سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قصة انطوان لوبيز "الرأس المدبر" لعملية الخطف ... وروايات عن التعذيب وطريقة التخلص من الجثة . دخل أوفقير على بن بركة في الفيلا الباريسية ... فجحظت عيناه وعرف انها النهاية الحلقة 5
تعرض الحلقة الخامسة من ملف "قضية بن بركة" قصة العميل الفرنسي انطوان لوبيز الذي يُعتبر "العقل المدبّر" لعملية خطف المهدي بن بركة في باريس. وتورد تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة المعارض المغربي في الفيلا الباريسية حيث عُذّب حتى الموت. في 31 تشرين الأول اكتوبر 1965 سافر الجنرال محمد اوفقير الى جنيف، بدعوى زيارة افراد من عائلته يقضون اجازة في منتجع شتوي هناك. لكن رفاق المهدي بن بركة يقولون ان هدف الزيارة كان جلب وثائق سرية كان يضعها المهدي في خزانة في أحد مصارف سويسرا كان عميل اسباني يدعى غونزاليس ماظ حصل عليها بطرق ملتوية. وبين سفره الى جنيف والعودة الى باريس قد يكون الجنرال اراد ابعاد الشبهات حول دوره في القضية. الا ان افادات عملاء فرنسيين متورطين اكدت ان العميل انطوان لوبيز اتصل هاتفياً بالجنرال اوفقير الذي كان موجوداً في مدينة مكناس على بعد حوالي 200 كلم شمال العاصمة الرباط يوم خطف بن بركة، وان محور الاتصال كان "الطرد المعلوم موجود". وقبل ذلك في اليوم ذاته سجلت اجهزة الاستخبارات الفرنسية لدى بدء التحقيق في القضية ان لوبيز اجرى مكالمة مع الرباط في الساعة الخامسة و19 دقيقة على رقم يُعتقد انه كان لمصلحة تابعة لوزارة الداخلية او لاحد العملاء المغاربة كانت له علاقة بالموضوع. فمن يكون لوبيز هذا الذي اعتبر "العقل المدبر" للاختطاف؟ أفادت التحقيقات انه منذ ان عمل في مدينة طنجة المغربية ارتبط بعلاقات مع اجهزة الاستخبارات المغربية التي كان يقدم لها خدمات، من موقعه مسؤولاً امنياً في مطار اورلي. وروى انه في منتصف آب اغسطس 1965 اتصل به الضابط المغربي اللغز العربي الشتوكي، وطلب اليه تأمين تذاكر سفر من باريس الى القاهرة لفيليب بيرنيي وجورج فيغون لاجراء مقابلة مع المهدي بن بركة في القاهرة حول الفيلم السينمائي "كفى"، وفي الثامن والعشرين من تشرين الأول 1965 قبل يوم من حادث الاختطاف وصل الضابط الشتوكي الى اورلي باستعجال. قال انه طلب اليه تأمين افراد من الشرطة الفرنسية لنقل المهدي بن بركة الى موعد رسمي للالتقاء بشخصية مغربية بارزة. كان الامر أشبه باعداد جيد لطبخة ستفوح رائحتها من بعد. كان لوبيز واحداً من رجال المخابرات الفرنسية الذي يرتبط بعلاقات غامضة ومشبوهة مع اطراف عدة. وقد وصفه مدير الشرطة القضائية الفرنسية ماكس فيرمي ب"انه ساحر هدفه تعقيد الخيوط". واضاف: "لا نعرف لأي نوع من المخابرات ينتسب لوبيز". كان يعمل في مطار اورلي مسؤولاً في مصلحة العبور بشركة الخطوط الجوية الفرنسية. لكنه كان ينتسب الى جهاز مكافحة التجسس. وكان يعتقد، بحسب الذين يعرفونه ان في وسعه ان يعمل أي شيء. واذا كانت له صداقات مع مسؤولين متنفذين في الاستخبارات الفرنسية، وفي الوقت ذاته كانت له ارتباطات مع مغامرين فرنسيين في شبكات الجريمة والدعارة والمخدرات. وستمكنه هذه الصداقات