"كليستان برور" من أشهر المغنيات الكرديات على الاطلاق وأكثرهن حضوراً وتألقاً، لفتت الأنظار منذ بداياتها الى صوتها الخاص والمميز واستطاعت أن تحقق حضوراً بين الشعب الكردي وفي أنحاء كردستان. شكلت مع زوجها الفنان الكردي المعروف "شفان برور" ثنائياً قد العشرات من الأغنيات السياسية والعاطفية الناجحة ولكن في السنوات الأخيرة انصرف كل واحد منهما الى تجربته. "كليستان برور" المغنية الكردية الأولى بجدارة، ويقول بعض المتابعين لتجربتها "انها تجربة لن تتكرر في الأغنية الكردية". هنا حوار معها: كيف اكتشفت جمال صوتك؟ - اعتقد ان كل انسان معجب بصوته، لذلك نراه يغني حتى ولو لم يكن يملك صوتاً جميلاً. ولدت في قرية كردية صغيرة تقع بين مدينتي "الرها" و"ويران" في كردستان تركيا وهي قرية تمتاز بطبيعتها الجبلية الخلابة. كنت أغني بين صديقاتي حين نخرج الى الحقول أو لاحضار الماء من النبع وكن يثنين على صوتي ولكني لم أكن أتصور انني سأصبح يوماً ما مغنية. لماذا...؟ - لأنني كردية وشرقية وقروية... وكان الناس يعتبرون الغناء من الأشياء المعيبة والمحرمة. لكن زوجي "شفان" ولم نكن تزوجنا وقتذاك وبيني وبينه صلة قرابة، همس في اذني "صوتك عذب" وستصبحين مغنية مشهورة وسأساعدك، وكان "شفان" بدأ يشتهر كمغنٍ بين الأكراد. إذا كان ل"شفان" دور مهم في ظهورك؟ - بالتأكيد، لأنه بعد زواجنا، جئت للاقامة معه في أوروبا وكنت أسهر معه أثناء تحضيره أغنياته وأدندن معه. وفي احدى الحفلات قدمني في شكل مفاجئ وطلب مني الغناء. المفاجأة كانت مدهشة، واستطعت بشق الأنفاس ان أغني لمدة ساعة تقريباً ولم أكن واثقة من أدائي ولكن الحضور كان راضياً. بعدها اشتركت مع شفان في الكثير من الأعمال الغنائية وكان ذلك في أواخر السبعينات ومن ثم قدم لي شفان بعض الأغنيات الخاصة بي... وهكذا كان ألبومي الأول "كردستان يا روضة الورد" وبعد ذلك تتالت الأعمال المشتركة بيني وبينه وكذلك الأغنيات الخاصة بي. بدأت بالأغنية السياسية واتجهت أخيراً الى الأغنية العاطفية، ما أسباب ذلك؟ - فعلاً بدأت بالأغنية السياسية، لأنه وكما تعرف فترة السبعينات والثمانينات، كانت فترة مثقلة بالايديولوجيا وقضايا التحرر... وكنا نطمح "أنا" و"شفان" الى ان نعمل شيئاً وأن نقدم جهداً بسيطاً لخدمة الشعب الكردي وقضيته. هناك شعب تعداده أكثر من ثلاثين مليوناً، محروم من أبسط الحقوق الانسانية وأعتقد اننا نجحنا في ذلك. ولكن في السنوات الأخيرة قررت التفرغ للأغنية العاطفية والعودة الى الفولكلور الكردي القديم بغية احيائه والحفاظ عليه واخراجه الى دائرة الضوء. والحمد لله أعتقد انني وفقت في هذا الجانب وبتقديم شيء يخدم الفن الكردي الأصيل. نقطة أخرى أود توضيحها... ان قيامي بتقديم الأغنيات التراثية هو محاولة لضخ دماء جديدة في شرايين تلك الأغاني التي ربما نسيها الكثيرون. ولا يهم أن تكون الأغنية سياسية أو عاطفية. المهم أن تكون أغنية ناجحة. تقدمين برنامجاً نصف شهري في القناة الكردية "ميديا" حول الغناء والموسيقى الكردية والفن الكردي في شكل عام. هل نجح البرنامج وهل نجحت كمقدمة؟ - في هذا البرنامج أحاول أن أقدم بعض الفنانين الأكراد الشباب. والأصوات الجديدة بحاجة الى دعم ومساعدة وكذلك ألقي الضوء على بعض الفنانين الأكراد الذين رحلوا عن دنيانا تاركين لنا كمّاً كبيراً من الأعمال الغنائية والموسيقية المهمة. الحكم على البرنامج متروك للجمهور وأعتقد ان الاقبال الجماهيري عليه يؤكد نجاح البرنامج، اما بشأن نجاحي كمقدمة برامج فالأمر متروك للنقاد وسأكون سعيدة برأيهم. هل تسمعين الموسيقى العربية؟ - لا يمكن أي فنان شرقي أن يتجاهل الموسيقى العربية... هناك العمالقة "أم كلثوم"، "فيروز"، "محمد عبدالوهاب"، "فريد الأطرش"، "عبد الحليم حافظ"، "أسمهان" والقائمة طويلة. ومن الجيل الجديد "أصالة"، "أنغام"، "لطيفة"، "ذكرى". في سيارتي هناك دائماً شريط عربي واليوم أستمع الى "فيروز".