} تصاعدت حدة الانتقادات النيابية للقضاء عبر مطالبة النواب الرئيس الايراني محمد خاتمي بتوجيه دستوري للقضاء بسبب احكام اصدرها ضد نواب في البرلمان. فيما سجل موقف لافت من المرشد آية الله علي خامنئي نحو الطلبة الصلاحيين اذ رعى افتتاح المؤتمر السنوي لمكتب تعزيز الوحدة في جامعة طهران. طالب مئة وسبعون نائباً في البرلمان الايراني من الرئيس محمد خاتمي توجيه تنبيه دستوري الى السلطة القضائية بسبب الحكم القضائي الصادر بحق النائبة الاصلاحية فاطمة حقيقت جو ويقضي بسجنها 22 شهراً. واكد النواب في رسالة بعثوها الى خاتمي وتُليت في الجلسة العلنية للبرلمان، ان الدستور ينص على حرية النواب في اداء واجبهم ويعطيهم حصانة من أجل الدفاع عن حق الشعب. واعتبر النواب ان انتهاك ما ينص عليه الدستور يعتبر انتهاكاً صريحاً للحاكمية الوطنية، وان عدم الاخذ بهذا الحق انما يعني سلب النواب دورهم. وجاء في الرسالة: "اننا نطالب رئيس الجمهورية القيام باجراءات فاعلة لمنع انتهاك الدستور وعدم السماح بالمزيد من استهداف حاكمية الشعب في الجمهورية الاسلامية". وكان القضاء ادان النائبة فاطمة حقيقت جو بتهمة تحريف مواقف مؤسس الجمهورية الاسلامية الامام الخميني، وممارسة الدعاية ضد النظام، واهانة رئيس المحكمة الثورية واعضاء المجلس الدستوري. ونفت النائبة الاصلاحية القيام بتحريف كلام الخميني فيما هددت الكتلة النيابية النسائية بمقاطعة جلسات البرلمان. على صعيد آخر قال وزير الداخلية الايراني عبدالواحد موسوي لاري في احتفال نظّمه اكبر تجمع طلابي اصلاحي في الجامعات الايرانية ويُعرف ب"مكتب تعزيز الوحدة": "ان الحركة الاصلاحية حركة لا تقبل التراجع وتهدف الى اعطاء الشعب دوره في ادارة المجتمع". وحذّر موسوي لاري من شيوع نظرة متطرفة الى افكار مؤسس الجمهورية الاسلامية. واعتبر ان ما يهدد المجتمع الايراني هو الافكار التي لا تتناسب مع افكار الخميني وتحمل اسمه ولا ترى سوى الضرب، والاغلاق والعنف. وقال موسوي لاري الذي كان يوجه انتقاداته الى بعض الشخصيات المحافظة: "ان اولئك الذين وقفوا بالامس ضد قراءة الامام الخميني للدين، ينشطون اليوم ويتصورون انه يجب تطبيق رؤاهم داخل المجتمع". واضاف: "ان الثورة جاءت بشعاري الحرية والاستقلال والدعوة الى الحرية تتواءم مع رفض الاستبداد الداخلي". ولوحظ ان المؤتمر السنوي لمكتب تعزيز الوحدة تم افتتاحه بكلمة موجهة من مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي، وهو تطور لافت في العلاقة بين المرشد وابرز تجمع طلابي اصلاحي. مع الاشارة الى ان انعقاد المؤتمر السنوي السابق لهذا التجمع في مدينة خرم آباد وسط كان السبب المباشر لاندلاع صدامات استمرت عدة ايام بين متظاهرين من التيارين الاصلاحي والمحافظ وأدت حينها الى قتيل من الشرطة واكثر من مئة جريح. ودللت رعاية المرشد للمؤتمر السنوي الحالي للتجمع على توجه من قبل اعلى سلطة للقرار نحو احتضان الطلبة الجامعيين والتأكيد على دورهم وابعادهم عن ساحة التجاذبات السياسية، وهو توجه اعلن عنه الاصلاحيون اخيراً عبر سعيد حجاريان احد الشخصيات الاصلاحية البارزة. وقال ممثل خامنئي في جامعة طهران محمد عراقي ان الجسم الطلابي يدفع اثماناً باهظة بسبب ضعف بعض مؤسسات المجتمع المدني. واضاف: "على رغم الضغوط الخارجية والداخلية على الجسم الطلابي، فإنه يبقى ثمرة للثورة والنظام".