من تجنيد عملاء في قضية المهدي بن بركة، بعضهم ينتسب الى جهاز الامن وبعضهم من محترفي الجريمة الذي لهم سوابق في هذا المجال. وبحكم العلاقة التي كانت تربطه بجورج بوتشيس الذي كان ينعته بأنه "صديق الطفولة"، سيخترق عالم الجريمة ويتعرف على الرجال الذين تورطوا في قضية بن بركة امثال دوباي وجو عطية ولوني وباليس الذين وردت اسماؤهم في التحقيقات القضائية الفرنسية، لكن دون الذهاب بعيداً في كشف "مناطق الظل" في عمليات هذه الشبكة التي تردد ان افرادها كانت لهم علاقات بأجهزة الاستخبارات المغربية والفرنسية والاسرائيلية. في يوم اختطاف بن بركة قال جورج فيغون في احدى الحانات بعد ان شرب كثيراً وتحدث بلغة عتاة المجرمين ان شخصاً ما قد اختُطف من قلب العاصمة الفرنسية. لم يكن ذلك الشخص سوى بن بركة. لكن قبل تنفيذ عملية الخطف هذه، تعرض بن بركة لمحاولات عدة لاستدراجه الى فخ. ولم يكن لوبيز بعيداً عن بعض عناصرها الدولية. فهو كان زار المغرب في ايار مايو 1965، ولدى عودته الى باريس كتب تقارير الى اجهزة المخابرات الفرنسية جاء فيها ان هناك خطة "لاسترداد" المهدي بن بركة الى بلاده، خلال التحضير للمؤتمر الافرو-آسيوي في الجزائر. وكان العاهل المغربي يعتزم آنذاك زيارة الجزائر للاجتماع مع الرئيس احمد بن بلة. لكن الجنرال اوفقير، بحسب افادات لوبيز، كان يرغب في ان تتعاون الجزائر مع بلاده في طرد المهدي بن بركة. ولم يكن مصدر التفكير في امكان ان يتعاون بن بلة مع المغرب في هذه القضية سوى تصريحات نقلت عن المهدي بن بركة أمام شخصية جزائرية مفادها ان "اليسار سيدفع ثمن التغييرات السياسية التي يجرى الاعداد لها في الجزائر". وشرح ذلك قائلاً ان هواري بومدين "لا يغفر للآخرين ما يعتبره خطأ. اما احمد بن بلة فهو بمثابة رئيس مع وقف التنفيذ وانفلتت الاوضاع تدريجياً من بين يديه". لكن هذا التصور هو نفسه الذي سيخالج الملك الراحل الحسن الثاني لدى مشاركته في مؤتمر القمة العربي في القاهرة في مطلع 1965. ففي لقاء جمعه وقتذاك مع الرئيسيين الراحلين عبدالناصر وانور السادات لاحظ ان الرئيس بن بلة منع هواري بومدين من الدخول الى القاعة. وخلص الى ان "مصير بن بلة تقرر وقتذاك. وقد ادركت انه لن ينسى ابداً تلك الاهانة". الا ان العميل لوبيز سيؤكد لاحقاً انه سهّل مهمات المغاربة اعتقادا منه ان الاستخبارات الفرنسية لم تكن بعيدة عن محاولات التقرب التي قامت بها شخصيات مغربية للاتصال ببن بركة وحضه على العودة الى بلاده. ذلك ان مصدر الالتباس في هذه التطورات انه كان يكتب الى رؤسائه المباشرين تقارير عن اتصالاته، ولم يتلق منهم ما يُستشف منه انه معارضة لهذا التعاون. الا انه لا يعرف اذا كانت معلومات الجهاز الاستخباراتي الفرنسي ترسل الى المسؤولين السياسيين مثل وزارتي الداخلية والدفاع، ام انها تُحفظ في الارشيف. وقد اثير هذا الموضوع بحدة اثناء المحاكمة، وجاء في بيان أصدره النقيب الفرنسي وليام روني ومحامون آخرون ان الخطف انجز بتعاون بين عملاء في المخابرات الفرنسية ووزير الداخلية المغربي محمد اوفقير. وطرحوا السؤال عن قدرات الدولة الفرنسية على حماية الشخصيات التي تقيم على ارضها. كما