أكدت المملكة العربية السعودية انها تمنح اللاجئين العراقيين في مخيم رفحاء شمال السعودية الحرية الكاملة في "العودة الطوعية الى العراق متى أرادوا ذلك" او "الاستيطان في اي دولة" تقبل توطينهم عن طريق مفوضية اللاجئين، مشددة على ان الخدمات التي تقدمها اليهم "قل ما يوجد مثيلها في أي مخيم للاجئين في العالم". وقال مصدر مسؤول في وزارة الدفاع السعودية، رداً على ما نقلته وكالة "فرانس برس" الاحد الماضي عن دعوة الخارجية العراقية السلطات السعودية الى "السماح للاجئين العراقيين الموجودين في مخيم رفحاء بالعودة الى العراق" وان بغداد "على استعداد لاستقبالهم سواء كان ذلك بشكل مباشر عبر الحدود الدولية بين البلدين او من خلال وسيلة اخرى يتم الاتفاق عليها". وادعت الخارجية العراقية "ان حجم الممارسات غير الانسانية وغير الاخلاقية التي تقوم بها السلطات السعودية تجاه النازحين العراقيين في المعسكر ليس بخاف عن الجميع". وقال المصدر السعودي ل"وكالة الانباء السعودية": "ان ما أدلت به الخارجية العراقية لا صحة له وانه كذب وبهتان واول من يعرف زيف هذه الادعاءات هم اللاجئون العراقيون"، لافتاً الى "ان ما تقدمه حكومة المملكة للاجئين العراقيين من رعاية وحسن معاملة قلما يوجد له مثيل في اي مخيم للاجئين في العالم". واضاف ان المعاملة السعودية لهؤلاء العراقيين "محل ثناء وشكر وعرفان من اللاجئين انفسهم". وزاد ان المفوضية العليا لرعاية اللاجئين "تشهد على ذلك، وان لموظفيها وجوداً دائماً في المخيم على مدار أربع وعشرين ساعة" في اليوم. ولفت المصدر الى ان "للاجئين العراقيين في المملكة كامل الحرية في العودة الطوعية الى العراق متى ارادوا ذلك او الاستيطان في اي دولة تقبل استيطانهم" عن طريق مفوضية اللاجئين. وكانت مجموعة من اللاجئين بدأت اعتصاماً داخل المخيم في 23 حزيران يونيو الماضي، احتجاجاً على وقف برنامج إعادة التوطين الذي ينتقل بموجبة اللاجئون الى احدى دول اعادة التوطين، وهي الولاياتالمتحدة وكندا واستراليا والسويد. يذكر ان برنامج إعادة التوطين اوقف منذ العام 1997 بعدما ساهم في توطين اكثر من 25 ألف لاجئ، وما زالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تحاول اقناع الدول المعنية بإعادة البرنامج، خصوصاً ان العدد المتبقي من اللاجئين لا يتجاوز 5207، من اصل نحو 33 الف لاجىء اعيد توطين 25 الفاً منهم بينما عاد طواعية الى العراق ثلاثة آلاف. ومعلوم ان السعودية انفقت اكثر من ثلاثة بلايين ريال لبناء وتجهيز مخيم رفحاء، على نحو يتلاءم واوضاعهم. وهي تتكفل بتقديم كل الخدمات المساندة، كما انها تمنح كل لاجئ يقرر العودة طواعية الى العراق عشرة آلاف ريال 2666 دولاراً. وقال مسؤول في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ل"الحياة" انه زار عدداً من مخيمات اللاجئين في اماكن متفرقة من العالم، الا انه لم ير مخيماً مثل مخيم رفحاء من حيث التجهيز والخدمات المقدمة. وزاد انه "مخيم خمسة نجوم" مقارنة بالمخيمات الاخرى.