} يحتدم الصراع داخل حزب الكتائب في إطار الصراع على النفوذ على الساحة المسيحية بين مؤيدي الحكم ومعارضيه. وكان الحكم اسهم مساهمة اساسية في عقد مصالحة بين رئيس الحزب منير الحاج ونائبه الثاني كريم بقرادوني قبل اسابيع عدة للاتفاق على تسوية في شأن تقريب موعد الانتخابات الحزبية من دون تقصير مدة ولاية الرئيس الحالي. يعقد المكتب السياسي لحزب الكتائب اجتماعاً مساء اليوم وعلى جدول اعماله دعوة المؤتمر العام الى الانعقاد في الرابع من تشرين الأول اكتوبر المقبل لانتخاب رئيس جديد للحزب وثلاثة نواب للرئيس و16 عضواً للمكتب السياسي ورئيس مجلس الشرف وخمسة اعضاء فيه ورئيس للجنة العليا للرقابة المالية وأربعة اعضاء فيها على أن تبدأ ولايتهم في الأول من ايار مايو عام 2002. ويحرص رئيس الحزب منير الحاج على التوضيح ان اللجوء الى تقديم موعد الانتخابات نحو تسعة اشهر مرده حسم الصراع القائم داخل الحزب "على الكرسي لا على الخطاب ولا النظام الداخلي"، كما قال ل"الحياة" عشية الاجتماع، الذي يتوقع ان يكون النصاب مؤمناً خلاله "لأنه جرى التحضير له في إطار التوافق مع الأمين العام للحزب انطوان شادر الذي يمثل الأكثرية في المكتب السياسي". ويشير الحاج الى "أن الخطوة هي نظامية ويجب القيام بها، ذلك ان هناك مراكز في الهيئة الناخبة شاغرة بعد انتهاء ولاية اصحابها من رؤساء اقاليم ومصالح ومن واجبنا تعيين خلف لهم وإلا لن تكتمل الهيئة، وكان الواجب يفرض التفاوض مع الأمين العام والتوافق معه وحرصت على ألا تكون الهيئة العامة من لون واحد إنما ان تكون متنوعة ومتوازنة. وبالتالي فإن انتخاب الرئيس سيشهد تنافساً بين مرشحين ولن يكون كل شيء جاهزاً كما كان في السابق. فالحزب يجتهد اليوم كي يكون ديموقراطياً". إلا أن الرئيس السابق امين الجميل ابدى خشيته امس، من "أن يكون حزب الكتائب على مشارف انتفاضة تدفع به الى نهج وتوجه سياسي يتناقضان مع معنى وجوده". وهو اشار في كلامه امام وفود زارته في بكفيا الى أنه يتابع عن كثب "ما يجري على ساحة البيت المركزي في الصيفي وعلى اتصال مباشر مع القواعد وجمهور الكتائب من اجل اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب". وإذا كان الحاج يعتقد أن "الجميل يريدنا ان نعين له هيئة ناخبة على ذوقه والحزب لم يعد كذلك"، فإن النائب الثاني لرئيس الحزب كريم بقرادوني المرشح غير المعلن رسمياً بعد الى رئاسة الحزب يرى "ان الجميل يدافع عن آخر معاقله بعدما بدا معزولاً من قبل الدولة وسورية والأطراف السياسية الأخرى وآخرها المعارضة". ورأى "أن تقريب موعد الانتخابات الكتائبية ليس في مصلحة الجميل لأن الظرف السياسي غير موات له، والقاعدة الكتائبية غير مضمونة لمصلحته"، وهو توقع "معركة انتخابية قاسية، سيضع الجميل كل ثقله فيها، لأنه إذا خسر الكتائب فإنه خسر كل شيء علماً أن مجرد خوض المعركة ضده هو خسارة في حد ذاتها في حقه". ويعتقد بقرادوني "ان لا مصلحة حزبية في ان يبقى وضع الكتائب هكذا، خصوصاً في ظل الوضع الذي يعيشه "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، مشيراً الى "ان حزب الكتائب يستطيع ان يشكل حزباً مسيحياً قادراً على لملمة الأوضاع ولن يكون ذلك الا بتسريع التخلص من النزاعات حتى لا يتعطل عمل الحزب".