صدر اتهام لجهة "التستر" على معلومات لم تساعد التحقيق القضائي. تعذيب بن بركة حكى فيغون، قبل وفاته او انتحاره المزعوم، لصحافي فرنسي في "الاكسبريس" ان المهدي بن بركة توفي في فيلا لوبيز في منطقة اورمي بعد تعرضه لتعذيب شديد على ايدي بوتشيس واوفقير نفسه. قال ان المعارض المغربي وُضع في الطابق العلوي للفيلا يحرسه اربعة رجال هم دوباي وباليس ولوني وبوتشيس. ساوره بعض القلق، مع مرور الوقت، فقيل له: "اطمئن فان مسؤولاً فرنسياً في الطريق الى مقابلتك". قُدم له كأس شاي بطلب منه، وشرع في قراءة كتاب صغير كان بحوزته. اضاف فيغون ان الرجال الاربعة اقتحموا عليه خلوته فجأة. فسأل: "ماذا يجري هنا؟". لكن بوتشيس ارتمى عليه. وفي اللحظة ذاتها وصل الجنرال اوفقير وسأل: "كيف الحال؟". فرد عليه فيغون "انهم فوق"، في اشارة الى الطابق العلوي. فعلّق اوفير قائلاً: "سيهدأ المهدي بمجرد رؤيتي". صعد الدرج في هدوء. كان اكثر ثقة في ان خصمه العنيد سقط في المصيدة. رآه المهدي بن بركة فجحظت عيناه. ادرك انها النهاية. وفي الرواية نفسها ان اوفقير أخرج من جيبه خنجراً صغيراً كان يحمله باستمرار. حرّكه أمام وجه بن بركة تماماً كما في الافلام البوليسية، لكن الأمر كان حقيقة وغرزه في عنق الضحية وهو يردد "ألم أقل لكم انه سيهدأ. ها انتم ترونه هادئاً الآن". لكن العميد السابق في الاستخبارات المغربية احمد البخاري ينقل وقائع اخرى، منها ان التعذيب دام ساعات، وان احمد الدليمي مدير الامن الوطني وقتذاك كان حاضراً مع ضباط آخرين في جهاز "الكاب 1". "تقطيع الجثة" المعتقل السابق علي بوريكات يقدم رواية اخرى عن تفاصيل خطف المهدي بن بركة وقتله. يستند في روايته الى اعترافات "بوتشيس" الذي كان يقود شبكة المغامرين الفرنسيين ويقول ان اجهزة الدولة الفرنسية كانت وراء العملية. قال ان "لوني" الذي كان واحداً من افراد الشبكة، سدد ضربة قوية للمهدي بن بركة قبل قدوم محمد اوفقير وأحمد الدليمي الى الفيلا. يروي ان اوفقير طعن بن بركة بخنجر كان يحمله معه مرات عدة مما ادى الى وفاته، وانه طلب الى "لوني" و"دوباي" اتمام عملية تقطيع الجثة إرباً إرباً. وقبل ان يأخد أوفقير رأس المعارض معه طلب من بعض الحاضرين دفن الجثة في مكان بعيد. استقر الرأي بعد مناقشات عدة على ان تُدفن الجثة في منطقة لواريت في ضواحي باريس. صبّوا عليها كميات كبيرة من الاسمنت للحؤول دون اكتشافها ابداً. الا ان مصدر الالتباس في الرواية ان حمل رأس مقطوعة قد لا يتطلب استخدام طائرة عسكرية تقلها من باريس الى الرباط. اضافة الى ان اوفقير والدليمي ومحمد العشعاشي الذي ورد اسمه مرادفاً للعملية لم يعودوا الى المغرب في اليوم ذاته، وانما أقاموا في باريس أربعة ايام بعد الحادث، باستثناء زيارة خاطفة قام بها اوفقير الى جنيف قبل العودة الى باريس مجدداً. وتقدم فاطمة اوفقير، أرملة الجنرال، رواية أخرى للوقائع. تقول انها خلال تلك الفترة كانت طالقة من زوجها، وانه طلب منها ان تحضر الى باريس ليتوجها من هناك الى جنيف لزيارة الاطفال. لكنها فضلت السفر مباشرة الى جنيف التي قدِم اليها اوفقير حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً، واستقبلها