي بحيث يحصل الاخير على قيمة الارض تضاف اليها نسبة عشرة في المئة من ارباح المشروع. وقال: "إن مستثمراً سعودياً يبحث حالياً عن مساحة كبيرة تزيد على 30 الف متر مربع لإقامة مشروع سياحي تُقدر تكاليفه بنحو 100 مليون ريال 26.7 مليون دولار بعدما فشلت مفاوضاته مع مجموعة سعودية كبيرة لشراء الارض التي تملكها الاخيرة في منطقة كورنيش جدة وتصل مساحتها الى 30 الف متر مربع بعدما عرض 75 مليون ريال مقابل الارض واصرت المجموعة على 105 ملايين ريال. وكانت المجموعة نفسها اوقفت العام الماضي المشروع التجاري السكني الذي كانت تنوي تنفيذه في الارض المطلة على كورنيش جدة. وذكر الضبيعي ان الفترة الماضية شهدت تنفيذ عدد من الصفقات العقارية المتوسطة شمال جدة وغربها وصلت قيمتها الى نحو 70 مليون ريال. مشيراً الى ان السوق تستعد حالياً لطرح عدد من المخططات الكبيرة التي ستحقق ارباحاً عالية مثل المخطط القريب من منطقة بريمان المجاورة لمطار جدة والتي تصل مساحته الي نحو مليوني متر مربع وبسعر 650 ريالاً للمتر المربع الامر الذي يشير الى ان المخطط سيحقق نحو 1.3 بليون ريال. واعتبر ان تأثيرات القرارات الحكومية الخاصة بتملك غير السعوديين لم تظهر بعد بسبب تحسب الاجانب من الاجراءات التي حددها النظام الجديد لتملكهم للعقار. وتوقع الضبيعي ان تستمر موجة تحسن الاسعار والحركة العالية في سوق جدة كونه مؤشر السوق العقارية في السعودية لأسباب أبرزها قرار فتح العمرة على رغم البداية البطيئة له. ويدرس كثير من الشركات ورجال الاعمال حاليا شراء قطع اراضٍ جديدة تمهيداً لاقامة مشاريع سكنية عليها مستفيدين من الطفرة المتوقعة في السوق بعد استقرار نظام العمرة كون الاخيرة سوقاً كبيرة للتبضع والتنزه.