بعد قطيعة دامت أكثر من 7 سنوات، كلّف مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي نائب الرئيس اسحق جهانكيري ليكون وسيطاً مع التيار الإصلاحي، بعدما عرض عليه الأخير رغبة هذا التيار في التواصل مع المرشد والارتباط معه، بما يخدم أهداف البلاد. وقال جهانكيري لصحيفة «شرق» المؤيّدة للإصلاحيين إن فكرة الارتباط مع المرشد نوقشت مع شخصيات إصلاحية بارزة قبل طرحها على المرشد، مشيراً إلى أنه ناقش الأمر أيضاً مع الرئيس حسن روحاني. وأضاف أن هذه الشخصيات أجمعت على أهمية اللقاء بالمرشد وطرح الفكرة، خصوصاً في ظل غياب هاشمي رفسنجاني الذي كان إلى حد بعيد الرابط بين المرشد والشخصيات الإصلاحية. وقالت مصادر ل «الحياة» إن هذه الرغبة نوقشت مع الرئيس السابق محمد خاتمي وأعضاء في «تجمّع العلماء المناضلين» (روحانيون)، بينهم وزيرا الداخلية السابقان عبدالله نوري وعبد الواحد موسوي لاري، وسكرتير التجمع محمد موسوي خوينيها، إضافة إلى شخصيات في حركة كوادر البناء (كاركزاران) التي ينتمي إليها جهانكيري. وذكر جهانكيري انه التقى المرشد وقدّم له تقريراً مفصلاً في شأن التيار الإصلاحي والآفاق التي يسعى إلى تحقيقها، لافتاً إلى أن الاجتماع كان «إيجابياً وجيداً»، شرح خلاله خامنئي وجهة نظره بشفافية حيال التيار الإصلاحي وشخصياته. ونقل عن المرشد قوله انه يحترم هذه الشخصيات ويقدّرها، مرحباً بالتواصل معها. وتابع أن خامنئي طرح عليه أن يكون «الرابط بينه وبين التيار، مشيراً إلى أن المرشد طالب هذا التيار بالتزام قواعد اللعبة ومبادئ الدستور، للتعاون مع أركان النظام. وأفادت معلومات بأن جهانكيري طرح 3 شخصيات لتكون الرابط بين المرشد والتيار، هي محمد خاتمي وعبدالله نوري ومحمد خوينيها، لكن خامنئي اقترح على جهانكيري أن يكون هو الرابط، بعدما طرح وجهة نظره حيال هذه الشخصيات. وتأتي هذه التطورات بعد رحيل رفسنجاني الذي دعم الإصلاحيين والمعتدلين، وعارض التدابير التي اتخذتها السلطات خلال الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009، كما ناهض السياسات التي انتهجتها حكومة الرئيس السابق محمود احمدي نجاد. ورأت مصادر أن الوسط السياسي الإيراني يعيش مرحلة جديدة بعد رحيل رفسنجاني الذي كان يقلق متشددي الأصوليين، كما كان شخصية محورية للتيار الإصلاحي. ونشط علي مطهري، نائب رئيس مجلس الشورى (البرلمان)، لرفع الإقامة الجبرية التي يخضع لها الزعيمان الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي، ويُفترض أن يزور المرشد لهذا الغرض. وذكر النائب السابق محمد رضا باهنر انه التقى موسوي وكروبي، لكنهما رفضا تسوية وضعهما شرط تركهما العمل السياسي، كما رفضا اقتراحاً باعتذارهما عن حوادث 2009 والاعتراف بارتكاب أخطاء آنذاك. ويرى الإصلاحيون أن المرحلة الحالية تحتاج إلى «مصالحة وطنية» تُعيد الثقة بالتيار الإصلاحي وتؤدي إلى إطلاق موسوي وكروبي، إضافة إلى إزالة كل الحواجز المعرقلة لعمل الأحزاب الإصلاحية وإعادة الاعتبار لشخصياتها، بعد منعها من مزاولة العمل الحزبي. وعلمت «الحياة» أن هناك جهوداً مكثفة لعقد لقاء بين خامنئي ومحمد خاتمي، من اجل إعادة المياه إلى مجاريها. لكن ذلك يحدث على «نار هادئة». إلى ذلك، أنهت بحرية الجيش الإيراني مناورات عسكرية بعرض «ضخم» في المياه الحرة شمال المحيط الهندي، بعدما اختبرت طوربيدو «الفجر».