في مطار جنيف قرابة الاولى صباحاً وقضيا الليل في فندق منفصلين قبل ان يتجها صباحا الى جنيف و"بعد عودتنا بيومين في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر عرفت باختفاء المهدي بن بركة". وهي تتمسك بأنها لم تتحدث ابداً الى أوفقير حول القضية. وإن قالت انها كانت تعرف العميل انطوان لوبيز. وسئلت في احدى المرات عن رأيها في حقيقة القضية، فردت: "رجال السياسة لا يفصحون عن الحقيقة ابداً". واتهمت اجهزة الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية بأنها وضعت كل شيء على كاهل اوفقير الذي قَبِل القيام بأعمال وسخة "بعد استقلال البلاد"، في اشارة الى الصراع الذي كان محتدماً وقتذاك بين القصر والمعارضة وظروف انشاء اجهزة الاستخبارات. انكسار بن بركة بسبب مضاعفات حادث السير الذي كان تعرض له ما بين الرباطوالدار البيضاء، ظل المهدي بن بركة يعاني رضوضاً في رقبته. وعلى رغم انه ذهب الى العلاج في احد المستشفيات الالمانية فان الرضوض لم تلتئم نهائياً. واذا كان هذا هو الحال فإنه يعزز رواية نقلت عن مصادر عدة في شأن ظروف مقتله في فيلا بوتشيس في ضواحي باريس. إذ تردد ان احد الحراس الشخصيين للجنرال محمد اوفقير سدد ضربة لبن بركة على رقبته. وحين حاول لوي عنقه بعدما مال نحو اليمين او الشمال إثر تلك الضربة، فشلت المحاولة وادت الى تكسير رقبته فمات للتو. وثمة من يذهب الى انه على اثر ذلك جرت اتصالات للبحث في أفضل طريق لتجاوز المأزق، على اعتبار ان المهمة كانت تتمثل في محاورة بن بركة واعادته الى المغرب وليس تصفيته. لكن ما تردد عن التعذيب الذي كان الراحل ضحيته ينفي سيناريو ان اوفقير ذهب الى باريس بهدف البحث في اعادته الى البلاد حياً. وحسب افادات غير مؤكدة فان اوفقير حين وصل الى الفيلا وصعد الى الطابق العلوي حيث وجد بن بركة، أعطى اوامره لانزاله الى قبو الفيلا وتعذيبه. وهذا الطرح يلتقي مع جانب من افادات العميل المغربي احمد البخاري حول الظروف التي سبقت مقتل بن بركة، وان كان البخاري اوضح ان الضابط العشعاشي تدخل لثني أوفقير عن الاستمرار في تعذيب بن بركة. الا ان وضع العشعاشي ضابطاً في الاستخبارات لا يستقيم وامكان معارضته اوامر اوفقير الاعلى منه رتبة، علماً انه نفى ان يكون زار باريس في أي وقت خلال حادث اختفاء بن بركة او بعده. بيد ان بوريكات كتب في مذكراته عن سنوات العزلة في تازمامارت، انه عندما كان معتقلاً في مركز سري في بئر الرامي في ضواحي الرباط سمع صوتاً يناديه. همس اليه: "انظر امامك، الى المكان غير البعيد عن الزنزانة الرقم 14، انه قبر". فرد عليه بوريكات: "لا ارى شيئاً". فجاءه الجواب: "انه قبر من نوع خاص. انه رأس فقط دفنت هناك". وحين سأل: "رأس من؟". جاءه الجواب انه رأس المهدي بن بركة. ويمضي بوريكات في عرض تفاصيل الخطف كما سمعها في معتقل بئر الرامي، ليلخص الى ان الحارس موح مومن دفن رأس المهدي بن بركة هناك. لكنه يروي ان ذلك الصوت الذي كان يحدثه طلب اليه ان يتوجه بعد الافراج عنه الى حانة في الرباط. قال له انه سيجد رجلاً هناك يملأ اوراق سباق الخيول مرتين في الاسبوع، ويراهن في كل مرة على