جدد مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي امس دعوته الايرانيين الى المشاركة "بكثافة" في انتخابات الرئاسة التي ستجرى الجمعة المقبل، فيما أعلن السّنة في محافظة لارستان دعمهم الرئيس محمد خاتمي الذي ترشح لولاية ثانية. ونقلت وكالة "رويترز" عن خامنئي قوله أمام مئة ألف ايراني شاركوا في إحياء الذكرى الثانية عشرة لوفاة الإمام الخميني: "وجودكم عند صناديق الاقتراع يمكن تفسيره على انه دفاع عن الثورة وعن البلاد والاسلام، والإقبال الكبير على الاقتراع سيكون اشارة الى قوة نظامنا". وتجمع الناس عند ضريح الخميني جنوبطهران، فيما جلس خاتمي مع كبار رجال الدين تحت صورة ضخمة للخميني. وهذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها خاتمي علناً مع خامنئي والرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، منذ بدء الحملة الانتخابية. وقال خامنئي ان على الفائز في الاقتراع قيادة المعركة ضد "مؤامرات الخصوم"، وزاد ان الخميني "اعتاد دائماً ان يحض الشعب على الإعراب عن غضبه تجاه اميركا". الى ذلك، قال النائب الاصلاحي ميثم سعيدي ل"الحياة" انه لا يرى ضرورة لإجراء تعديل دستوري لتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، وجاء هذا الموقف فيما احتدمت معركة الانتخابات وكثف المرشحون العشرة لقاءاتهم الشعبية "لخطب ود الناخبين". ودخلت شبكة الانترنت كعنصر فاعل في الدعاية، اذ يستخدمها المرشحون والمشرفون على الحملات لكسب آراء خمسة ملايين ايراني يعيشون في الخارج. وكثف الاصلاحيون جهودهم لدى شرائح واسعة من مؤيدي برامجهم لإزالة ما يشبه لامبالاة انتخابية، مردها الى أنواع من اليأس لدى هؤلاء بعدم امكان تحقيق الاصلاحات. وينظم اليوم مهرجان يحضره اصغر زاده ومحسن سازغارا وهما مرشحان اصلاحيان، رفض المجلس الدستوري خوضهما المعركة. وظهر توجه واضح لدى الاصلاحيين في اتباع سياسة "عدم حرق المراحل"، وتطوير الاصلاحات وفق الاطر الحالية من دون اي تعديل دستوري، كما تجلى في حديث النائب ميثم سعيدي عضو الشورى المركزية لحزب جبهة المشاركة الى "الحياة". وهو اعتبر ان رئيس الجمهورية "يتمتع بالصلاحيات الضرورية والكافية في كل المجالات، والسلطة التنفيذية قوية، لكن هناك نقطة واحدة ينبغي توضيحها في الدستور، هي نوع الاجراءات التي يحق للرئيس اتخاذها في حال انتهاك الدستور، وذلك بحكم كونه مسؤولاً عن تنفيذ احكامه". واعتبر ان "الدستور الحالي يتيح مجالات واسعة لم يستفد منها بعد، والأولوية لتطبيق كل مبادئه وأصوله، وهذا من الأهداف المهمة للاصلاحات". وكان المحافظون اتهموا الاصلاحيين بالسعي الى تغيير الدستور عبر طرح صلاحيات رئيس الجمهورية، لكن خاتمي قطع الطريق على هذه التأويلات، عندما أعلن العام الماضي أن أي تغيير في الدستور يستهدف تغيير النظام يعتبر "خيانة".