خرج الصراع الخفيّ داخل قيادة حزب الكتائب الى العلن، للمرة الأولى منذ انتخاب المحامي منير الحاج رئيساً له في آذار مارس الماضي، خلفاً للدكتور جورج سعادة، وفوزه على تحالف بقيادة نائب رئيس الحزب كريم بقرادوني والأمين العام انطوان شادر. وتمثّل ذلك باخبار قدّمه الحاج السبت الماضي الى مخفر الجميزة القريب من البيت المركزي الكتائبي في الصيفي، عن وجود أسلحة وذخائر في مقر مصلحة الطلاب في البيت وعن دخول عناصر مسلحين، وعن خشيته ان يحدث إخلال بالأمن. فتحرّكت قوة من الأمن الداخلي تواكبها قوة مساندة وخبراء متفجرات، وعثرت في قبو البيت المركزي على قنابل وقذائف قليلة صدئة وثلاث خوذ وبزة عسكرية بالية. وعلى رغم التوافق بين المسؤولين الحزبيين على طي المشكلة ووقفها عند هذا الحدّ، أثار الأمر مسؤولي مصلحة الطلاب التي تجمّع أبناء عدد من المسؤولين المناهضين لسياسة الحاج، والتي يتّهمها الأخير بأنها تسعى الى الاستقلال عن الحزب، وانه لا يستطيع ضبطها. فحاولوا أول من امس عقد اجتماع في البيت المركزي بدعوة من الأمين العام، لكنهم منعوا من دخوله بأمر من رئيس الحزب، كما أبلغهم حراسه. لكن شادر دخل. وامس، عاود الحاج الاتصال بالمخفر لإبلاغه ان ثمة غرفتين في البيت المركزي لم تفتشا، وقبل ان تحضر القوة الأمنية كان مسؤولون في مصلحة الطلاب خلعوا أبوابهما، ليثبتا له انهما خاليتان من السلاح. ثم قاموا بتظاهرة صامتة داخل البيت وربطوا أذرعتهم بشرائط سود، واتهموا الحاج بالاستعانة بكتائبيين ينتمون الى مسؤولين مطرودين من الحزب. واستدعت هذه التطورات عقد اجتماع استثنائي للمكتب السياسي برئاسة الحاج، استمر من الثالثة والنصف بعد ظهر امس حتى السادسة والنصف مساء، وألغي بذلك اجتماع المجلس المركزي الاسبوعي موعده في الخامسة. وتخللت الاجتماع نقاشات حادة، وطالب البعض بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة شادر وعضوية 6 من المكتب السياسي. ثم خرج الحاج من قاعة الاجتماع ودخل مكتبه المجاور لها غاضباً وهو يعلن نيّته طرد مسؤولي الطلاب، عندها حصل تلاسن وعراك بالأيدي بينهم وبين أعضاء في المكتب السياسي، فضّا سريعاً. وعاود المكتب اجتماعه واتّفق على تشكيل لجنة التحقيق. وكان الحاج تعهّد جمع شمل الحزب وقام بخطوات تقارب مع معارضين كتائبيين بينهم الرئيس السابق أمين الجميل.