ستة ارقام كالتالي: 1065 29. انها الارقام نفسها التي تؤرخ ليوم اختطاف بن بركة في 29 من الشهر العاشر من عام 1965. وان ذلك الرجل يعرف اشياء كثيرة غير متداولة عن الموضوع. مقبرة الشهداء في فاس وفي تكهنات أخرى ان الجثة دفنت في مدينة فاس في مقبرة الشهداء. وبحسب تحريات صحافي فرنسي يدعى طوني كان نشأ في المغرب في فترة الحماية وعمل في قسم الشرطة في الدار البيضاء، لكنه لم يعد الى المغرب، فإن ضابط امن مغربياً اسمه التهامي الوزاني صرح له خلال لقاء في باريس بأن تحرياته التي كان بدأها "جميعها اضاعة للوقت" لأن الجثة دفنت في فاس المغربية. وكان الوزاني قال في لقاء مع الصحافي طوني في سان جرمان دوبري انه في مهمة تتعلق بالمعارض المهدي بن بركة وان الجنرال اوفقير سيحضر شخصياً الى باريس لهذا الغرض. وخلال متابعتهما السهرة في حانة عند شارع كوليزي في حضور مسؤول في جهاز الاستخبارات الفرنسية، قال الوزاني ان المهمة العاجلة تقضي بإقناع المهدي بن بركة بعدم الذهاب الى هافانا للمشاركة في مؤتمر القارات الثلاث. لكن الضابط المغربي غادر باريس مباشرة بعد حادث الاختطاف، واستقر في جنيف، وهناك التقى مرة أخرى مع الصحافي طوني وقال له: "اني خائف لأن العملية لم تتم كما كان مرسوماً". ومن جنيف انتقل الوزاني الى القاهرة حيث غيبه الموت هناك. بيد ان الروايات حول مكان دفن جثة المعارض بن بركة تباينت مرات عدة، ففي نهاية تشرين الاول اكتوبر 1972 اعتقلت الشرطة البرازيلية في ريو دي جانيرو وساوباولو شبكة تضم ما يزيد على 30 شخصاً يشتبه في تورطهم في تجارة المخدرات، ضمنهم الفرنسي دافيد كريستيان المعروف بلقب "سيرج الجميل". وكان الأخير فاراً من العدالة الفرنسية بتهمة قتل عميد الشرطة موريس كالبير. ونقل افراد الشبكة الى الولاياتالمتحدة بطلب من السفارة الاميركية في البرازيل. كما ان الاجهزة الفرنسية بدورها قدمت طلباً مماثلاً. وتردد، في غضون ذلك، ان "سيرج الجميل" متورط في عملية خطف بن بركة حسب افادته في تحقيق امني اجري معه في البرازيل. كذلك تردد انه حصل في مقابل ذلك على 150 الف دولار من الجنرال اوفقير كونه "أحرق الجثة في أحد الاحياء الباريسية وغطاها بالجبص" ويقال انه صرح كذلك بأنه الوحيد الذي يعرف مكان دفن الجثة. وتم الاستناد لتصحيح هذه المعلومات الى شهادة أرملة فرنسية قالت انها شهدت ليل 30 تشرين الاول 1965 رجالاً يعبرون شارع جوزيف دوميستر وكانوا يحملون صندوقاً خشبياً كبيراً يُعتقد انه كان يحوي جثة المعارض المغربي. الا ان السيدة الفرنسية كارمن كوكو تراجعت عن افادتها في الموضوع مرة ثانية. وبارتباط مع ذلك كان سفير المغرب في باريس وقتذاك اقام حفلة عشاء على شرف الجنرال اوفقير بحضور وزير الداخلية الفرنسي روجيه فراي في فيلا سعيد في باريس. وقتها اتصل السفير الفرنسي في الرباط روبير جيليه بشخصيات في الحفلة مستفسراً عن معلومات ترددت حول اكتشاف جثة في نهر السين. لكن الجنرال اوفقير الذي كان يتابع تلك التطورات سأل السفير الفرنسي عن دواعي قلقه، وطمأن الحضور بلغة فُهم منها انه متورط في الحادث. غداً الحلقة السادسة الأخيرة: بريق عينيه سيلاحق المتورطين بقتله.